[x] اغلاق
سياسيون إسبان يختلفون حول ارتداء رابطة العنق في البرلمان
1/8/2011 12:39

تفجر جدال في إسبانيا حول ما اذا كان يتعين على الرجال التوقف عن ارتداء رابطة العنق لخفض الحاجة الى أجهزة التكييف في الطقس الحار. 

ويعتبر وزير الصناعة ميجيل سباستيان معارضا قويا لرابطة العنق في أشهر الصيف حيث يروج الى أن ارتداء ملابس خفيفة من شأنه خفض تكلفة الطاقة بشكل كبير في إسبانيا. 

ويرأس المعسكر الآخر رئيس البرلمان خوسيه بونو الذي يشعر بأن «أولئك الموجودين في السلطة يجب أن يكونوا مثالا يحتذى به» للمواطنين في كيفية ارتداء الملابس بشكل مناسب. 

وقد ظهر سباستيان الذي فجر هذا الجدل في البرلمان بدون رابطة عنق. 

وترى وزارة الصناعة التي يرأسها سباستيان أن خفض أجهزة التكييف بدرجة واحدة مئوية من شأنه توفير 7% من تكاليف الطاقة. 

وتنص التنظيمات واللوائح الاسبانيةعلى أنه يجب عدم خفض حرارة أجهزة التكييف لأقل من 26 درجة في المباني العامة ولكنه نادرا ما يطيع شخص هذه القاعدة. 

وقالت وزيرة الدفاع كارمي تشاكون انه حتى البرلمان يمتلك أجهزة تكييف قوية تجعلك تشعر بأنك في «سيبيريا». 

ويعتقد سباستيان انه يجب على المشرعين التخلي عن رابطة العنق ليكونوا مثالا للمسؤولين وموظفي الشركات. 

وطرحت مبادرة مشابهة هذا الصيف في دولة البرتغال المجاورة من قبل وزارة البيئة برئاسة اسونكاو كريستاس حيث تخلى في وزارتها الرجال عن رابطة العنق. 

ورفض منتقدو سباستيان، التخلي عن رابطة العنق باعتبارها تفصيلة غير مهمة في مشكلات البيئة الضخمة باسبانيا والتي تترواح بين التلوث بعوادم السيارات والاعتماد المفرط على الوقود الاحفوري الاجنبي. 

وقال ادواردو مادينا السكرتير العام لحزب رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو، الحزب الاشتراكي الذي ينتمي اليه كل من سباستيان وبونو، ان الجدال بأكمله «تافه». 

وأضاف مادينا «في بعض الايام أرتدي رابطة عنق وفي أيام أخرى لا أفعل ذلك، ان الامر ليس بهذه الاهمية»، معربا عن اعتقاده بأنه حتى الرجال في السلطة بحاجة لأن تكون لديهم حرية اختيار اللباس الخاص بهم «في القرن الحادي والعشرين». 

وتثير آراء كهذه استياء بونو، وقد انتقد رئيس البرلمان تصريحات سباستيان الذي اشار الى رئيس الوزراء الياباني الاسبق جونيتشيرو كويزمي الذي طلب من الموظفين التخلي عن ياقاتهم البيضاء ورابطة العنق في محاولة وطنية لترشيد استهلاك الطاقة. 

وقال بونو ساخرا «لا أعرف ما اذا كان رئيس الوزراء (الياباني) سيظهر أيضا أمام الامبراطور بدون رابطة عنق؟!». 

ولكن سباستيان تعهد بمواصلة حملة المناهضة لرابطة العنق «بغض النظر عما قد يقوله بونو والامبراطور الياباني». 

وتسبب هذا الجدال في تحريض السياسيين ضد بعضهما بعضا منذ عام 2008 عندما أعطى بونو رابطة عنق لسباستيان ورد الاخير بإعطاء الاول مقياس للحرارة لقياسا درجة الحرارة في البرلمان. 

وعلى الرغم من أن النقاش بأكمله يبدو تافها، الا أنه يعكس مشكلة خطيرة فيما يتعلق بالوفاء بالاعراف البيئية في اسبانيا. 

فليس فقط الاعراف الخاصة بأجهزة التكييف هي التي لا تتم مراعاتها، بل أيضا تشير الى فشل المسؤولين في تنفيذ تعهداتهم بخفض حركة السيارات في مراكز المدن. 

وأعلنت الحكومة أيضا مجموعة من الاجراءات لخفض استهلاك الطاقة خشية حدوث نقص محتوم في النفط بسبب الازمة الليبية. 

وذكرت صحيفة البايس اليومية انه لم يتم تفعيل بعض من تلك الاجراءات كخفض الانارة على الطرق. 

وحذر انطونيو توريل خبير الطاقة من أنه «اذا لم تخفض اسبانيا ممارسات اهدار الطاقة، فقد تواجه مشكلة امدادات في العام المقبل».