في الثامن من آذار..

زياد شليوط

في الثامن من آذار تتفتح الورود وتعبق الأرض برائحة الجمال والأنوثة، وتصدح الطيور في الفضاء منشدة أنشودة الفرح والمعايدة، وتنضح الأنامل الرقيقة جهدا وأملا. في الثامن آذار تعلن المرأة وجودها زهرة فواحة في المجتمع، حركة وتضحية وتصميما. في الثامن من آذار تجدد المرأة عهد من سبقها، وتقطف ثمار تضحيات ونضالات النساء منذ سنوات طويلة، وتواصل طريق الحياة نحو تأكيد الذات وصنع المعجزات. في الثامن آذار نذكر نساء عظيمات ساهمن في بلورة الانسانية والمجتمعات البشرية من خلال أعمالهن الكبيرة في مختلف الميادين من سياسية الى علمية الى ثقافية الى فنية.

نستذكر سياسيات وقائدات شعوب وممالك منهن بلقيس ملكة سبأ، وأنديرا غاندي رئيسة حكومة الهند.

ونساء مناضلات من جميلة بوحيرد المشاركة في ثورة المليون شهيد الجزائرية، الى المناضلة الفلسطينية حنين زعبي التي تقض مضاجع اليمين الأهوج برؤيتها السياسية الجريئة والواضحة، حيث نستعد لصد أوباش اليمين بعد غد الأحد في الناصرة الأبية، الذين ظنوا أن حنين فريسة سهلة لغرائزهم الوحشية. 

من الشاعرة المفجوعة على اخوتها الخنساء، الى الشاعرة المفجوعة على شعبها وأخواتها النساء فدوى طوقان.

وفي مجال الفن نكن الاحترام والتقدير لفنانات تحولن الى رموز ثقافية ووطنية وانسانية أمثال فيروز فاتن حمامة.

وعلى صعيد بلدتنا هناك عدد من النساء الطلائعيات، ولن أدخل في طرح الأسماء، على البلدية والمؤسسات تخليد ذكراهن وتكريمهن أسوة بالرجال، فلا يعقل أن تغيب أسماء نسائية من ذاكرتنا ومن حياتنا.  

 في الثامن من آذار نحني هاماتنا امام كل امرأة عاملة خلف مكتبها ومدرسة أمام طلابها وطالبة على مقعد دراستها وعاملة وراء آلتها، وكل امرأة منتجة في مجالها وفي حقلها.. لك أيتها المرأة كل محبة واعتزاز لأنه بدونك لا قيمة للحياة.. وهذا يكفيك ويغنيك.