[x] اغلاق
الفتيات يستبدلن دفاتر المذكرات بصفحات الـ Facebook
23/1/2012 15:19

 

مع التطور في التقنية، لم تعد أوراق الدفاتر تحتضن مذكرات ويوميات البنات، فقد استبدلت مراهقات اليوم الدفاتر الوردية بصفحات شخصية على الفيس بوك والنت لوغ وماي سبيس وتويتر.. وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعية على الإنترنت، وأصبحن يتشاركن المذكرات والخواطر واليوميات بكل تفاصيلها مع الأصدقاء، أحياناً بالصوت والصورة أيضاً، فهل يا ترى فقدت “خربشة” الأوراق نكهتها وأصبحت صفحات الفيس بوك هي الأكثر إغراء للبوح والفضفضة والمشاركة؟ هذا ما ناقشنا به المراهقات هذا الأسبوع..


بداية، تقول فايزة محمود، 16 سنة: لم يعد هناك شخص لا يملك حساباً على فيس بوك، ومن جميع فئات المجتمع.. حتى المشاهير، ما عليك إلا أن تكتبي اسم أي شخص في مربع البحث، حتى تجدين صفحته الشخصية وصورته وهواياته وجميع معلوماته الشخصية، أصبحت الفتاة الآن إذا تقدم أحد لخطبتها بشكل تقليدي، ما عليها إلا أن تبحث عنه على صفحات الفيس بوك، لتستكشف جميع أسراره وحكاياته وصوره دون أن يدري، فتتخذ قرارها على بينة إن كان هذا الشخص يناسبها أم لا..

وتوافقها الرأي، هديل يوسف، 15 سنة، إذ تقول: منذ أن سجلنا في الفيس بوك أنا وصديقاتي لم نعد نتواصل بالمكالمات الهاتفية، التي كانت تستنزف أهالينا مادياً.. حيث أصبحنا نتشارك كل يومياتنا وقصصنا ومواقفنا في المدرسة عبر صفحاتنا، ونتشارك صور أشقائنا الصغار ورحلاتنا وغيرها.. كما أن الفيس بوك يقدم خدمات رائعة مثل إمكانية إنشاء مجموعات تتشارك في هوايات وتوجهات معينة، وتتيح التواصل بينهم لتبادل الخبرات والآراء، وكذلك هناك صفحات خاصة بشخصيات شهيرة لمتابعة المراهقين لنجومهم المفضلين ومناقشة أعمالهم.

من جهتها، ترى أمل فارس، 19 سنة، أن زمن الدفاتر والأوتوغرافات، ولّى إلى غير رجعة، وتضيف: لم تعد الأوراق هي المتنفس لأسرار وأحلام البنات، ولا مكاناً كافياً لتدوين الذكريات واليوميات.. هذا زمان التدوين الإلكتروني ومشاركة كل التفاصيل بالحرف والصوت والصورة.. خاصة أن الفيس بوك وغيره من شبكات التواصل يمكن الدخول إليها وتصفحها من خلال الموبايل.. حيث بإمكانك مشاركة الأصدقاء بكل ما قد يخطر على بالك، بمجرد شعورك بالإرهاق أو الحزن أو الجوع.. ما عليكِ إلا أن تفتحي صفحتك وتكتبي ذلك، وإن كان لمجرد التنفيس والفضفضة، فهو يعتبر متنفساً حقيقياً ومناسباً لهذا الجيل!

وفي ذات السياق كان رأي، غنى جنيد، 17 سنة، حيث تقول: لم يكن يغريني الفيس بوك كثيراً، ولكن ما إن علمت بأن أفراد عائلتي يتشاركون من خلاله كل الأخبار والمناسبات والصور العائلية سارعت بالتسجيل، وبصراحة لقد راق لي كثيراً، ووجدته يسهل التواصل ويربطنا بأقارب وأصدقاء ما كنا نعرفهم جيداً ولا نعرف أشكالهم ولا نتواصل معهم.

أما نهى فيصل، 20، سنة، فكانت لها تجربة قاسية مع الفيس بوك، تتحدث عنها: كان لي حساب سابقاً على فيس بوك، ولكني تعرضت للاختراق والانتهاك بسببه، حيث كنت أكتب باسمي الحقيقي، مثل أغلبية مستخدمي الفيس بوك، وأتواصل من خلاله مع صديقاتي المقربات وقريباتي، وأضع صوراً شخصية وخاصة جداً لي.. لكنها أصبحت في متناول الهاكر للأسف، وتعرضت للتهديد والابتزاز، وواجهت مشاكل عديدة مع عائلتي، رغم أني لم أكن أضع صوراً شخصية لوجهي، وإنما صور تبين اليدين والأكسسوارات وشعري وجسدي فقط لعرض بعض أزيائي، ولم تكن صوراً خليعة أو مشينة، ولكنها في رأي مجتمعنا إن خرجت للعامة فهي تخرق الخصوصية وحدود الآداب! أنصح الفتيات ألا يكتبن بأسمائهن الحقيقية، ولا يعرضن صورهن إن كان انتشارها قد يؤذيهن، لأن الخصوصية والأمان في الفيس بوك ضعيفان جداً، وهو معرّض للاختراق بكل سهولة.

وأخيراً، تقول هدى خالد، 16 سنة: كل ما أعددت طبقاً، أو ذهبت في نزهة، أو صادفت قطة، ألتقط لها صوراً عبر الموبايل، وأنشرها على صفحتي الشخصية فوراً، لتنهال علي التعليقات التي غالباً ما تكون فكاهية وربما فارغة، ولكن ذلك يشعرني أن هناك من يشعر بوجودي ويهتم بي ويتابعني ويتخاطب معي، وهذا يكفي.