[x] اغلاق
حول برنامج مع.كُم جلسة في كافيتريا تلفزيونيّة!!
20/4/2012 10:45

 

حول برنامج "مع.كُم"

جلسة في كافيتريا تلفزيونيّة!!

بقلم: مارون سامي عزّام

ضقت ذرعًا ببرامج القناة الأولى، وخاصّة المسماة بالحوارية! لأنها ما زالت سخيفة، حتّى بعد أن كتبت بصددها العديد من المقالات اللاذعة في تسعينيات القرن الماضي، إلاّ أنّي مع مرور السّنين اكتشفت أنه لم يتغيّر أي شيء في طريقة إعدادها وإنتاجها... صدفةً شاهدت حلقة من برنامج "مع.كُم" - لم أخطئ إملائيًا، فهذا هو اسم البرنامج - فعندما عَلَت افتتاحيّته على الشاشة، اعتقدت أنه يُعنى بالشؤون التكنولوجيّة، لأنّي هكذا فهمت من اسمه، لم أتصور أن يكون برنامجًا حواريًا شبابيًا عاديًا.       

أحب يوني بن مناحم، أن تبقى قناة 33 واجهة فخرية وهميّة لبثٍّ اسمه عربي، ظانًّا أنه يقدّم لجيل الشباب وجبة تثقيفيّة دسمة بالتواصل معه، تلائم تطلعاته، من خلال برنامج "مع.كُم"!! نسي السيّد يوني، محامي الدّفاع عن سياسات نتنياهو، أن شبابنا ليسوا سُذّجًا، ليضحك عليهم ببرنامج حواري هزيل، منزوٍ في إحدى زوايا البث المسائيّة.

الأمر الجديد في البرنامج، أنه يستقبل ضيوفه في كافتيريا تلفزيونية!، يجلسون على كراسٍ مرتفعة، حول طاولة صغيرة. ملابس مقدمَي البرنامج سبورت غير رسمية... فهما لا يتقيّدان بالأصول المهنيّة... حتى أنهما لا يعرضان لمحة بسيطة عن الضّيوف، يعني برنامج شبابي بكل معنى الكلمة، مجرَّد هدرٍ للوقت الثمين المخصص للبرامج العربية!!.

مقدّما البرنامج غير معروفَين، أسئلتهما عادية جدًا، ليس فيها أي نكهة ثقافية، لأنّهما مبرمجان لطرح أسئلة مبتذلة، ليس فيها أي عمق أو تعمُّق في مجال تخصص الضّيف، فهُما مبرمجان مسبقًا أيضًا لإيقاف حديث الضّيوف دون أي اعتذار أو تمهيد مسبق، مثلما حصل مع البروفيسور زاهر عزّام، حيث أنهما لم يمنحاه فرصة اكمال حديثه عن مضار النرجيلة، مع أن قامته وقامة جميع الضّيوف أيضًا، أكبر من أن يُشاركوا في البرنامج، إلا أنهم قبِلوا المشاركة، بما أنه موجّه لجيل الشباب والفتيات.

الشّيء المقيت في البرنامج أن مقدّمي البرنامج، لا يتقيّدان بالوقت عندما يفتتحان الفقرة الفنيّة، فتكون أطول من الفقرة المحدّدة للضيوف!!، وهذا بحد ذاته أمر مناف للأصول الإعلامية. هناك حلقة استضاف فيها البرنامج الفنّان زهير فرنسيس، وأجرى مقدّما البرنامج معه دردشة فنيّة راقية! كما عرضا كليبه المصوّر، مدة الفقرة تجاوزت الخمس دقائق!!...

لاحظت مدى ارتياح المقدّمين، في التعامل مع ضيوفهما في الفقرة الفنيّة، لأن هذه المواضيع تستهوي معظم شبابنا وفتياتنا، ومن السهل التحدّث عنها. أليس هذا دليل دامغ وقاطع على أن قضايا جيل الشّباب، ليست من أولويّات البرنامج وليست ضمن اهتمامات التلفزيون الإسرائيلي؟!!.

لقد أدخلت كثيرًا كلمة "برمجة"، وليس صدفةً، لأن غالبية برامج القسم العربي، التي تقدمها القناة 33، تتعامل مع قضايا الوسط العربي كخط إنتاج تلفزيوني، فتغلفها هذه القناة بغلاف الاستهتار، وتسوقها إلى العالم العربي، على أنها منتجات للنقرشة الاستهلاكيّة، ابتدعتها جماهيرنا، لتسوِّقَها عبر البرامج الحوارية لقناة 33!!.