[x] اغلاق
بركة يدين انفلات اليمين العنصري ضد زيارة البابا إلى البلاد
12/5/2009 13:34

*ويحذر أيضا من ردود فعل غير مسؤولة في الشارع العربي وفي مدينة الناصرة تحديدا، تستغلها المؤسسة لتحريضها على العرب والمسلمين*

*الناصرة وكل جماهيرنا على قدر من المسؤولية والاحترام لتستقبل الضيف الكبير بما يليق مكانته الرفيعة

هاجم النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الثلاثاء، عضو الكنيست العنصري من حركة كاخ الإرهابية، ميخائيل بن آري، حين طلب من لجنة الكنيست إدراج بحث زيارة قداسة البابا على جدول أعمال الكنيست، على أنها "مصدر تلوث للبيئة"، وقال إن هذا يندرج في إطار حملة محمومة، تقودها جهات متطرفة لبث أجواء الكراهية والعنصرية والحقد.

ميخائيل بن آري


وقال بركة، إنني لا استطيع أن ابدي التأييد لكل ما يقوله أو لا يقوله قداسة البابا، بنديكتوس السادس عشر، ولكن هذه زيارة لرجل دين ذي مكانة عالمية، يمثل كنيسة ينتمي إليها مليار وربع المليار إنسان، وزيارته إلى القدس الغربية والقدس الشرقية وبيت لحم والناصرة هي زيارة هامة لتقريب القلوب ولدفع قيم العدالة والسلام بين البشر.
وتابع بركة قائلا، إن هناك أوساطا دينية يهودية متزمتة، وأوساط بين المستوطنين وجهات التطرف اليميني العنصري، من بينها صاحب الاقتراح العنصري، التابع لحركة "كهانا" تسعى إلى بث التحريض العنصري والكراهية وهذه يجب لجمها.

 قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر

يحاولون افتعال شرخ مع الشعب الفلسطيني

هذا وفي سياق متصل، وفي بيان لوسائل الإعلام، حذر النائب محمد بركة، من أن إسرائيل الرسمية تحاول افتعال أزمة وشرخ في العلاقات بين الفاتيكان والشعب الفلسطيني  بشتى الطرق، وآخرها على خلفية كلمة قاضي قضاة فلسطين فضيلة الشيخ تيسير التميمي في لقاء الأديان بحضور قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر.
وقال بركة، إن كلمة الشيخ تميمي في ذلك اللقاء عبرت عن الحقيقة التاريخية، بأن إسرائيل دولة احتلال، وتمارس القمع والقتل ضد الشعب الفلسطيني، وان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، ولا يمكن أن يكون غير ذلك.
وتابع بركة قائلا، إن إسرائيل تسعى كل الوقت لزرع خطاب يناسبها، وترفض خطاب الحقيقة والعدالة، ونسجل إيجابا ما صرح به قداسة البابا بضرورة أن يكون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مبني على أساس الدولتين.
وأضاف بركة، لطالما كانت العلاقات بين الفاتيكان ومنظمة التحرير الفلسطينية جيدة من ايام الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقداسة البابا بولس السادس، وفيها توافق سياسي حول رؤية حل الصراع، وهذا ما اقلق إسرائيل دائما، وسعت دائما إلى تغيير طابع هذه العلاقة.
وقال بركة، إن قداسة البابا يأتي إلى المنطقة الأكثر غليانا في العالم، وفي واحدة من أكثر الفترات حرجا، وهذه الزيارة تجذب إليها أضواء العالم، وهذا ما تعيه إسرائيل، ولهذا فإنها تسعى إلى استغلال هذه الأضواء لصالحها، فهي تسلطها على ما تريد، وتحاول إبعادها عما لا تريد أن يظهر.
وتابع بركة قائلا، إننا ننظر بأهمية خاصة لزيارة هذه الشخصية الدينية الرفيعة ذات المكانة العالمية، ونحن كفلسطينيين في وطننا، فإن تعاملنا مع هذه الزيارة واستقبال قداسة البابا، والى جانب الطابع الديني الهام لها، يجب أن يكون محكوما بقدر ما تدفع الزيارة قضيتنا الأساسية الوطنية القومية، إلى سطح الحدث، وإبراز معاناتنا من سياسة التمييز العنصري والحرب والاحتلال، وهذا ما تريد إسرائيل إبعاده عن الأنظار.
وحذر بركة أيضا من ردود فعل غير مسؤولة في الشارع العربي وفي مدينة الناصرة تحديداً، تهدي المؤسسة الإسرائيلية مادة لتستغلها في تحريضها الذي لا يتوقف ضد العرب وضد المسلمين، خاصة وأنها بذلت جهودا كبيرة وفشلت، من أجل عدم دخول البابا إلى الناصرة، وأن لا يقيم هناك القداس المركزي، رغم مكانة الناصرة الدينية الرفيعة، وهذا في محاولة لإبعاد الطابع الديني عن الزيارة، ومن أجل عدم رصد ميزانيات تطويرية في المدينة، هي لغرض الزيارة، ولكنها باقية لكل أهالي المدينة.
وعبر بركة عن قناعته بأن الناصرة وكل جماهير شعبنا، ستكون كما هي دائما، على قدر من المسؤولية والاحترام واستقبال الضيف الكبير بما يليق بمكانته الرفيعة، ولا تسمح لهامش صغير أن يوفر هدايا مجانية لسياسة حكومة إسرائيل، وأن يعكر الأجواء الطيبة السائدة بين جماهيرنا والتي يجب صيانتها كصيانة بؤبؤ العين.