[x] اغلاق
تغطية خاصة بالصور: فيلم (وهلأ لوين؟) لـ نادين لبكي يرفع مستوى السينما اللبنانية ويوجه رسالة إنسانية ووطنية كبيرة
5/9/2011 15:08

عد النجاح الباهر والكبير الذي حققه فيلمها الأول "سكر بنات" في معظم بلدان العالم، ها هي نادين لبكي تستعد لتحصد أيضاً نجاحاً أكبر وأضخم عن فيلمها الجديد "وهلأ لوين؟" وقبل 20 يوماً من بدء عرضه في الصالات اللبنانية دعت كاتبة ومخرجة وبطلة الفيلم نادين لبكي الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة إلى إفتتاح العرض الأول للفيلم ظهر السبت 3 أيلول في سينما ميتروبوليس في الأشرفية. فالتقت نادين وابطال العمل وكل فريق العمل بأهل الصحافة والإعلام ولم ترضى أن يبدأ عرض الفيلم قبل أن تصل بنفسها وترحب بنا جميعاً وتشكرنا وتعرفنا بأبطال العمل بعفويتها وتواضعها المعهود...

بدأ الفيلم على طريق مليء بحفر خلفتها الألغام الأرضية، يمر، بوقار، موكب نساء، يشي بجنازة تتجه إلى مدافن القرية. تقلا وامال وإيفون وعفاف وسيدة، يتحدين بهدوء حرارة الظهيرة الحارقة، ويمسكن بصور أزواجهن الذين لاقوا حتفهم خلال حرب طويلة، حدثت منذ زمن بعيد، ولم تسفر عن شيء. يرتدي بعض النساء الحجاب، ويحمل بعضهن الأخر صلباناً مصنوعة من خشب، يتوحدن جميعهن على الاتشاح بالسواد، والحزن، يصلن إلى بوابة المقابر، فينقسم الموكب، يتقدم قسم بإتجاه مدافن المسلمين، فيما يتجه الآخر نحو مدافن المسيحيين.

تجري أحداث "وهلق لوين؟" في بلد مزقته الحرب، في قرية عانت من الحرب ووجدت نفسها في عزلة عن العالم الخارجي، بلا تلفاز ولا هاتف، ولا يربطها بالدولة سوى جسر مفخخ بالألغام، ومدمر بفعل القذائف، لتروي قصة اسرة عن نساء يعقدن العزم على حماية قريتهن المعزولة والمحاطة بالألغام من القوى الخارجية التي تتسلل إليها وتبث فيها روح الفتنة، فتهدد بتدمير مجتمعهن من داخله. يجتمعن على هدف واحد.وخلافاً لكافة التوقعات، فإن صداقتهن القوية تسمو بهن فوق الإختلافات العقأئدية التي تفتت مجتمعهن، فيحكن خططاً مبتدعة وغير تقليدية،غالباً ما تكون كوميدية لصرف إنتباه رجال القرية عن الحرب وتهدئة أي توتر جاهز للإشتعال بين أتباع الدينين.

تضع سلسلة من الأحداث الجسام برعاية نساء تحت الإختبار، فينجحن بشيء من الانفة، في تفادي تبعات الحرب القديمة، ولكن حين تصبح الأحداث مأسوية، إلى أي مدى يمكن للنساء أن ينجحن في منع إراقة الدماء، وإحلال الخراب؟ أما نهاية الفيلم فطبعاً لن نبوح بها لنتركها مفاجأة للجمهور ولكن كل ما يمكننا قوله أنها نهاية رائعة جداً وغير تقليدية، نهاية مؤثرة، وتحمل رسالة وطنية وإنسانية كبيرة !!! نهاية تفتح أفاق كثيرة!! فآخر جملة ترد في الفيلم هي العنوان بحد ذاته، فينتهي الفيلم بعبارة "وهلأ لوين؟"، هذا السؤال الذي يصعب كثيراً الإجابة عليه !!

ومع إنتهاء الفيلم علا التصفيق في الصالة، تصفيق حار استحقته نادين وكل الأبطال وفريق العمل، لمدى روعة الفيلم وجماله، من القصة المؤثرة، إلى السيناريو العفوي والحقيقي، فالإخراج القوي والتمثيل المميز والمحترف...فعلاً أنه فيلم كامل متكامل رفع كثيراً من مستوى السينما اللبنانية ويستحق أن ينافس أهم واضخم الأعمال العالمية، كما تستحق نادين لبكي أن ترفع لها القبعة على انجازها هذا العمل الرائع...

واللافت أن معظم ابطال العمل هم ممثلين غير محترفين وهذا يدل على مدى قوة نادين بإختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، وما يلفت أكثر هو أنه بالرغم من أنهم ممثلين غير محترفين وغير مشهورين، إلا أن إسم إثنان منهم يرد قبل إسم نادين !!! إذ إسم نادين هو الثالث داخل الكتاب الخاص بالفيلم الذي تم توزيعه على أهل الصحافة والإعلام. وهذا يثبت مدى تواضع نادين واعطائها كل ممثل حقه...

من ناحية أخرى، هناك طبعاً أسماء معروفة تمثل في "وهلأ لوين؟" منها شقيقة نادين المخرجة كارولين لبكي، انجو ريحان، خليل بو خليل وعادل كرم...والموسيقى التصويرية في الفيلم هي لزوج نادين خالد مزنر، أما السيناريو فهو من كتابة نادين لبكي، جهاد حجيلي ورودني الحداد بالإشتراك مع توماس بيدجيان و مدة الفيلم ساعة وخمسة وأربعون دقيقة وقد تم ألتصوير في ثلاث قرى لبنانية مختلفة هي الطيبة ودوما ومشمش.

"وهلأ لوين" فيلم يستحق أن يشاهد مرة وإثنين وعشرة، كما أنه من النادر جداً أن يجعلكم الفيلم نفسه، تضحكون كثيراً وتقهقهون عالياً، ثم تبكون بحرقة وتأثر كبيراً !!! فعلاً نادر جدا..

وفي النهاية نأمل أن تتحقق الرسالة الإنسانية والوطنية السامية التي يتضمنها الفيلم، فلا يشاهده الناس فقط لإمضاء الوقت والتسلية انما أن يفهموا باطن الفيلم ويتمعنوا في مضمونه، فيتعلمون ويتغيرون ويغيرون وهكذا يدركون إلى أين تقودهم أعمالهم وتصرفاتهم، فيكون لديهم جواب عن سؤال "وهلأ لوين ؟"...



كواليس:
- حضر العرض الأول كل فريق عمل "وهلأ لوين" وكل الممثلين، ولكن غاب عنه الوجوه المعروفة فلم يكن هناك كتاب أو مخرجين أو ممثلين من المشاهير!

- بعد إنتهاء عرض الفيلم، اجرت نادين مقابلات مع مختلف المحطات التلفزيونية، أما المقابلات الصحافية فقد تم تحديدها بين يومي الإثنين 5 والثلاثاء 6 أيلول بسبب وجود عدد كبير من الصحافيين الذين أرادوا إجراء مقابلات !

- أجمع كافة الحاضرين من أهل الصحافة والإعلام على روعة الفيلم وهنأوا نادين بكل محبة وفخر...وقد كان لافتاً جداً كيف كان الجميع يضحك بالوقت نفسه وكيف فجأة يعم السكوت فيبكون! فقد عاش الجميع لحظات الفيلم ووقائعه كشخص واحد !!!