[x] اغلاق
مليشيات اسلامية ليبية تحطم شواهد مقبرة مسيحية
5/3/2012 11:24

أظهرت لقطات فيديو مصورة مجموعة من الميليشيات الإسلامية تقوم بتدمير المقابر العسكرية البريطانيا في ليبيا، إذ شوهد أكثر من 30 رجلاً مسلحاً يركلون بأرجلهم شواهد قبور الجنود البريطانيين، بينما حطّم آخرون النصب التذكاري المقام في المكان تخليداً للضحايا. 

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ "غارديان" البريطانية إلى أن أحد المسلحين الذين انتشروا في المقبرة خاطب زملاءه قائلاً: "حطموا صليب الكلاب" في حين استخدم آخر سلماً حتى يحطم بمطرقته نصب الصليب في المقبرة التي تضم رفات أكثر من 100 جندي بريطاني ومن دول الكومنويلث قاتلوا تحت إمرة القائد العسكري برنارد مونتغمري في الجيش الثامن البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. 

وتسببت أعمال تدنيس القبور بصدمة لكل من ليبيا وبريطانيا، إذ وصف النائب دانيال كوسزنكي، رئيس المجموعة البرلمانية لجميع الاحزاب الليبية، الميلشيات بـ "المدنسين"، فيما أشارت عمليات تدمير وتدنيس المقابر إلى "السيطرة المحدودة" للحكومة الليبية على الجماعات المسلحة في البلاد. 

وقدم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا اعتذاراً على موقعه عبر الانترنت، وألقى أحد المسؤولين باللوم على "ثلاثة شبان"، غير أن شريط الفيديو الذي صورته الميلشيا نفسها، يوضح أن الهجوم كان أكثر تنظيماً، لا سيما وأن الميليشيا كانت مجهزة بالمعدات اللازمة لتدمير المقبرة مثل السلم والمطارق. 

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم اعتقال أي من الجناة على خلفية الهجوم على المقبرة، والتي تعدّ واحدة من عشرات مدافن الحرب التي بنتها لجنة الكومنويلث في ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية. 

ونقلت الـ "غارديان" عن متحدث باسم اللجنة قوله: "تلقينا تقارير عن تخريب مقبرة ثانية بالقرب من بنغازي، ونحن بانتظار تقرير مفصل، بعد تعرض شواهد القبور في المقبرتين للتحطيم والتشويه". 

وأظهر هذا الحادث أن السلطات الليبية تبدو مترددة في مواجهة الجماعات الليبية المسلحة التي كانت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومنها القوات البريطانية، حتى الأمس القريب تقدم الدعم اللازم لها لتمكينها من الإطاحة بنظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. 

وأشارت الـ "غارديان" إلى أن أسباب الهجوم ما زالت غير واضحة، مرجحة أنها قد تكون متصلة بالاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في أعقاب حرق القرآن في أفغانستان الشهر الماضي. 

ولم تعلن أي ميليشيا مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، لكن مصادر ليبية قالت إن تعليقات ولباس الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو تشير إلى أنهم ينتمون إلى المجموعات الجهادية. 

ونقلت الصحيفة عن فاروق بن أحمدة، أحد رجال الميليشيات من مدينة مصراتة، قوله: "لا نؤيد هذا النوع من التصرفات فما حصل خطيئة. هؤلاء الرجال يقومون بتخريب الثورة". 

ودعا كوسزنكي السلطات البريطانية إلى "التأكد من أن تتم محاكمة الجناة"، مشيراً إلى أن المجلس الانتقالي الليبي يجب أن يعرف أن "عدم قدرته على اتخاذ إجراءات فعالة ضد الذين ارتكبوا هذا العمل سيعرض الثقة بالحكم في ليبيا للخطر". 

أما جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا، والتي أطلقت في الاسبوع الماضي حزباً سياسياً خاصاً بها لخوض الانتخابات في يونيو/ حزيران المقبل، فقد نأت بنفسها عن هذه الهجمات، داعية إلى "توعية" المسؤولين عن الحادث بدلاً من معاقبتهم.