[x] اغلاق
شيخ العيد آتٍ حاملاً رسالة...!!
22/12/2011 21:54

 

شيخ العيد آتٍ حاملاً رسالة...!!

بقلم: مارون سامي عزّام

استعد الناس هذه السنة باكراً لعيد الميلاد المجيد تلألأت جدران بيوتهم وبأجمل زينة تسطع بالفرح الآتي، فرح استقبال المولود، فادي الكون في مذود صغير، يطلبون منه أن يبعد عنهم هيرودس الزمن اللئيم والظالم الذي يحاول عبثًا كبت فرحهم الميلادي... تخضبت شجرة الميلاد بالزينة، يرقص حولها الأولاد رقصة البراءة، منتظرين قدوم شيخ العيد، ليقدم لهم عطايا السعادة. حتّى يُهيئ لهُم غد أفضل.

شيخ العيد يحمل للناس دعاء محبة من الرب يسوع... أتى ممثلاً عن المجوس الذين قدموا البخور واللبان والمر للطفل... سيأتي متحدّياً لسعات سياط رياح الشتاء الباردة التي ساطت جسده، سيقرع شيخ العيد أبواب بيوت النّاس المعوزين مقدَّمًا لهم هدايا المسرة، ليزيح عن وجوههم صقيع الحرمان القارس، حتّى يُخرجهم من رحم الأحزان المكرب، وليمنحهم ابتسامة ربانية توحي بالأمان، تجسّد لهم صورًا من ذكرى مولد الرب يسوع، ليتذكروا بشرى الملاك جبرائيل لمريم العذراء، بقُرب ولادة المخلص.

هدية وهداية، هذان الرمزان هما رسالة شيخ العيد لنا في كل عام، رسالة قد يتجاهلها بعضنا، لكن تعالوا لنتذكر هذين الرمزين الجميلين والمعنويين، الهدية: أطفال اليوم بحاجة أكثر لهدايا إرشادية، ووعظات تربوية، فيها خليط من الحب والحنان والاهتمام برعايتهم، والأهم  من كل ذلك تصرفاتهم. كل شخص يجب أن يقدم هدية تعاون وإخاء دون مقابل، سوى مقابل الحفاظ على روابط العلاقات الاجتماعيّة... هدية ولاء وإخلاص شديدين يقدّمها العريس لعروسته، محتواها محبس التزام وسوار احترام، مرصعًا بلآلئ الوفاء الأبدي لها، هذه الهدايا أفضل وأبقى، لأنها هدايا روحية ترمز إلى مدى تعاضد جميع طبقات المجتمع المختلفة مع بعضها البعض حتى نهيئ للمستقبل جيلاً حضاريًا.

الهداية: شيخ العيد هو مَبعَث الخير في هذه الفترة، أتى ليهدي الناس نحو المصالحة بين الأخ وأخيه، بين الجار وجاره.. كي يتركوا غول الخصام وحيدًا خلف جبال الأحقاد المريبة الشاهقة المتكوّنة من تراكم الضغينة في طبيعة الإنسان البشرية، فالاتفاق يفيض دفء السلام الذي يوشك على الانهيار في الأفئدة... المحبة والأُلفة تعززان الروابط الأسرية أكثر فأكثر بين العائلات... تجري في عروق الإنسان دم الوئام المتجمد، نتيجة هبوط درجة حرارة التسامح بين بعض الأقارب إلى أدنى الدرجات، وعندما يتورّط أحدهم بورطة يستنجد بقريبه ليخرجه من مأزقه.

قد ينسى بعضنا معنى إيمانه بوصية الرب التي تقول "أحبوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم"، قد يجهل البعض مفهومها ومغزاها العظيمين، في هذه الفترة الميلادية، فلذلك التعمّق في مفاهيم الميلاد الحقيقية وليس الظّاهريّة هي التي ستنقذنا من فخ الخطيئة، وسوف تُبعد عنّا وباء التشرذم والتفرقة... فرسالة شيخ العيد، تدعونا للتنازل قليلاً عن أخلاقنا العصريّة!! التي يتمتع بها البعض، دون أن يعرفوا عواقبها، ومثلما قال الملاك جبرائيل عندما تراءى لمريم العذراء "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام  وفي الناس المسرة"، لذا فتعالوا يا جميع أنصار الإنسانية نعمل حسب رسالة شيخ العيد، لنفرح بالفرح الآتي، كي تتكوّن في أعماقنا روح الوحدة الأسريّة قبل الطائفيّة، التي تنادي بها رسالة شيخ العيد.

(شفاعمرو)