[x] اغلاق
%58.2 من المواطنين العرب يرضون بالعيش في أحياء يهودية
19/5/2009 17:35

بعد الاستطلاع الذي قامت جامعة حيفا بنشر نتائجه قبل حوالي الشهر حول وضع الدروز في إسرائيل. قامت أمس جامعة حيفا بنشر استطلاع حول موضوع "مؤشر العلاقات العربية اليهودية في إسرائيل".

يتبين من هذين الاستطلاعين اللذين نشرا، أن هناك تحولاً في نظرة المواطنين العرب للدولة وللشعب اليهودي، وذلك نتيجة لسياسة حكومات إسرائيل المتعاقبة. هذا التحول لا يعني بالضرورة تطرفاً أو تصعيداً للوضع القائم بين الشعبين، ولا تغيير نهج وإنما تغييراً يتأثر بعوامل زمنية أو نتيجة لأمور ذات أهمية بالغة كانت قد حدثت وتركت أثرها السلبي، الأمر الذي انعكس على نتائج التقرير.

أعد الاستطلاع من قبل جامعة حيفا والمركز اليهودي العربي في جامعة حيفا، وصندوق "فريدريك ايبيرت ستيفتونك".
 
وكان قد بادر إليه واشرف على إعداده بروفيسور سامي سموحه، عميد كلية العلوم الاجتماعية و د. نهاد علي من قسم علم الاجتماع وعلم الإنسان.

كلمات ترحيبية

وقد أشار بروفيسور أهارون بن زئيف رئيس جامعة حيفا خلال كلمته الترحيبيه أن هناك هبوطاً في بعض المتغيرات في العلاقات بين اليهود والعرب، الأمر الذي يبعث على القلق ويستوجب الاستثمار والعمل الشاق من أجل تغيير ذلك، لرفع هذا المستوى.


 
كذلك علينا أن نواجه المشاكل اليومية وأن نؤمن أننا ملزمون بإيجاد الحل وخلق التغيير للأحسن.

أما آنيتا حبيب، من صندوق فريدريك، فقد قالت إنه يجب القيام بالعمل المشترك اليهودي-العربي لإحداث تغيير للأحسن.

دان بابلي، رئيس مجلس إدارة المركز اليهودي العربي، فقد تطرق خلال كلمته إلى أن هذا الاستطلاع لم يفحص فترة زمنية طويلة، الأمر الذي قد يشير الى طبيعة العلاقات اليهودية-عربية. وأضاف أن قسماً من الذين سئلوا ضمن الاستطلاع أشاروا إلى استعدادهم للعمل المشترك، لكن المؤسف أن السلطات لا تأخذ هذا الاستطلاع  ولا نتائجه بعين الاعتبار.

وقد أشار د. نهاد علي رئيس الجلسة الأولى خلال تقديمه الاستطلاع أن أهداف الاستطلاع قد تشير إلى توجه في العلاقات اليهودية العربية. هذا الاستطلاع يمكن الاستفادة منه في الأكاديمية وليس لدى السياسيين الذين ينظرون إلى الأمور من منظار آخر، كذلك قد تستفيد منه المنظمات والمؤسسات والهيئات المختلفة. لكننا نخشى أن يستعمل لأغراض غير صحيحة قد تؤدي إلى التطرف وتصعيد العلاقات بين اليهود والعرب.

لقد أعد هذا الاستطلاع في فترة كانت بين حربين، أي في الفترة الممتدة من حرب لبنان الثانية حتى حرب غزة، وبما أن للمواطن العربي الإسرائيلي هوية مزدوجة كان للحصار على غزة تأثير عليه، كذلك أعد هذا الاستطلاع في فصل الخريف من عام 2008، خلال فترة الحوادث التي وقعت في المدن أثناء حرب الغفران (أحداث عكا)، لذلك فلهذه الأحداث كان تأثير كبير على الاستطلاع، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا الاستطلاع يدل على إتجاه أو أنه ردود فعل على أحداث وقعت؟.

بروفيسور سامي سموحة قال خلال حديثه بأنه من الصعب على اليهودي أن يتعامل مع أقلية تعرف نفسها كعدو، بشكل متساوٍ معه وباحترام، هذا الأمر ينطبق كذلك على العربي لأنه يرى نفسه جزءاً من الشعب الفلسطيني وان الشعب اليهودي جاء واحتل هذه البلاد وأن هذه الدولة في نظره دولة عنصرية. لهذا السبب توجد مشكلة عند الشعبين في بناء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل.

