[x] اغلاق
شفاعمرو كفيلة بالنهوض من أزمتها برأس مرفوع ورباطة جأش
17/2/2012 13:53

 

تحقيقات الشرطة أسدلت الستار عن مسرحية الشائعات الخطيرة وحصرت الأزمة بين فردين

شفاعمرو كفيلة بالنهوض من أزمتها برأس مرفوع ورباطة جأش

ان التاريخ علمنا ان تحرر الشعوب من عبودية الظلم

السياسي او الاجتماعي يتم من خلال اتون نار وان الشعب الذي لم يكتو من لهيب الازمات اندثر وتقهقر.

وقد واجهت شفاعمرو ولا تزال ظروفا وتحديات خطيرة واستطاعت ان تذلل الصعاب وترسو نحو بر الامان اقوى واصلب. 

ونحن في مجموعة السلام نعمل في هذه الايام ضمن  تحديات وظروف خاصة وتحت طائلة ضغط شعبي اجتماعي وضمن الاخلاق العامة التي تسود مجتمعنا، ونمتثل لرأي مئات مستشارينا من ابناء هذا البلد من شخصيات شعبية، سياسية وتمثيلية في العديد من القضايا بموضوع النشر، واجزم اننا نخرق بهذا "اداب" المهنة احيانا والذوق السليم للصحافة لكي نعكس نبض الشارع ونتمازج مع مطلب الاغلبية وان كان ذلك على حساب امانة المهنة احيانا ولكننا نطمح بالوصول ببلدنا الى بر الامان في ازماتها وهفواتها.

ونحن ساهمنا مساهمة فعالة منذ اليوم الاول للازمة العمل على وأدها من خلال نشر موقف حازم اثار اعجاب وقبول الجميع بمن فيهم افراد  العائلتين. وامتثلنا في الأسبوع الاخير لرأي الأغلبية بالتعتيم الإعلامي البارز من اجل مواجهة تحديات وظروف انتشار الشريط والحد من الشائعات التي باتت تشكل خطرا جديا على العلاقات الإنسانية والاجتماعية في المدينة.

هذا وكان من الممكن تجريمنا بقضية خيانة الأمانة الصحفية لو اننا لم نتدخل إعلاميا وبشكل حازم عندما أقحمت الشرطة في هذه القضية من خلال  تصعيد خطير حيث كيل سيل جارف من الاتهامات الخطيرة لأحد الأطراف  الأمر الذي  كاد ان يطول عشرات الشخصيات الشفاعمرية مما اثار عاصفة غضب شعبية وزوبعة عارمة من الشائعات كادت ان تهلك تاريخا مشرفا لشخصيات شعبية وتمثيلية وتسحب الشرعية من مراكزهم الاجتماعية والأخلاقية.

هذا وهدد التصعيد الاخير كذلك بضرب العلاقات التاريخية في هذا البلد من خلال تناقل الشائعات والوشاية على ناقليها للمتضررين منها، وقد تعمد كثيرون استهداف شخصيات لمجرد العداء معها وزجها في مستنقع الاتهام وترويج الشائعات البغيضة عنها في هذه القضية، كما وتناقل الناس عشرات الأسماء سرا وعلنا وقدموهم فرائس على مذبح الشائعات الخطيرة .

وهنا برز دور مجموعة السلام بفرض تحد على الواقع الجديد وإصرارها داخل المحكمة على رفض امر منع النشر من اجل إظهار الحقائق كاملة وتبرئة ساحة الضحايا في هذه القضية وتجريم المستفيدين والمسؤولين عنها من خلال تحقيقات الشرطة، حيث تابعت السلام الموضوع بجرأة نادرة وموضوعية وحساسية ولم تتورع عن نشر الحقائق كاملة من منطلق حق الناس بمعرفة الحقيقة التي باتت تمس أعراضهم وشرفهم، والمساهمة في دحض الشائعات الخطيرة واحتوائها حتى لا تجر البلد الى الانزلاق نحو الهاوية مما يؤدي إلى عواقب وخيمة خطيرة.

واليوم ونحن على أعتاب نهاية مسلسل الشائعات بعد ان أكدت تحقيقات الشرطة أن القضية تنحصر ضمن علاقة غير شرعية في مجتمعنا بين شخصين، تنفس الناس الصعداء وعبروا عن رغبتهم بإزالة آثار الكابوس الذي أعمى بصيرتهم وهدد مستقبل الكثيرين بدمار عائلي شامل، وانا على قناعة ان مدينتنا وأهلها الطيبين كفيلون بوضع حد لهذه المهزلة وهذا الانزلاق ووضع حد للشائعات التي قد تطال كل واحد منا، وعلينا جميعا كل من موقعه ان نتدارك الأمور ونغير مسار الدفة لأننا أمام تحديات مستقبلية هامة ومصيرية أعظم، وعلينا جميعا الالتزام بشرف وأمانة الانتماء لهذا البلد ومن منطلق المسؤولية الشخصية على كل منا المساهمة الفعالة في كبح جماح نفسه اولا، ومن ثم جماح الاخرين "وقطع الحكي" والطريق على كل من تسول له نفسه التمادي في التعاطي مع هذه القضية، كما وعلينا حق وواجب انساني بتوفير متنفس للمتضررين الشروع بترميم حياتهم خاصة بعد ان وقع افراد عائلاتهم ضحايا لتوزيع الشريط والنميمة. وعلينا دائما ان نتذكر ان تاريخ الإنسان العظيم لا يمكن هدره من خلال هفوة او زلة وان الدكتور مازن نصر الله له أفضال عظيمة على هذه المدينة وأطفالها وعلينا ان نتذكر دائما انه كان السبب الأساسي في إنقاذ حياة العشرات منهم واحتواء أزمة ورعب أهاليهم .

كما وعلينا مراعاة مشاعر عائلة الضحية الثانية التي عانت الأمرين وخاصة ولديها البريئين اللذين كانا أكثر المتضررين من هذه القضية التي صدمتهما بقسوة ونالت من خصوصية حياتهما وعلاقاتهما، وحري بأصدقائهم  اليوم ومربيهم ان يقفوا بشجاعة وعنفوان أمام جميع التحديات وإعادتهما الى مسار حياتهما الطبيعية.

وأخيرا نؤكد ان الأزمات والتحديات الخطيرة التي عصفت وتعصف بمدينتنا على مر العصور انما حصنتها وتحطمت هذه الازمات على صخرة إصرار وعنفوان الأهالي على العيش المشترك والحياة الكريمة والعلاقات الوطيدة بين أفراد المجتمع الواحد، واجزم ان بلدنا كفيلة بتجاوز هذه الأزمة بشرف وأمانة وصبر وتسامح والمضي قدما نحو مستقبل مشرف وعظيم. وهلم بنا جميعا نرفع دعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يشمل هذا البلد بوافر رحمته وان يظللها بجبروته لكي تتجاوز محنتها.

امين