[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
17/2/2012 10:38

 

نسمات شفاعمرية

"حـــــرديــــــــم" وشـــــعــيـب يــــعـرف خـــطــبـتـه ومـــــيـــزانـــه

 

بـــــقــلم زايــــــد خــــنــيــفــــــس

الدخول الى الرحاب المقدسة في المقامات الشريفة لأبناء التوحيد ولكل أبناء الله لها أصولها وترتيبها وتنظيمها وتحتاج من الزائر خشوعا واحتراما حيث حملت في معانيها وجواهرها في حقبة من الزمن أريحية  الأنبياء والرسل وأنفاسهم وتجلت في أنحائها رسائل الله إلى خلقه بهم فعرفوا الطريق الى سبيله وسره .. والدخول الى الرحاب المقدسة يلزم الزائر والضيف ان يحترم نفسه اولا لكي يحترمه اصحاب المكان ومسؤوليه وليكون بخطوات الزائر باتجاه المزار صفحات من التسامح لان الرسائل واحدة في الأعالي وبكل الاتجاهات رب واحد وما الأنبياء إلا أنفاس من أنفاسه الطاهرة المقدسة والباحثة عن انوار لعلاقة بين الانسان وخالقه واسرار تحتاج للتفاسير.

هذا الاسبوع زارت مجموعة من المتدينين اليهود رحاب النبي شعيب "عليه السلام " ويطلق عليهم "الحرديم" ففتح المسؤولون ابواب صدورهم للضيوف دون النظر الى قبعاتهم والوانها وطول "سوالفهم" والوانها وملابسهم الدينية المزركشة باشكالها  وزيارة الضيوف لمقام شعيب وكل المقامات لا تتم بفحص بطاقة الهوية لاننا نؤمن  بان انبياء الله اخوة في سبيله وعندما اخذ هؤلاء حق الدخول من المسؤول الاول ظنا منه بضيوف يحترمون انبياءه ومقدساتهم فأساء هؤلاء حسن التصرف بل تطاولوا ولم يعرفوا مكانة مقام ومزار مسجى في القاعة والسفح المطل على السفح المقابل حيث شق الجبل الى شقين فانتصبت البحيرة بزرقتها وفي مشهد الهي يعبر عن قدرة نبي صفي منحت شرعيته من نفس الله .

اجتمعت الخلائق على وجه البصيرة وصكت في كتبها بل في اخلاقها وقلبها ومشاعرها احترام قدسية  المقدسات لكن  مجموعة من دعاة التدين والدين اطلقوا على نفسهم " حرديم " أبوا الا ان يكونوا خارج سرب البشرية وعند وصولهم مدخل المكان المقدس وبدل الخشوع والصمت  واضاءة الشموع والتحلي بصفات المؤمن اختاروا الهمجية والبربرية بل ذهبوا لاكثر من ذلك عندما اعتدوا على الحارس فكشفت زيارتهم عشية نيسان عورتهم وبانهم لا يحملون فصولا ولا يملكون مواعيدا ومقامات الاخرين بأعينهم غريبة وطرد الحراس كما اقترح احد الشيوخ تسرع لان الحارس عرف واجبه ونكر الاخرون واجبهم .. والجبل المشقوق شاهدا  والسفح والمزار شاهدا على تاريخهم ولا الاعذار تفيدنا لان تربيتهم هي تربيتهم والمزار مشع ولا يأبه شعاعه ونوره عتمة من سوادهم ومخافة رحابه على صدورنا باقية .. وخطيب الانبياء شعيب يعرف أحرف خطبته ويعرف رسالته إلى قوم مدين والميزان عادل والسماء تعرف قبتها وزرقتها والبحيرة باقية في مشهدها ...

 

 

المواقع الأثرية "وطريق الأديان"

"طريق الأديان " مشروع سمعنا عنه في السنوات الثلاث الأخيرة من المسؤولين الأوائل في الطاولة المستديرة ورغم أن المشروع خطوة في تعزيز أواصر التعايش الأهلي في مدينة شفاعمرو ورغم انه طريق لم ينقطع ماضيا ولا حاضرا ولا مستقبل فانه مشروع يبدأ من قلب البلدة القديمة ويمتد في شرايينها ليصل نحو الجذور فقد بقيت هذه الأفكار حتى كتابة هذه السطور حبر على ورق وأرقام في صفحات "البرتوكولات" الرسمية وطريق الأديان يرتفع في وسطه كنيسة وجامع وخلوة وكنيس وشمعة على باب كل هذه المحطات,لا يطفئها متطاول على جسد المدينة.

هذا الأسبوع دعت إلى قاعة البلدية من اجل سماع ومشاهدة فلم وثائقي أعده المخطط وليد كركبي والذي امتدت فروع عائلته الخضراء حتى ساحة الحي الألماني في حيفا فهناك بصماته في إحياء المواقع القديمة وجاءت محاولاته في شفاعمرو لدب الحياة في المواقع الأثرية في قلعة وبرج ومغارة وطريق الأديان وأقواس البيوت وارتفاعاتها وشاهد الجميع في القاعة المغلقة صور للمواقع الأثرية ليتكرر المشهد مرات عديدة في السنوات الأخيرة وبدل خطوة في الميدان تثبت زاوية قد تسقط في قوس البيت الأثري وخطوة تثبت سطحا لعبت على سفوحه قطط الشتاء وخطوة في إزالة النفايات من مغارة "بيزانطية" تبحث عن بابها ومدخلها فإنها نصيحة في وثبة إلى الأمام.