[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
9/3/2012 12:59

 

نسمات شفاعمرية

 

المرأة ليست عطرا بل عنقاء في الخطى القادمة

 

بقلم زايد خنيفس

 

رئيس مجلس عرابة المحلي وغيره وقد لا يكونون كثيرين  قرروا منح موظفات مجالسهم وبلدياتهم عطلة مدفوعة في يوم المرأة العالمي، فكانت أللفته رسالة معطرة برياحين الوطن ومن سفوحه وحضارته ومعابده وزرقاء يمامته ,لكن فصاحة البعض في هذا البلد تركت في الأمس أسئلة في إشكال الرسائل للمرأة الشفاعمرية، فكانت الرسالة الأولى إلى كافة موظفات مؤسسات المدينة إنهاء العمل تمام الساعة الثانية عشرة تقديرا بل لفتة واضمومة من مسؤولين ولجنة موظفين للمرأة في عيدها وهي الحياة ومعانيها، لتتعاقب الرسائل "الالكترونية" من مسؤول الى المسؤولين لتتخبط بسمة المرأة والموظفة المواظبة الحريصة على أولادنا ومستقبلهم بين رسائل المسؤولين، لتبقى العادة هي العادة ضباب على الحقيقة ودعوة النساء عبر "الفيسبوك" للتضامن مع متهمي شفاعمرو لا تكفي لان الغيوم لا تتجمع في كل الأحياء احيانا ولا تملك كل النساء "تواصل اجتماعي". والمرأة ليست عطرا يطير في منتصف النهار بل المرأة حياة ومسكها!. والمرأة ليست ثلجا يذوب في روافد الجولان بل حياة في السهول وينابيع وزنبق لا يعرف الفصول والتخبط في الرسائل لا يشرف المرأة الشفاعمرية لأنها عنقاء في الخطى القادمة.

 

"سلمى" وكتاب يسبح في عينيها  

 

الإنسان محطات تبدأ في البكاء الأول عند الولادة ولا يعرف الواحد منا ماذا تخبئ له الدنيا وأين يكون تألقه، سنبلة في المرج والسقوط بين الحفر والصعود منها سهم بين النجوم. وعلى الصعيد الشخصي شهدت حياتي نجاحات وإخفاقات، لكن نهود المدرسة الأولى كانت كفيلة في البقاء منتصبا، وما الإنسان إلا مشاعر وأحاسيس ليبقى الكمال لله في الأعالي. وهذا الأسبوع كنت على موعد من محطاتي التي أفرحتني وأدخلت في كياني السعادة بصدور بل بزوغ كتابي الأول، والذي اخترت اسم حفيدتي الأولى"سلمى" عنوانا على صفحته الأولى. وابتسامة الأطفال تساوي كل فصول السنة ووجوه الأطفال براْءة تفتن رائحة الربيع، وإصدار الكتاب انجاز على الطريق لان الكلمات الصادقة لا تسقط الى على القلوب الصادقة، فالنخيل على طول الدجلة والفرات تمر لا تجد مثيله وعنب الخليل في السفوح لا تجد مثيله، وباكورة أعمالي الأولى نهر من المشاعر وزرقة تلامس القمة، والكلمة الطيبة تبني بلاد وتغسل القلوب في بحار تملك كل الألوان، و"سلمى" حفيدتي الأولى يسبح في عينيها كل أطفال العالم وتمرح في عيونها طيور من الأوائل في تجدد الحياة.

"اتحاد المياة" والتفريق بين أهل البلد

 

إقامة اتحاد المياه في شفاعمرو وغيرها كان ضمن صفقات المسؤولين في الحكومة الرشيدة في التحكم في لقمة العيش خاصة الفقراء، وكانت ناتجة عن إخفاق السلطات في إدارة شؤونها، فلكل فشل ثمن ولا استغرب أن تتحول كل أقسامنا إلى قبضة مقاول يتاجر في حياتنا ولقمة عيشنا. وإقامة اتحاد المياه ورفع أسعار قطرة الماء رغم ارتفاع منسوب بحيرة طبريا هي تجارة من الدرجة الأولى في زمن العولمة وقرار القوي على الضعيف، واتحاد المياه في شفاعمرو وغيرها ورغم التبجح في الانجازات ليبقى السؤال كيف نتبجح في انجازات على صعيد ما ؟! ونسقط في انجازات على الصعد الأخرى؟! وهذا الأسبوع ذكرت المسؤولين في هذا البلد من رأس الهرم إلى الوسط بأنه لا يمكن تجاهل طائفة وصل عددها ثمانية آلاف شخص، من الالتحاق في طواقم الموظفين وفي مؤسسة "ادعت اتحادا" في عناوينها وبقيت في صلبها تفرق بين أبناء البلد الواحد. والأمور تبدأ برسالة توضيح وصرخة ضد الظلم لكن النهاية قد لا تطفئها كل مياه العالم.