[x] اغلاق
حول جوقة سوا نغمة موسيقى الإبداع
21/3/2012 10:57

 

حول جوقة "سوا"

نغمة موسيقى الإبداع

بقلم: مارون سامي عزّام

بدأت الحركة الثقافية في شفاعمرو، تنشط من خلال سلسلة من الفعّاليّات، أسمع أصداءها  من خلال إعجاب الجمهور، ومن خلال قراءتي عنها عبر المواقع. من بين هذه النّشاطات، التي دُعيت إليها كانت مسابقة "الخطيب النّاشئ"، التي أقيمت مؤخرًا تحت رعاية نادي روتاري شفاعمرو والبلدية...

كما قدّمت جوقة "سوا" للشبيبة الصّغار، مجموعة من الأغاني الفيروزية، تحت إشراف وقيادة المايسترو رحيب حدّاد، الذي أراد أن يُرسّخ في هذا الجيل ألوانًا موسيقية لم يعايشها عصرًا، رغم أنها تركتنا زمنًا، ولكنها لم ترحل عن ذاكرتنا فنًا، ليتناسى هذا الجيل، لبضع لحظات الابتكارات التكنولوجيّة، التي هبطت على عقله من فضاءات العولمة.

تُعتَبر جوقة البعث الحضن الأكبر، لجوقة "سوا"، وكلتاهما تأثرتا بالتاريخ الفنّي لمدرسة الرحابنة. واشتهرت جوقة "البعث" في أواخر تسعينيّات القرن الماضي، من خلال العرض المسرحي "هيصة"، الذي عُرِض آنذاك في مناطق السلطة الفلسطينيّة، وقد كتبت عنه في حينه مجموعة من المقالات نُشِرَت في الصحف المحليّة. 

التجديد الذي لاحظته في جوقة "سوا"، هو توزيع بعض أغنيات السيدة فيروز، بأسلوب موسيقى الجاز، حيث وزّعها الفنّان أكرم حداد نجل الفنان رحيب، المتأثر أيضًا بموسيقى العبقري زياد الرحباني. التجديد بالتوزيع يذكّرني بالعمل الذي أصدره زياد الرحباني بعد وفاة والده الموسيقار عاصي، بعنوان "إلى عاصي"، والذي يحتوي على مجموعة من أغاني فيروز القديمة، وقام بإعادة توزّيعها حسب النمط الموسيقي الغربي.

أغنية "حبيتك بالصّيف"، من تأليف وتلحين الموسيقار الياس رحباني، غنّتها السيّدة فيروز، وتعتبر أغنية "سولو"، أي للغناء الفردي، وليست مُعدّة للغناء الجماعي، وعندما غنّتها جوقة "سوا"، منحتها بُعدًا موسيقيًا من خلال أصوات أعضائها، أي أخرجتها من بوتقتها التقليديّة التي اعتدنا عليها في الماضي.

يصعب على الجوقة أن تغنّي على نغمات موسيقى تسمعها في الخلفيّة، بدون فرقة موسيقيّة، لكن الإشارات الإيقاعيّة للفنان رحيب حدّاد، كانت المؤشّر الزّمني الصحيح، الذي جعل الفرقة تنطلق بالغناء بسلاسة، بدون عثرات، مع أنّني اعتقدت أن الجوقة تغني على طريقة الـ Playback، لكني سرعان ما أدركت أن حناجر أعضاء الفرقة هي التي صدَحَت بالغناء.

لقد شاهدتُ في تلك الليلة المدهشة إبداعًا طلابيًا... والرّائعة فنًا، قوة اندماج الجمهور بفكره وقلبه مع المتسابقين، من خلال تصفيقهم التشجيعي التلقائي، ولاحظت تفاعل أحاسيسه روحانيًا مع جوقة "سوا"... تراقصت المفاتيح الموسيقية على أسطُر دفتر النّوتة برتابة فريدة،  وقدّمت جوقة "سوا" إلى الجمهور، أجمل الوصلات الغنائيّة، التي امتزجت فيها الذكريات بالحنين إلى سماع موسيقى راقيّة، والتي سطعت فيها لؤلؤة فيروزيّة لها ندرتها وعراقتها.

(شفاعمرو)