[x] اغلاق
بركة: ارتفاع عدد القتلى العرب في حوادث الطرق ليس بسبب العامل الشخصي فقط
30/11/2011 18:00

بركة: ارتفاع عدد القتلى العرب في حوادث الطرق ليس بسبب العامل الشخصي فقط

 

زايد خنيفس

 

خصص الكنيست أمس الثلاثاء جانب من عمله ليوم مكافحة حوادث الطرق، وعقدت سلسلة من النشاطات، من بينها جلسة خاصة في الهيئة العامة للكنيست، القى فيها النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مداخلة تطرقت إلى سلسلة جوانب من قضية حوادث الطرق، خاصة في ما يتعلق بارتفاع عدد القتلى العرب، كما شارك في البحث، النائب عفو اغبارية، الذي دعا إلى اطلاق شوارع تعتبر من الأخطر في البلاد.

 

ارتفاع عدد القتلى

 

وقال النائب بركة في كلمته، إنه بالمقارنة مع قتلى ضحايا حوادث الطرق التي كانت قائمة حتى قبل أربع أو خمس سنوات، فإنه لا شك أننا أمام انخفاض حاد وملموس عدد قتلى حوادث الطرق، ولكن العدد السنوي ما زال كبيرا ورهيبا، ففي العام 2009 كان انخفاض حاد جدا في عدد القتلى، ووصل عددهم في ذلك العام إلى أكثر بقليل من 300 قتيل، ولكن في العام 2010 كان ارتفاع بنسبة 12%، وكما يبدو فإنه في هذا العام ستكون زيادة ما، ولو بنسبة أقل بكثير، ولكن في المجمل يبقى عدد القتلى في هذا العام أعلى بكثير مقارنة مع العام 2009.

وتوقف بركة عند المشهد القائم منذ سنوات طوال، وهو عدد الضحايا العرب، وقال، إن نسبة المواطنين العرب، بموجب تقرير دائرة الإحصاء المركزية، بمعنى مع القدس المحتلة والجولان المحتل تقارب 21%، بينما نسبتهم من بين الحاصلين على رخص سياق هي 15%، بينما يشكلون 26% من المصابين في حوادث الطرق، و36% من قتلى حوادث الطرق، وقال إن هذه ليست مجرد معطيات، بل هذه كارثة مستمرة، وهناك سلسلة من الأسباب التي يعرفها الجمعي.

 

ليس فقط العامل الشخصي

 

وقال بركة، لا يمكن لنا أن نتجاهل العامل الشخصي في حوادث الطرق وثقافة السياقة والتعامل مع الشارع، وهذا تبقى معالجته في اطار التثقيف والتوعية، ولكن هناك سلسلة من العوامل الأخرى، ومنها ما نتاج للسياسة الرسمية في التعامل مع العرب، ومنها شبكة البنى التحتية في داخل البلدات العربية وفي المناطق المجاورة لها، وهذا بحاجة إلى رصد أموال وميزانيات تطوير.

وأكد بركة، أن أحد ابرز عوامل كثرة حوادث الطرق التي يتورط بها عرب، هو اضطرار نحو 70% من القوة العاملة من المواطنين العرب للسفر يوميا إلى خارج بلداتهم، وليسافروا عشرات الكيلومترات ذهابا وإيابا، في ساعات الصباح المبكر، وفي ساعات المساء بعد يوم منهك، وهذا يعني سنويا عشرات ملايين الكيلومترات، التي تضاف إلى حجم السفر السنوي في البلاد، بموجب المقياس المعمول به في تقرير حوادث الطرق، فعدا عن حق البلدات العربية في أن تكون لها مناطق عمل وأماكن عمل في داخلها، فإن فتح مرافق عمل كهذه، سيساهم أيضا في تخفيف حركة السير في ساعات الازدحام، وفي تقليص حجم حوادث السير، وإذا كانت الحكومة لا يهمها سلامة المواطنين العرب فلتتعامل مع هذه القضية ايضا من جانب اقتصادي.

 

التطوير جيد وليس كافيا

 

وقد أثنى النائب بركة على حركة تطوير الطرق في المناطق التي كانت على مدى عشرات السنين مهملة، خاصة في الجليل والنقب، وقال إن تطوير وتوسيع الشوارع من شأنه أن يزيد من الوقاية ويقلل حوادث الطرق، ولكن بطبيعة الحال فإن هناك الكثير يجب فعله، فما تزال هناك شوارع خطرة تحصد حياة الناس، وغالبية هذه الشوارع ما تزال في مناطق البلدات العربية.

وهاجم النائب بركة سياسة الحكومة في ما يتعلق بالميزانيات، وقال، كيف يمكن لسياسة حكومية أن تنتقص من الميزانيات الحيوية التي كلما زادت، ساهمت في انقاذ حياة البشر، فمثلا كيف من الممكن أن تكون ميزانية وزارة المواصلات قبل نحو عامين 550 مليون شيكل، بينما اليوم 300 مليون شيكل، فهذا تقليص ثمنه حياة الناس.

وتابع بركة قائلا، إن هذا الحال يذكرني مثلا بميزانية سلطة مكافحة المخدرات والادمان على الكحول، فميزانية هذا السلطة كانت في العام 1988 حوالي 50 مليون شيكل، بينما الميزانية اليوم 12 مليون شيكل، فكيف من الممكن تخيل سياسة كهذه.

ودعا بركة إلى زيادة الميزانية والموارد من اجل مواصلة اصلاح شبكة المواصلات، وفتح أماكن ومناطق عمل في البلدات العربية، اضافة إلى العديد من الأمور الأخرى، كي يتم تقليص عدد ضحايا حوادث الطرق إلى أدنى ما يمكن.