[x] اغلاق
بعد 120 عاما على انتقاله من القاهرة: مدفع الإفطار بمكة المكرمة على أهبة الاستعداد
1/8/2011 12:30

من محمد يوسف رزين بدأ مدفع الإفطار أول ظهور له في مصر، ثم انتقل منها في أواخر القرن التاسع (قبل نحو 120 عاما) إلى بلاد الشام ودول الخليج العربية والسعودية، وعلى قمة أحد الجبال بالعاصمة المقدسة مكة المكرمة يقف مدفع الإفطار على أهبة الاستعداد لبدء موسم عمل جديد. 

وقد اختلفت الروايات التاريخية حول أصل ظهور مدفع رمضان ولكن أكثرها شعبية رواية «الحاجة فاطمة»، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل ينظفون أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة في مدينة القاهرة مصــــــادفة وقت آذان المغرب من شهر رمضان فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدا جديدا للاعلان عن موعد الإفطار وعندما علمت بنت الخديوي الحاجة فاطمة بما حدث راقت لها الفكرة وأصدرت قرارا تدعو فيه إلى استخدام المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية. 

ومنذ ذلك الوقت ارتبط في أذهان الناس موعد الإفطار والإمساك بمدفع رمضان وأطلقوا على ذلك المدفع اسم «الحاجة فاطمة» ومكانه قلعة صلاح الدين الأيوبي. 

وقد تأهب مدفع رمضان بمكة المكرمة لإطلاق أولى سبع قذائف صوتية مساء اليوم الأحد ليعلن دخول شهر رمضان المبارك ابتهاجا، ليبدأ مزاولة مهامه الرمضانية بعد استراحة دامت عاما كاملا بغرفته المخصصة له في مقر إدارة المهمات والواجبات بمكة المكرمة. 

وتم تجهيز المدفع بالذخيرة اللازمة «قذائفه الصوتية» التي يتم استخدامها طوال شهر رمضان المبارك طيلة الشهر وحتى أول أيام عيد الفطر، حيث يطلق طلقة عند دخول وقت الإفطار وأخرى عند دخول وقت السحور وطلقتان للإعلان عن الإمساك يوميا. 

أما عند دخول عيد الفطر المبارك فتدوى طلقاته الصوتية ابتهاجا، مختتما نشاطه للعام الحالي ويتم نقله إلى غرفته بمقر المهمات بعد أن أكمل انجاز مهمته، حيث يبلغ مجموع الطلقات التي يطلقها منذ دخول شهر رمضان المبارك حتى الإعلان عن دخول عيد الفطر المبارك 150 طلقة تقريبا. 

وقد خصص عدد من رجال الأمن السعودي للعناية به وتجهيزه وتهيئته وصيانته وتنظيفه منذ وقت مبكر وطيلة الشهر الكريم وإطلاق الذخيرة الصوتية عند الإفطار وقبل السحور وعند الكفاف قبل صلاة الفجر. 

ويعد مدفع رمضان أسلوبا من الأساليب المستخدمة في الإعلان عن دخول شهر رمضان المبارك وموعد الإفطار والإمساك في كل يوم منذ دخول الشهر الكريم حتى دخول عيد الفطر وهو تقليد متبع في العديد من الدول العربية والإسلامية ورمزا من رموز شهر رمضان المبارك في غالبية الأقطار الإسلامية.