نتائج الاستطلاع

بروفيسور سامي سموحة: لقد استند هذا الاستطلاع على أكثر من مئة سؤال، قسم من الأسئلة طرحت أكثر من مرة. حاولنا في هذا الاستطلاع فحص 15 موضوعا طرحت منذ عام 2003، مثل موضوع الدمج بين اليهود والعرب، حيث تبين أن هناك موافقة بينهم عدا موضوع الأحياء المشتركة لليهود والعرب، ودمج الأحزاب العربية في حكومة إسرائيل.

حياة مشتركة

يتضح أن %58.2 من المواطنين العرب يرضون بالعيش في أحياء يهودية بينما يقبل ذلك من الشعب اليهودي فقط %38.4، %75.8 يؤيدون انضمام أحزاب عربية إلى الحكومة بينما يؤيد ذلك %52.4 من اليهود.

الانطباع

حول موضوع الانطباع فهناك عدم ثقة بين اليهود والعرب. وبخصوص موضوع الشعور بعد الانتماء يظهر هذا واضحا إذ يتبين أن %48.9 من العرب يشعرون بالجفاء تجاه اليهود، بينما 68.4% لديهم هذا الشعور من اليهود. ويرفض %39.2 من اليهود أن يعمل تحت إمرة مدير عمل عربي ويمتنع 65.7% من اليهود من دخول البلدات العربية، أي الثلثين. ويتبين أن هذا الأمر مستمر منذ سنوات.

الانتماء

بخصوص الانتماء للدولة يشعر %55.7 من العرب أن الدولة هي بيتهم ووطنهم وتؤمن الأغلبية من العرب واليهود بأن إسرائيل هي أفضل مكان للعيش به في العالم ويفضلون العيش في إسرائيل.

الثقة في المؤسسات

حول عدم الثقة في المؤسسات المختلفة فإن %57.4 من العرب لا يؤمنون بالسلطات المحلية والبلديات مقابل %41.9 من اليهود. لكن %59.2 من العرب لا يثقون في الشرطة بينما %49.8 من اليهود لا يثقون فيها.

خوف العرب من تهديدات اليهود

كذلك يخشى المواطن العربي من تهديدات اليهود حيث يخشى 71.8% منهم من حرمانهم من حقوقهم المدنية من قبل اليهود ويخشى %72.2 من مصادرة أراضيهم، كذلك يخشى 69.3% من عنف الدولة ضدهم وحوالي ألـ57% يخشون التهجير أو ضم بلداتهم إلى منطقة السلطة الفلسطينية. بينما يرى 59% من اليهود أن العرب يشكلون خطراً على الدولة بسبب كثرة الولادة عندهم و 66.1% بسبب نضالهم لتغيير الصبغة اليهودية للدولة أما 70.3% يعتقدون أن العرب يشكلون خطراً على الدولة بسبب احتمال قيامهم بتمرد شعبي لكن 74.9% يعتقدون أن الخطورة تكمن في دعمهم نضال الشعب الفلسطيني.

الإجحاف

حول موضوع الإجحاف فإن 52% من العائلات العربية عانت من مصادرة أراضيها و 59.2% واجه بشكل شخصي التفرقة العنصرية من قبل اليهود أو من قبل مؤسسات الدولة. و 30.9% واجه إهانات وتهديدات أو حتى الضرب من قبل اليهود/العرب بينما واجه ذلك %15.9 من اليهود.

شرعية الحقوق الوطنية لليهود

حول موضوع شرعية الحقوق الوطنية لليهود فقد أجاب 74.1% من العرب بان لإسرائيل حق في الوجود و 61.3% أجابوا أن يهود إسرائيل هم شعب له حقوق بالدولة و 53.7% أجابوا بان لإسرائيل داخل الخط الأخضر حق في الوجود كدولة مستقلة يعيش فيها العرب واليهود معا.

شرعية الحقوق الوطنية للعرب

بخصوص موضوع شرعية الحقوق الوطنية للعرب فقد أجاب 74.1% من اليهود أن للمواطنين العرب الحق في للعيش في دولة إسرائيل كأقلية لها حقوق مدنية. و 86% أجابوا أنه على اليهودي أن يقرر نوع اللغة والثقافة والرموز والقوانين وسياسة الدولة مع الاعتراف باحتياجات المواطنين العرب. 94.7% أجابوا أن على الدولة أن تحافظ على أكثرية يهودية و 88.5% أجابوا بأنه يجب أن يكون لليهود الحق في السيطرة على الدولة.

