لا تعتقدي أن المراهقين فقط هم البارعون في استحداث أساليب وحيل جديدة كل يوم للالتفاف على أوامر ونواهي الوالدين، والتمرد عليهما والإصرار على الحياة بالأسلوب العشوائي الذي يطرأ على أذهانهم حتى ولو كان خطأ.
لقد طور الآباء والأمهات أيضا أساليبهم مع مرور الزمن، وأصبح هناك الآن خبراء متخصصون في التربية يوجهون الأهل لوسائل جديدة ومبتكرة لمعاقبة أبنائهم في مرحلة ما قبل العشرين.
فلكي تعاقبك والدتك الآن ونحن في القرن الحادي والعشرين، لن تكتفي بعدم طهي الأطعمة التي تفضلينها أو تحرمك من نزهة نهاية الأسبوع، بل ستتبع طرقا جديدة تتماشى مع روح العصر والتطور، ومن هذه الطرق:

العقاب التكنولوجي:
- في محاولة منها لإجبارك على الطاعة والالتزام بالنظام، قد تلجأ والدتك لعقابك تكنولوجياً، بحرمانك من جميع الأجهزة الحديثة التي تمتلكينها، كاللاب توب والإم بي ثري والآي باد والهاتف المحمول، ووضعهم في خزانة محكمة الغلق بالمنزل، وعدم إعادتهم إليك إلا إذا قدمت فروض الولاء والطاعة.
وقد تترك لك والدتك جهاز الكمبيوتر الخاص بك مع احتجاز الراوتر أو الامتناع عن دفع اشتراك خدمة الإنترنت مما يحرمك تماما من استخدام برامج المحادثة ومواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع الفيس بوك الشهير.

العقاب بالتخلف عن ركب الموضة
فكرة معاقبة الأبناء بحرمانهم من مصروفهم اليومي لم تعد مجدية بعد الآن، فما حاجتك العملية الملحة لتك الأموال البسيطة التي تتلقينها بشكل منتظم طالما يتكفل الكبار بنفقات ملابسك التي تختارينها على أحدث طراز ومن أشهر الماركات، ويشترون لك أدوات التجميل والإكسسوارات باهظة الثمن كلما طلبت ذلك حتى تظلي دائما في مستوى صديقاتك في الجامعة أو النادي ولا تتخلفي عن ركب الموضة.

لذا فالضربة الموجعة الحقيقية هي أن تمتنع والدتك لشهور مثلا عن توفير احتجاتك من ملابس جديدة وأدوات تجميل وإكسسوارات على أحدث طراز، مع استمرارها في دفع مصروفك اليومي الذي لن يزيد في الغالب عن جنيهات قليلة لن تكفي إذا ادخرتها لشهور لشراء قطعة ملابس واحدة تحمل توقيع مصمم مشهور!

سحب الامتيازات الخاصة
إذا كانت لديك سيارة قام والداك بإهدائك إياها لتذهبي بها إلى الجامعة أو النادي، يمكنهم سحب المفاتيح منك وتركك لويلات سيارات الأجرة والمواصلات العامة، كما قد يحرماك من الذهاب إلى النادي من خلال التوقف عن دفع اشترك العضوية.

العقاب من خلال عمل الخير
إذا أراد والداك أن يلقناك درسا قاسيا لن تنسيه لتماديك في تكسير القواعد وعدم الالتزام بحسن السلوك، فيمكنهما جمع بعضا من المقتنيات الغالية والعزيزة على نفسك والتي تمت مصادرتها منك في فترة سابقة، ثم التبرع بها أمام عينيك لإحدى الجمعيات الخيرية حتى يستفيد منها من يستحقها أكثر منك.

الحرمان من الخصوصية
إذا كانت لك غرفتك الخاصة التي تنعمين فيها الهدوء والخصوصية، قد يعمد والداك لعقابك بجعل شريك لك في الحجرة، وفي الغالب ستكون شقيقتك الأصغر، والتي ستقاسمك الفراش وتضع ملابسها في خزانة ملابسك، وقد تتفنن في إزعاجك وبعثرة أغراضك في كل مكان.

هذه بعضا من الاقتراحات التي ذكرها خبراء التربية لمساعدة الوالدين على السيطرة على تمرد الأبناء في سن المراهقة، بل إن بعض المنتديات المتخصصة في التربية والتي نشرت هذه الأفكار المبتكرة فتحت الباب لردود الأهالي ليتمكن كل أب وكل أم من التعليق على مدى جدوى هذه الاقتراحات وتطويرها وإضافة المزيد من الاقتراحات إليها حتى تصبح أكثر فعالية.

إذن لقد دق ناقوس الخطر، وعليك من الآن الإسراع في مراجعة تصرفاتك والالتزام قدر الإمكان بقواعد السلوك المتفق عليها مع والديك، أو عمل وقفة لمناقشة هذه القواعد معهم والوصول لاتفاق مرضي لجميع الأطراف، وذلك حتى تجنبي نفسك ويلات الخضوع لمثل هذه العقوبات الموجعة.