[x] اغلاق
مدينة كاشقار التاريخية المسلمة في الصين تتعرض لعملية هدم بلا رحمة
17/8/2011 13:40

في وسط مدينة كاشقار الغنية بتراثها والواقعة على طريق الحرير القديمة، يرمز هدم الحي القديم الى اضعاف هوية اتنية الاويغور المسلمة والناطقة بالتركية، وذلك نتيجة لسياسات التنمية الاقتصادية وتعميم الثقافة الصينية التي تنتهجها بكين. 

ومع المغرب، يعلو صوت المؤذن فيتوجه سكان كاشقار إلى المساجد قبل افطار رمضان، عبر الشوارع التي تنتصب فيها الرافعات التي تشهد على التغييرات الجذرية الجارية في المدينة. 

ويأسف تاجر أويغوري في الرابعة والعشرين من عمره فضل عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع، لما يجري. فيقول «كاشقار هذه جديدة، ليست كالتي عرفتها. لا علاقة لها بمدينتنا». 

وتقول حكومة منطقة شينغيانغ المتمتعة بحكم ذاتي، شمال غرب الصين، أو تركستان الشرقية كما يفضل سكانها تسميتها، إن عملية هدم المباني المهددة بالخطر تأتي في إطار برنامج إعادة إسكان ما يقارب 50 ألف عائلة بكلفة تبلغ 7 مليارات يوان (760 مليون يورو). 

ويشرح أيساجان أهات احد القيمين على المشروع أن «كاشقار تقع في منطقة نشاط زلزالي. لذا من المهم أن تكون المنازل قادرة على الصمود في حال وقعت هزة أرضية». لكن السكان يردون الحجة وهم يشيرون إلى المباني التي شيدت قبل قرون عدة. 

وفيما تتقدم الجرافات، تهدم المنازل التقليدية المشيدة من الآجر والتربة المدكوكة لتحل محلها مساكن مشابهة وإنما من الإسمنت والآجر. 

ونقل عدد كبير من السكان مؤقتا إلى أحياء جديدة على الأطراف، حيث شيدت أبراج عالية تماما كما هي الحال في غالبية المدن الصينية الكبيرة. 

وهدم المدينة الأويغورية القديمة يترافق مع إنشاء شبكة لتوزيع المياه والكهرباء بالإضافة إلى توسيع الطرقات، بحسب الحكومة المحلية. 

وكاشقار الواقعة على مقربة من آسيا الوسطى، كانت تشكل مقصدا للتجار والمسافرين الذين كانوا يسلكون طريق الحرير التي تربط الصين بالشرق الأوسط في القرن الثاني. وإلى جانب الأويغور، تعيش في المدينة أيضا مجموعات القازاق والطاجيق إلى جانب أعداد متزايدة من قومية الهان وهي الإتنية الغالبة في الصين. 

وكاشقار التي اختارتها بكين لإنشاء منطقة خاصة للتنمية الاقتصادية، لو تمت المحافظة عليها لكانت شاهدة على هذا التاريخ الغني. 

وتثير القضية مشاعر البعض اليوم. وكان النواب الأوروبيون قد طالبوا الصين في مارس الماضي بوقف «فوري» لهدم وسط كاشقار التاريخي، وذلك في قرار تم تبنيه في ستراسبورغ. 

ووصفت المعارضة الأويغورية في المنفى ربيعة قدير هدم الأحياء القديمة في كاشقار بأنه «استهداف للهوية الأويغورية»، متهمة السلطات بالسعي الى اذابة التمايز الثقافي للأويغوريين. وأضافت ان «عملية الهدم هذه تحرم العالم من موقع يتعذر استبداله». 

من جهتهم يؤكد السكان الذين أجبروا على إخلاء منازلهم، أنهم لا يملكون حرية كبيرة لاختيار أو لتصور سكنهم الجديد. لكن السلطات ترد هذا الانتقاد مؤكدة أنها تستشير العائلات في كل مرحلة من مراحل العملية، 

لكن هذه العملية تفتقر إلى الشفافية بحسب بعض الخبراء. 

ويوضح مايكل ديلون مؤلف كتاب «شينجيانغ، مسلمو الصين في أقصى شمال غرب» أن «مشروع الهدم وإعادة الإعمار يأتي ملتبسا جدا لدرجة يستحيل التأكيد على أنه سيتم استبدال جميع المنازل المهدمة». 

ويتهم بعض الأويغور بكين بعدم احترام نمط عيشهم وثقافتهم، وسط توتر مستمر. وكانت نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر يوليو قد شهدت مواجهات أدت إلى سقوط 21 قتيلا في كاشقار على اثر هجمات وهجمات مضادة نفذتها الشرطة.