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

حول موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فقد أجاب 75.9% بأن اليهود هم مستوطنون اغتصبوا أراضي الدولة من العرب. ويرى %72 من العرب أن اليهود مذنبون في استمرار الصراع، بينما يرى 66.9% من اليهود بأن العرب مذنبين في استمرار الصراع.

حل قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

يوافق 56% من المواطنين العرب على دفع تعويضات ملائمة لفلسطينيين والسماح لهم بالعودة إلى حدود دولة فلسطين، كذلك 58.8% من اليهود. لكن القيادات العربية ترفض هذا الاقتراح. بخصوص القدس فإن 50.2% من العرب يوافقون على تقسيم القدس وجعلها مدينتين، واحدة عربية والأخرى يهودية، بينما يوافق على هذا الاقتراح %26.7 من المواطنون اليهود.

مواقف تجاه الكارثة والمحرقة

%58.9 من العرب يؤمنون بحدوث المحرقة، ويوافق 57.8% منهم على إقامة يوم الذكرى واعتباره يوم ذكرى لقتل ملايين اليهود على يد النازيين، ويوافق %33.6 من المواطنين العرب على تعليم موضوع الكارثة في المدارس العربية.

إنكار الكارثة التي حلت بالشعب اليهودي

%40.5 من العرب ينكر حدوث الكارثة أصلا ويشير التقرير إلى أن 37.1% منهم هم من المثقفين ومن بين البدو ينكر ذلك 56.4% (بسب مصادرة أراضيهم!!)، ويتبين ان أكثر من 60% ينكرون ذلك بادعاءات مختلفة ومن انتماءات مختلفة.

الهوية
يرى %9 من عرب إسرائيل على أنهم صهيونيون بينما يرى ذلك 81.7 % من اليهود و 39.6% منهم يرون أنفسهم بأنهم عرب إسرائيليون بينما يرى 43% منهم أنهم فلسطينيون إسرائيليون أو عرب فلسطينيون في إسرائيل. و 16.4% يعتبرون أنفسهم فلسطينيين.

الموالاة للدولة

حول سؤال هل يمكن أن نرى بمن يعرف عن نفسه بأنه "عربي فلسطيني يعيش في إسرائيل" أنه موال للدولة يجيب 70%من اليهود بـ كلا أما من العرب فيجيب 34.9% بالسلب.
 وحول حق العرب في دعم النضال الفلسطيني ضد إسرائيل حتى داخل الخط الأخضر أجاب 35% من المواطنين العرب بنعم.

تمثيل القيادة العربية

حول هذا يعترف أكثر من 50% من عرب إسرائيل بشرعية الأحزاب العربية التي تمثلهم وبلجنة المتابعة العليا والحركة الإسلامية ويرون فيهم ممثلين لهم.

استقلال ذاتي من النواحي التربوية

يرى 85.3% من العرب أنه يجب منحهم استقلالا ذاتيا تربويا بينما يوافقهم الرأي من اليهود 65.2%. ويرى 52.6% من اليهود ضرورة اعتراف ودعم الدولة لجامعة عربية ذات مكانة متساوية للجامعات الإسرائيلية.

هل إسرائيل دولة ديمقراطية!
يرى 57.3% من العرب انه رغم مساوئ السلطة في إسرائيل إلا أنها تعتبر دولة ديمقراطية ويعتقد 70.5% انه باستطاعتهم تحسين أوضاعهم عن طريق الإقناع أو الضغط السياسي.

طرق النضال

يرى 73.9% من العرب إن وسيلة الإضراب قد تكون من الطرق الملائمة بينما يعتقد ذلك 38.9% من اليهود، 33% يعتقدون أنه يجب مقاطعة الانتخابات، و 19% مظاهرات غير قانونية و 12.6% يؤمن بجميع الأساليب حتى العنف.

اثبت في هذا الاستطلاع أن هناك تتابعا واستمرارية عند المواطنين العرب، إذ أشار %65 منهم في عام 2003 إلى الحق في وجود إسرائيل كدولة يهودية بينما يرى %41 منهم ذلك عام 2008. هذا الأمر يدل على تطرف في هذا الموضوع بالذات.

لكن بعد إجراء مقارنة بين الاستطلاعات التي أعدت من عام 1976 حتى عام 2008 يتبين لنا بأنه ليس هناك أي تصعيد أو تطرف، إنما تغيير في العلاقات ناتج عن مواضيع وأمور حدثت وأدت إلى ذلك ونرى في فترة رابين مثلا (الفترة الذهبية) تغيير واضح من قبل العرب.