[x] اغلاق
مخاطر استقالة الأطباء المتخصصين من جهاز الصحة
2/9/2011 9:59

 

 
مخاطر استقالة الأطباء المتخصصين من جهاز الصحة

الدكتور زاهر بحوث
 
نشهد في الأيام الاخيرة مظاهرات يقوم بها شريحة مهمة وكبيرة من الاطباء، الا وهم الاطباء المتواجدون في مرحلة التخصص في المستشفيات الحكومية في جميع انحاء الدولة، وتأتي هذه الأحداث بعد فترة طويلة من الاضرابات المتقاطعة، والتي قام بها اتحاد الاطباء في اسرائيل "هاري".
ويتساءل البعض ماذا يريدون الاطباء ايضا، بعدما منحتهم وزارة المالية اضافة على رواتبهم؟
وهنا يجب توضيح الامور. حين ندقق في تفاصيل الاتفاقية التي وُقعت بين وزارة المالية و"هاري"، نرى أنه لا يوجد اي شكل من أشكال التصليح التي يطالب الاطباء بتنفيذها، بل توجد أرقام ونسب لا اساس لها من الصحة، ويستمر التدهور في نظام الصحة العام، وخاصةُ في "البيريفيريا - الضواحي" اي شمالي البلاد وجنوبها، والتي تشمل معظم البلدات العربية.
لذلك، قرر أكثر من الف طبيب في مرحلة التخصص تقديم استقالتهم، والتي سيسري مفعولها بدءاًمن يوم الأحد القادم، الرابع من ايلول، وعندها، سيحدث ما لا يريد أحد ان يحدث. ستنهار المستشفيات في اقل من يوم - لن يكون هناك طبيب في غرفة العمليات، ولن يكون هناك أطباء في غرفة الطوارئ، فمن كان منكم ينتظر أربع ساعات كي يتلقى العلاج على يد طبيب في غرفة الطوارئ، فبعد الرابع من ايلول سينتظر عشر ساعات ولن يأتي اي طبيب لفحصه - لان الطبيب الذي كان من المفروض ان يعالجه، او يعالج اقربائه، قد استقال، وذلك لأنه يرفض أن يكون شريكاً في تدمير جهاز الصحة العام في الدولة.
وللتوضيح، الهدف الرئيسي والأساسي من استقالة الاطباء هو تحسين وضع نظام الصحة العام. ولا تصدقوا الأكاذيب التي يروجونها لإضعاف موقفنا. فإننا صامدون على موقفنا، ولن نتراجع حتى تُحقق مطالبنا.
يوم الاحد القادم، سيقول جميع الأطباء معاً "كفى! لن نكون شركاء في تدمير نظام الصحة العام". الأطباء سيستقيلون، المتدربون "الستاجريم" لن يبدأوا بالتخصص، وخريجو كليات الطب لن يبدأوا "الستاج". ستحصل مصائب كبيرة بدءاً من الاحد القادم – لن يتواجد طبيب ليعالج المتألم، ولن يكون هناك من يقوم بـ"الاحياءات"، ولا من يقوم بكتابة الدواء، ولا من يُحدث عائلة مريض عن حالة قريبهم.
المشكلة الان تنبع من أن رئيس الحكومة، السيد بينيامين نتنياهو، والذي يتولى أيضاً منصب وزير الصحة، يرفض رفضاً باتاً الاصغاء لمطالبنا، بل ويرفض حتى اللقاء بنا لمفاوضتنا، وإن هذا التصرف إن دل على شيء، فانما يدل على عدم إهتمامه لصحة المواطنين في الدولة، وعلى عدم إهتمامه في تحسين خدمات الصحة العامة – ولماذا يهتم إن كان هو نفسه لا يحتاج الى نظام الصحة العامة، لانه لا ينتظر مثلي ومثلكم بضع ساعات حتى يتلقى افضل علاج على يد افضل الاطباء.. فلماذا يهمه؟
نحن نطالب رئيس الحكومة ووزير الصحة، بنيامين نتنياهو بالتدخل الفوري لحل احد اكبر واهم الأزمات، قبل فوات الاوان، لأن كل تأخير سيكون منوطاً بأرواح مواطنين كل ما كانوا بحاجة اليه هو طبيب كان بمقدورك أن تُرجعه الى عمله..
 
فماذا سيكون ردك، حضرة رئيس الحكومة، للجنة التحقيق التي ستُقام عندما سيسألونك "ماذا فعلت لمنع التدهور في جهاز الصحة" ؟
 
 
 
 
الكاتب من شفاعمرو، خريج كلية الطب في الجامعة العبرية وهداسا.