[x] اغلاق
المطلوب اليوم قبل الغد عودة الأبناء الى الشجرة الأسقفية
4/10/2011 14:58

المطلوب اليوم قبل الغد عودة الأبناء الى "الشجرة" الأسقفية

زياد شليوط

 

غضب .. تذمر.. شكوى.. قلق.. حيرة.. تلك المشاعر وغيرها انتابت جمهور آباء وأمهات طلاب المدرسة الأسقفية في شفاعمرو، بفرعيها الابتدائي والثانوي في أعقاب الإضراب المفتوح المشروع الذي أعلن عنه معلمو ومعلمات المدرسة، مطالبين بنيل حقوقهم الأساسية والقانونية لتأمين حياة كريمة لهم وخاصة بعد تقاعدهم من العمل. وغضب الأهالي ليس موجها نحو المعلمين بتاتا، فهم يتفهمون ما وصل اليه حالهم.

مشاعر القلق والحيرة والغضب تنتاب الأهالي على مصير أبنائهم وواقعهم المغلف بالضباب. الآباء والأمهات يستثمرون بأبنائهم بكل ما يملكون لكي يفرحوا بهم، بنجاحاتهم، بشهاداتهم بشق مستقبلهم الواعد. فأي شعور ينتاب الآباء والأمهات وهم يرون أن كل تلك الآمال والطموحات تتحطم أمام ناظريهم وما في أيديهم حيلة؟! جميع الأهالي يشكون ويتذمرون من بقاء الأبناء في البيوت دون نشاط، إلا السهر أمام شاشات التلفاز والحاسوب والآيباد والآيفون وغيرها من شياطين العصر التكنولوجي، حتى الساعات الأخيرة من الليل والاستيقاظ في ساعات ما بعد ظهر اليوم التالي. وكأن العطلة الصيفية ابتدأت من جديد ومعها الصراعات والنقاشات والمعاناة اليومية مع الأبناء وشياطينهم الألكترونية.

ليس هذا هو الوقت لاجراء نقاشات بين عدد من الأهالي وأعضاء لجنة أولياء أمور الطلاب، حول عمل اللجنة وموقفها وأدائها. صحيح أن هناك انتقادات على عمل اللجنة وهي مشروعة، وصحيح أيضا أن هناك انتقادات مشروعة على موقف وأداء واسلوب عمل المطرانية وهي مشروعة كذلك. لكن من الخطأ تحويل النقاش الهامشي الى جوهري، وعلى لجنة الأولياء ألا تنجر إلى مثل تلك النقاشات التي لا طائل منها إلا تعميق الخلاف وضياع البوصلة. على لجنة الأولياء أن تقود الخطوات الاحتجاجية المستقبلية وألا تكتفي بالقول أنها تريد الحلول والاقتراحات من الجميع. فكما أن اللجنة عملت بجهودها وطاقاتها في الفترة الماضية، واتخذت خطوات عديدة التف فيها الآباء من حولها، عليها أيضا اليوم أن تثبت أنها هي الهيئة المخولة والشرعية في اتخاذ الخطوات مع تجنيد وحشد جمهور الأهالي الى جانبها. على اللجنة أن تأتي باقتراحات للعمل وللخطوات الاحتجاجية الناجعة التي يمكن أن تؤتي أكلها سريعا من أجل عودة الأبناء الى مقاعد الدراسة. لأنه في النهاية سواء جاءت الاقتراحات من اللجنة أم من الأهالي فانها ستكون متقاربة ومتفق عليها، لأن الجميع يتألم نفس الألم ويشعر نفس الشعور ويعاني نفس المعاناة في هذه القضية الملتهبة. على اللجنة أن تقود النضال كما قادته خلال الفترة المنصرمة، وأن تقف على رأس التظاهرات والخطوات الاحتجاجية الأخرى، حتى الوصول للهدف الآني ألا وهو عودة الطلاب الى مدرستهم ودراستهم.

إن التأخير في اتخاذ القرارات ورسم الخطوات وتنفيذ الاقتراحات، والانشغال بالاجتماعات والنقاشات والأخذ والرد، لن يعود إلا بالخسارة على أبنائنا جميعا. إن تفريغ شحنات الغضب ومشاعر القلق فيما بيننا وعلى بعضنا البعض، لن يأتي بأي نتيجة عملية أو لصالح أبنائنا ومدرستنا. المطلوب أمس قبل اليوم واليوم قبل الغد عودة الطلاب الى المدرسة، وهذا الأمر يتطلب التحرك السريع وعدم التأتأة أو التباطؤ أو التكاسل. والعنوان معروف للجميع.

المطلوب انقاذ المدرسة الأسقفية، الشجرة التي تربى في ظلالها الآلاف من أبناء هذه المدينة العامرة، تلك الشجرة التي قال عنها السيد المسيح ، له المجد "اجعلوا الشجرة جيدة فثمرها يكون جيدا، واجعلوا الشجرة رديئة فثمرها يكون رديئا. إنه من الثمرة تعرف الشجرة." (متى 12: 33) ولهذا علينا في المرحلة القادمة وبعد عودة أبنائنا الى المدرسة/ الشجرة، أن نعمل معا بروح واحدة وإرادة واحدة لنجعل الشجرة جيدة حتى تعطينا ثمرا جيدا.

(شفاعمرو)