[x] اغلاق
أطباء قدوة ومفخرة لمجتمعنا
20/1/2012 12:41

 

أطباء قدوة ومفخرة لمجتمعنا

زياد شليوط

 

الدكتور مسعد برهوم رمز للتحدي والنجاح المهني

أنشأت مجلة "مالكم" الاقتصادية في عددها الأخير (كانون الأول2011)، لقاء مطولا مع الدكتور مسعد برهوم، مدير مستشفى الجليل الغربي في نهاريا واقتبست المجلة قول الطبيب عنوانا للقاء "لا حاجة لبناء مستشفيات في الوسط العربي"، وأرفقت العنوان بعلامة دهشة وتعجب أضافت الى دهشتنا دهشة، فكيف "يجرؤ" الدكتور مسعد على اطلاق تصريح مثير كهذا في الوقت الذي يطالب من بيننا الكثيرون بانشاء مستشفيات في وسطنا. لكن ما أن تقرأ كلام د. برهوم في سياق اللقاء، تزول دهشتك ويحل محلها نظرة تأمل وتمعن في قوله هذا، حيث يبين أسباب رأيه وتتلخص بقرب التجمعات العربية من المدن اليهودية والثاني نقص الأطباء الحاد، الذي سيؤدي لاستيعاب الأطباء الضعفاء في مستشفياتنا. كلام جدير بالمراجعة، ويحذرنا بشكل غير مباشر من الانقياد وراء العبارات الرنانة والمدغدغة للمشاعر، ويعيدنا الى الواقع الأليم.

الدكتور مسعد برهوم شفاعمري الأصل والجذور، هو مفخرة أخرى من بين أطبائنا الذين نفاخر بهم والذين وصلوا لدرجات علمية ومهنية عالية، وهو يرمز للانسان العربي الذي نريده، والذي يرفض الانصياع للتمييز القائم في الدولة ويرمز للتحدي المطلوب، حيث أقدم على التقدم لمناقصة مدير مستشفى حكومي قبل خمس سنوات، ونجح في ذلك ليس قبل أن يذلل عدة صعوبات ويخترق عددا من الحواجز ويسجل أنه أول طبيب عربي يفوز بمنصب مدير مستشفى حكومي، وأثبت د. برهوم كفاءته للمنصب وصموده هناك رغم تواصل المؤامرات عليه على أساس قومي. ومما قاله د. برهوم حول استقباله بعد فوزه بالمناقصة "كانوا يتوقعون وصول شخص آخر لم يحضر في نهاية المطاف.. توقعوا أن يروا عربيا كما يتخيلونه... والأشخاص الذين انتظروني يحملون آراء مسبقة ونمطية عن كل ما هو عربي." وبهذا أثبت د. مسعد برهوم أن العربي لا يقل شأنا وعلما ومقدرة وكفاءة عن زميله اليهودي، وهو يمثل وجها مشرقا للانسان العربي في هذه البلاد، ونموذجا نريد له أن يكثر وينتشر أمثاله في مجتمعنا وصفوف شعبنا.

 

الدكتور محمد نفاع والأمل الموعود

مطلع هذا الأسبوع فتحت صندوق البريد لأستلم الرسائل التي داخله، وفوجئت بين الرسائل بدعوة من الدكتور محمد ابراهيم نفاع لحضور افتتاح عيادته الجديدة في حي عجروش، وتأملت الدعوة واذ بالافتتاح الرسمي يوم السبت (قبل يومين)، وضربت جبيني بكفي لخسارة مشاركتي بالمناسبة.. كيف لا والدكتور محمد نفاع تربطني به علاقة مميزة، فهو أحد التلاميذ الذين تشرفت بتدريسهم في المرحلة الاعدادية، ولم يكن محمد مجرد تلميذ، بل كان أستاذا من أيام حداثته، أستاذ بالأخلاق والآداب والاجتهاد والعلم، حيث طبق مقولة "فضلوا الأدب على العلم" فكيف عندما يجمع بين الأمرين، ووراء هذه الأخلاق الرفيعة تقف أسرة خلوقة معروفة بسيرتها الحميدة والطيبة. ومنذ أيام المدرسة رأيت بمحمد مستقبلا واعدا، وكنت أتابع أخبار دراسته الجامعية في كلية الطب من والده أبو محمد، الذي كان يتحدث عنه –وبحق- بكل اعتزاز، ولم يقل اعتزازي بمحمد من والده. والتقيت بعد سنوات الدكتور محمد في مكتب أستاذه ومرشده البروفيسور زاهر عزام في مستشفى "رمبام"، الذي أخبرني عن المستقبل الذي ينتظر الدكتور محمد، وكم شعرت بالفخر والارتياح وأنا استمع لتقريظ الصديق بروفيسور زاهر لتلميذنا الدكتور محمد. وأكثر عامل في عوامل نجاح الدكتور محمد تواضعه وأخلاقه العالية، ومن ثم اجتهاده الصادق. كم أسفت لأني لم أحضر افتتاح عيادة الدكتور محمد نفاع، لكن كم أفتخر بأطباء من هذا النموذج النادر، وكم أعتز بأني يوما علمت الدكتور محمد، فألف مبروك وأبدا على طريق المجد الانساني والمهني يا محمد.