ملك كيوان ...ورباط الدم

فاجأني هذا الاسبوع مندوب البنك القومي للتبرع بالدم ضمن حملة انقاذ حياة الطفلة ملك كيوان في البنك العربي حي العين شفاعمرو، بتصريح مثير وغريب هز مشاعري وعزز لدي الشعور بالانتماء القومي، بالرغم من رفضي المبدئي لهذا المصطلح وايماني الساطع بمصطلح الانتماء الانساني من منطلق اننا جميعا بشر بعيدا عن  مصطلحات الانتماءات  القومية والدينية والعائلية والقبلية المقيتة التي ترسو بنا في مستنقع التقوقع والاحتراب والتطرف وتؤدي الى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها.

لقد اكد لي المندوب وذلك عن معرفة طبية بحتة ان قضية التبرع بالدم من قبل السكان العرب لها اهمية كبيرة لابناء القومية الواحدة كما للقوميات الاخرى، نظرا للتشابه التام بين فصائل الدم العربي  في جميع انحاء الوطن العربي وخاصة بما يتعلق بقضية زرع النخاع الشوكي، حيث ان هناك اختلافا كبيرا بين فصيلة الدم العربي واليهودي، كذلك تختلف فصائل الدم عنها بين الاجانب وتتنوع من قومية الى اخرى ومستحيل ان يتم او يتطابق زرع نخاع شوكي لمحتاج عربي الا من دم العربي وهكذا ...

ان رباط الدم يعتبر رباطا مقدسا يحطم جميع الحواجز والقيود بيننا وان اختلفت انتماءاتنا الدينية او العقائدية وتفرعت انتماءاتنا العائلية، ويعز على نفسي احيانا سماع اصوات نشاز تطن في اذاننا تقض مضاجعنا وتهدد وحدتنا وكياننا وتدفعنا نحو المجهول، ونحن بامس الحاجة اليوم الى وحدة صف تكون كفيلة بضمان مستقبل واعد لمجتمعنا المستهدف محليا وعالميا، وامل ان تتحول ماساة الطفلة ملك وحاجتها الى فصيلة دم من متبرع عربي صرف "منزوع الديانة" الى عبرة ورمز تاركا لخيالكم العنان لفك رموز هذا الرمز وهذه العبرة لعلكم تتقون ....