[x] اغلاق
التلوّن.. وحركة الاحتجاج الاجتماعية في إسرائيل..
29/8/2011 13:18

 

التلوّن.. وحركة الاحتجاج الاجتماعية في إسرائيل../ واصل طه

منذ أن انطلقت حركة الاحتجاج الاجتماعية في تل أبيب، وأقيمت الخيام في جادة روتشيلد، رمزًا للضائقة السكنية التي يعاني منها الكثيرون في المجتمع اليهودي، والنقاش داخل لجنة المتابعة ما زال قائمًا، ويتمحور حول السؤال: هل نحن جزء من حركة الاحتجاج هذه أم لا؟! فترى "حداش" أنها جزءًا منها فيما ترى القوى الوطنية والإسلامية في المتابعة أنها ليست جزءً من حركة الاحتجاج كونها جاءت نتيجة لاحتياجات المجتمع اليهودي وليس العربي الذي يختلف باحتياجاته وبأسباب وجودها.

                         

لقد انتقل النقاش من لجنة المتابعة إلى ترويج في الشارع والإعلام بأنواعه  والاجتماعات العامة بصورة مبرمجة ومخططة ومقصودة من قبل دعاة الاندماج العشوائي في الدولة، أصحاب مشروع أسرلة جماهيرنا الفلسطينية، المؤمنين حتى النخاع بهذا النهج الذي أفشلته جماهيرنا الفلسطينية بنضالها الدؤوب الذي رسخ هويتها وانتماءها عبر عقود هي عمر دولة إسرائيل.

 

الاجتهادات المختلفة في الشأن الاقتصادي والاجتماعي لا تفسد للودّ قضيّة، إذا ما سعى وعمل كل حزب، وفق مشروعه وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي الخاص..

 

أما أن يحاول البعض جرّ الجماهير العربية الفلسطينية بكليتها إلى ساحة نضالية يكتنفها الضباب من حيث سيناريوهات الحلول التي قد تطرح لحلّ الضائقة السكنية في الوسط اليهودي، فهذا ما لا نقبل به، لأن هناك احتمالات كبيرة أن تكون هذه الحلول على حساب قرانا ومدننا، وعلى حساب أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة الغربية، فكيف نقبل أن نكون جزءًا من حركة لا نعرف أين ستصل بنضالها، ولا نعرف من هم قادتها رغم أن الشعارات التي رفعتها هذه الحركة تتقاطع مع العديد من مطالبنا، فبدلاً من أن نكون جزءًا من الحركة الاحتجاجية هذه، لماذا لا نسعى كأحزاب عربية ولجنة متابعة لإقامة حركة احتجاجية عربية موازية ترفع هذه المطالب وتضيف عليها المطالب التي تخصنا نحن العرب! وللتنفيذ يجب إقامة لجان شعبية وقيادة موحدة توجه الاحتجاج وتقرر إيقاعه!

 

أما القول إن النضال العربي اليهودي المشترك هو الطريق والسبيل الوحيد للوصول للمساواة، والجنّة المنتظرة، فإنه قولٌ وشعارٌ تسلّح به البعض لتبرير مواقف غير مقبولة على جماهيرنا فقد أثبت فشله على مدار عقود هي عمر إسرائيل! فلم يتبقّ من هذا الشعار إلا اسمه، والقلّة التي ما زالت تناضل معنا من الجانب اليهودي، هم يهود غير صهاينة في حين أن تصريحات قيادة الاحتجاج تؤكد تمسّكهم بصهيونيّتهم ومبادئها، فالقيادة فضفاضة، ولم تلامس ولم تؤشّر بعد على الأسباب الحقيقية لهذا التدهور الاجتماعي الاقتصادي والسياسي المتجسد بالسياسة التوسّعية الاحتلالية والإحلالية لدولة إسرائيل في الضفة الغربية والقدس والداخل على حساب شعبنا الفلسطيني.

 

نحن نثمّن عاليًا دعاة السلام اليهود الذين يناضلون ضد الاحتلال رغم قلتهم، ونعتبرهم قوى ديمقراطية حقيقية يمكن التعاون معها، شريطة أن لا يؤثر هذا التعاون سلبيًا على بوصلة نضالنا السياسية، وسعينا من أجل تنظيم العرب الفلسطينيين في إسرائيل في هيئات ومؤسسات منتخبة بما فيها لجنة المتابعة.

 

وعليه فإن الهجوم غير المبرر من قبل عضو الكنيست محمد بركة على الأحزاب والحركات السياسية العربية، في إحدى الراديوهات الاسرائيلية، يندرج ضمن محاولة حزب "حداش" جرّ الجماهير العربية إلى طريق لا يؤدي إلا إلى الأسرلة التي أفشلتها جماهيرنا منذ عقود، فالاحتجاج على الضائقة السكنية والفقر من الممكن أن يكون ضمن حركة عربية شاملة وتحت سقف لجنة المتابعة، نؤكد من خلالها على خصوصية نضالنا ومعاناتنا الناتجة عن البرامج المخططة من قبل حكومات إسرائيل اليسارية واليمينية ضد جماهيرنا العربية، التي أدت إلى حصار قرانا ومدننا، مما أنتج الضائقة السكنية التي تعاني منها جماهيرنا اليوم.

 

ولذلك لن يخدعنا هؤلاء، كما خدعونا عندما روجوا في السنوات السابقة لـ "شارلي بيطون" حين وصفه قادتهم بالمكسب التاريخي فتربع على قيادة "حداش" والعرب ردحًا من الزمن قبل أن تنكشف أصوله الصهيونية. مثله مثل ميكونس وسنيه من قبله، أولئك الذين قادوا جماهيرنا تحت نفس الشعارات التي يحاول بركة استحضارها وإحياءها من جديد ليثبت ولاءه لمدرسة الأسرلة التي يحاول في مواقع معينة أخرى التنكر لها. فهل نقبل بهذا النهج بعدما لدغنا من جحرهم أكثر من مرتين؟! أم أن هناك قيادات جديدة يسعون إلى تنصيبها وتمريرها عبر الجماهير العربية؟!