[x] اغلاق
ارفعوا الظُّلم
23/8/2011 13:27

 

            

                   ارفعوا الظُّلم

                                              بقلم : زهير دعيم

 

الهبّة الشّعبيّة الاحتجاجيّة التي عمّت البلاد وما زالت ، هي هبّة صادقة ، حقيقيّة ، تُظهر مدى عُمق ونزيف الجرح الذي يُدمى عصب الطبقة المتوسطة والفقيرة في البلاد، هذا أن وُجدت هناك ما يُسمّى بالطبقة المتوسطة !!.

 فما عاد الراتب يكفي حتى نهاية الشهر لدى الكثير من المواطنين اليهود ، فما بالك بالعرب وما بالك بالعرب من اهلنا في النقب؟!!.

  وفي الآذان وقر وطين ...

 وهناك خيام ومسيرات ، وعربات للطفولة، وأطباء، ومعلمون ، والكل يحتجّ ويصرخ : " نريد عدالة اجتماعيّة ، نريد خبزًا، نريد ان نعيش بكرامة !!"

 وفي الآذان وقر وطين ..وما من مستجيب.

 ويروح يتشدّق القادة قائلين : إنّ الميزانية لا تحتمل .وان هناك اولويات ، وان البقرة المُقدّسة ليست العدالة الاجتماعية .

   وكيف تكون عدالة اجتماعية وهناك من يتقاضى راتبًا يتألف من عشرات ومئات الوف الشواقل ، ويتناول فطوره في روما ، ويتغدّى في بروكسل ويتعشّى في باريس!!! في حين ان هناك الكثيرين الذين يضربون اخماسًا بأسداس علّهم ينجحون في تخطّى الشهر بأمان ...وأنّى لهم.

  أين مربط الفرس اذًا ؟ بل أين تكمن المشكلة ؟ أهي في الاقتصاد الاسرائيلي ؟ .

  مُخطىء من يظنّ ذلك ، فالاقتصاد الاسرائيلي في فوْرة ما عهدتها البلاد منذ ولادتها. والشاقل اليوم ينظر الى الدولار  أبيه من فوق ويُقهقه.

 الاقتصاد في عافية .

والنمو الاقتصادي في عافية .

 ولكنه الجمود السياسي ...

 نعم هنا مكمن المشكلة ، والفيروس والسبب.فما دامت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تتجاهل أن هناك شعبًا يرزح تحت الاحتلال فلا رفاهية.

 وما دامت الحكومة الحاليّة تعمل جاهدة من اجل تجميد القضية الفلسطينيّة ومطّها وجرّها سنة بعد سنة الى العدم ، فلن تكون هناك عدالة اجتماعيّة .

  حقًّا ...

 الوضع السياسي والأمني هما السبب المباشر ، فلا يمكن ان يتحسّن هذا الوضع ويعود اصحاب الخيام المحتجين الى بيوتهم!!! الا بعد ان يُعطى للشعب الفلسطينيّ وطن يحميه ويقيه فيعتزّ به.

 فمن الظلم الصارخ والذي لا يقبله الله أن تبقى غزّة بمئات آلافها ترزح تحت وطأة الحصار ، وكذا الضفة الغربية ..فلا هويّة ولا يحزنون.

  انهم يتوقون الى عُشٍّ ينبونه على زيتونتهم!

   دولتان هو الحلّ..

  دولتان متجاورتان ، واعتراف متبادل وضمانات دولية.

 قال الله في كتابه المقدّس : "3 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَجْرُوا حَقًّا وَعَدْلاً، وَأَنْقِذُوا الْمَغْصُوبَ مِنْ يَدِ الظَّالِمِ، وَالْغَرِيبَ وَالْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. لاَ تَضْطَهِدُوا وَلاَ تَظْلِمُوا....".-ارميا 22-

  وقال الرب يسوع على لسان بولس الرسول :" لعلّ عند الله ظلمًا ؟ حاشا!."

  إنه الظلم بعينه أن نهضم حقوق الآخرين ، أن نحاصرهم ونمنعهم من بناء وطن يفتخرون به ويعيشون تحت كنفه..

 نعم القضية كلّ القضية متعلّقة بالوضع السياسي والامني ، فما دمنا نُحضّر لجولة جديدة ، وحرب جديدة في كل سنة ، فملايين الدولارات التي تجبيها الدولة ضرائب مبالغ بها من عرق العمّال ، ستذهب سدى وتصرف من خلال بوز المدفع والصاروخ!!.

  ان الحرب تأكل الأخضر واليابس واليورو!

 ان الحرب لا تعرف ولا تعترف بالعدالة الاجتماعية ولا بالرفاهية ولا بالطبقة الوسطى.

 انها تسحق الوسطى والسفلى وتجعلهما غبارًا.

  هيّا نعلنها عاليا وجهارا..

 لن يطرأ تحسّن على وضع الطبقات الفقيرة في اسرائيل ما دام الحلم الفلسطيني غافيًا..ونائمًا وجامدًا.

 ولن يستطيع العامل في اسرائيل من اتمام الشهر براتبه بأمان الا اذا قامت الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل وقلنا للحرب وداعًا.

  دولتان هو الحلّ الاجدى سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.

 دولتان هو المرهم الاكيد الذي يشفى الجراح ويريحنا من التعصّب والبغضاء من الشعبين.

دولتان هو الحلّ الامثل للعدالة الاجتماعية .

   أترى هناك من يسمع ؟

أترى هناك من يقول لرئيس الحكومة ان الجمود يولّد حركة مضادّة، وأن ساعة سلام افضل من عقد من الحروب!!.