[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
12/4/2012 14:03

 

نسمات شفاعمرية

بقلم زايد خنيفس

ايال سليم يا دائرة العجين وياسمينه

منذ اشهر لم يحالفني الحظ بالسفر الى حيفا، وفي منتصف الاسبوع اضطررت لمرافقة حفيدتي لمستشفى (بني تسيون) سابقا روتشيلد ولا اعرف ماذا سيسمى بعد عشرين عاما، فكل شيء وفي هذ الزمن يبدا في المال وينته اليه لكنها صفة حميدة التبرع لاقامة المؤسسات على انواعها، وخلال سفري ورغم انها مسافة لا تتجاوز العشرين كم كدت اتوه في الطرقات والشوارع والجسور الجديدة، فقد رصدت الدولة الملايين من اجل هذه الغاية والاحصائيات والارقام التي تحدثت في السابق القريب عن عدد القتلى في حوادث الطرق من بين العرب، بسبب التقصير في البنية التحتية هو من الاعلى بين سكان الدولة فان هذا السبب قد تلاشى في السنوات الاخيرة ليبقى الانسان هو السبب المباشر لحوادث الطرق، وكثيرا نلتجئ لحضن الله بكلمة "هنا حد عمره" ورغم اننا نؤمن بمقولة "اعقل وتوكل" وقد منحنا الله بل ميزنا من كافة مخلوقاته بالعقل.

في مطلع الاسبوع رحل الى جوار ربه شاب شفاعمري جذوره وفروعه الخضراء اينعت في سفوح يركا، والشاب المرحوم ايال مرزوق سليم والذي لفظ انفاسه الاخيرة في منحدر الشارع الواصل بين قريتي يانوح ويركا، وهو يقود دراجته توقفت احلام الشاب واحلام والديه ليبقى ذاكرة الياسمين وصوره المعلقة في صدر بيته وقلب امه، ليبقى السؤال كم من شاب في ربيع الدنيا فقدناه على ظهر دراجة من صنع الشيطان؟ فلا تحمي جسد العصفور الطري غير رحمة الله. واذا كان ايال او "صلاح" كما كان يناديه اولاد حارته في "مرشان"، دمعة في المآقي فانه عبرة لشباننا وهم يدرجون نحو الحياة قليلا من السرعة وتذكروا بانكم تستحقون الحياة وفي صدور بيوتكم اما واختا واخا يحلمون بعرسكم وفرحكم ودائرة العجين بياسمينها وزهرها على مدخل البيت حلم وفرح ابقوه في ذاكرتكم.

نيسان واعياد بقدرة الهية

حمل المسيح الامه على مساحة صليبه فحمل الاطفال باتجاه القدس سعف النخيل واغصان الزيتون الخضراء في عودة لزمن الالام وولادة الحياة، وحمل المسيح حلم البشرية على مساحة الصليب ليضيء سبيل تلاميذه وهم يخطون طريق الالام، فبعد الجمعة العظيمة وتراتيل القداس وخشوع في زوايا الكنيسة وانبعاث البخور باتجاه القدس ذاكرة على امتداد دماء الصليب، ليبعث الفصح نوره وفرحه لتكون العبرة شهر نيسان، حيث يحتفل الشعب اليهودي بعيد الفصح والمسيحيون بعيد الفصح المجيد والدروز بزيارة نبي الله شعيب (عليه السلام) وفي حلقة متصلة من خروج بني اسرائيل من عبودية بفرح النبي موسى الى حرية الارض، لتصل المحطة ولادة سيدنا ابراهيم لتخرج من عمقه وصلبه انبياء واسباط وحكمة لتبقى العبرة قدرة الهية عنوانها الله في الاعالي وعلى الارض السلام، واذا كانت صور ومشاهد حمل الصليب على الاكتاف تجاه القدس وغمرة من اريحية وقدسية المغارة واصوات الاجراس فان الاعياد والمناسبات عبرة لمحاسبة النفس والبحث عن السعادة الحقيقية بين امواج نفوسنا، فطوبى لوقفة مع الضمير والنفوس ليبقى زادنا في البداية اعمال الخير وفي النهاية ميعاد وميزان.