[x] اغلاق
هـــــــمـــــــســــــــــــات شــــــــفــــاعــــــــمــــريـــــــــة
16/9/2011 12:20

 

هـــــــمـــــــســــــــــــات شــــــــفــــاعــــــــمــــريـــــــــة

 

بـــقـــلــــــــم زايـــد خـــنــيفـــس

احــــــــــــــمـــــــد حـــــــــمــدي وســــــــتـــون شـــــــــمــعـــة اخـــــرى حتى 120 عاما

اذكر بيت والده القديم وشرفة تطل نحو البحر غربا ونحو التلال شمالا  واذكر  حفل خطوبته عندما عدنا لبيوتنا فاستقبلنا الصباح واذكره احمد حمدي ثائرا قبل أن يولد ابنه ثائرا يرافقنا ونرافقه نحو ساحات الرفاق وقد ربطوا حول أعناقهم الرايات الحمراء وانتصبوا مثل زيتون الجليل والطريق المؤدي نحو القرى، وانتصبوا مثل الصبار على المشارف والسفوح واذكر ولا تخونني الذاكرة احمد "العربي" واحمد "الشفاعمري" من صلب الناس وحناجرهم ومن صوت الفقراء ماردا لا يكل في الساحات ضد الظالمين ويسافر في قارب المظلوم حتى شاطئ الحق.. فستون شمعة أضاءها احمد حمدي بعيد ميلاده هذا الاسبوع  وستون شجرة من زيتون بلادي مالت أغصانها في تلائم النسيم .. وشمعة في القلب وشجرة واحدة تنتصب من الجذور العميقة فاحمد يبقى ملح الأرض ووجه الشعب.. ابيض كثلج جبل الشيخ قلبه ،  واحمر كرايات "ساحات موسكو" دربه  ، لا يعرف التعب وان استراح قليلا ليحضر لمظاهرة مقابل دوار الشهداء ومسيرة نحوه، وصوتا صادقا خارجا من وجع مظلوم فهناك الأسماء وزرقة السماء ثائرا يغار منه الغار ورقم الستين شمعة لا تنطفئ أنوارها ولا تذبل إزهارها كاحمرار الورد، فما زلنا في منتصف الطريق وفي انتظارك احمد العربي ساحات ومكبرات صوت وشهقة مظلوم  .

لا يـــــــولــــد أولادنـــــا وفـــــي حــــقـــــائــبــــهم غـــــاز وســــكــاكــين

اعتدت أن اكتب همساتي يوم الخميس من كل اسبوع متريثا لعل حدثا يكون بحجم همسة نحاول إعادة الحسابات ومواصلة حياتنا فنحن ولدنا ونستحق الحياة فكان النبأ شجار في كلية عمال ، وعندما وصلت قال لي احد الطلاب على بوابة المدرسة  " طلاب من شعب هجموا على طلاب من بئر المكسور "  كلمات قاسية وأقوال مؤسفة في صباح مدرسة ترك فيها الطلاب بيوتهم من اجل العلم واكتساب مهنة بل اكتساب مستقبل ، وبدل أن نحتضن زميلنا في الدراسة ونبني صداقة، نملئ حقائبنا باسلحة  الغاز المسيل للدموع والجنازير والسكاكين وبدل أن نقول صباح الخير لمديرنا نرفع يدا عليه بل نسجنه في غرفة كما حصل في مدرسة اخرى،  فسلام على زمن كان الأب يقول للمعلم " لك اللحمات ولنا العظمات "  "وقم للمعلم وفه التبجيلا  كاد المعلم ان يكون رسولا "وبدل ان يقضي الطالب يومه أمام حاسوبه يقضيه في غرف التحقيق .

وهذا الاسبوع دعوت الأهالي على هامش معرض الرسم في المركز الثقافي فشاهد هؤلاء الإخوة خطوط أبنائهم على الصفحات وشاهدوا لوحة من أفكارهم وابداعاتهم  فلا يولد  الطفل مشاغبا ولا يولد الطفل عنيفا ولا يحضر أولادنا إلى الدنيا وفي حقائبهم غاز وسكاكين ، فكل شيء يبدأ بتربية صالحة ينتهي بمستقبل مشرق