[x] اغلاق
وللناس فيما يدمنون مذاهب!
23/4/2012 15:33

 

كثيرا ما نسمع عن ولع الفتيات الشديد بالتسوق بشكل عام ولدرجة تصل إلى حد الإدمان أحيانا، لكن هناك ما هو أصعب من ذلك. فهناك بعض الفتيات يدمن شراء شيء بعينه بشكل دائم دون كلل أو ملل، ومنهن الفتاة التي نحدثكم عنها اليوم.

إنها فتاة مراهقة اسمها أميرة تحكي لنا تجربتها مع إدمان شراء حقائب اليد تحديدا! نعم فولعها الشديد بأحدث موضات الحقائب سرعان ما تحول إلى إدمان، جعلها عاجزة دائما عن التحكم في الأمر، والتوقف عن إنفاق كل ما تحصل عليه من أموال في شراء حقائب جديدة. ونسرد لك قصة هذه الفتاة هنا، لا لتتخذيها قدوة لك في إدمان شراء الحقائب، بل لتستفيدي من خبرتها الكبيرة في كيفية اختيارالحقائب، وتلمسي مدى اعتزازها بأشيائها، وعنايتها بها، أما إدمان الشراء بشكل عام فهو أمر مرفوض في جميع الأحوال، وقد سبب لها هي نفسها المشاكل كما سنرى في السطور القادمة.

تقول أميرة إن هذا الإدمان قد قادها لارتكاب الكثير من الحماقات والتصرفات غير المسئولة، مثل إنفاق مصروفها بالكامل على شراء الحقائب، وحتى الأموال التي تدخرها للطواريء.

وعن أنواع الحقائب التي كانت تستهويها، تقول أميرة إن كل أنواع الحقائب بلا استثناء تلفت انتباهها، وتشعر كأن الحقيبة تناديها، ولا تهدأ حتى تقوم بشرائها، سواء كانت حقيبة جلدية أو مصنوعة من القماش... صغيرة أو كبيرة... من ماركة معروفة أو مصنوعة يدويا من خلال صانع مغمور.

ولأن والدها كان يعمل في السلك الدبلوماسي، كانت الأسرة كثيرا ما تتنقل من بلد إلى آخر، وبالتالي كانت حقائب أميرة تنتمي دائما لجنسيات مختلفة، فبعضها اشترته من باعة الأرصفة في شوارع نيوزلندا، والبعض الآخر حصلت عليه من أفخم وأكبر المتاجر بمولات دبي، وصولا إلى محلات سيدني في استراليا، وشارع الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.

وتؤكد أميرة أن العامل الأساسي الذي يجعلها تتخذ قرار شراء أي حقيبة يد هو جمالها في المقام الأول دون أن تمنح أي اعتبار لماركتها. وتصف الفتاة الحقيبة بالجمال إذا حملت تصميما جديدا ومتميزا، واتسمت بجودة الصنع أو كانت مصنوعة يدويا.

ولأن الأسواق تمتليء في كل موسم بتصميمات جديدة لحقائب اليد وفقا لأحدث خطوط الموضة، فإن أميرة لا تتوقف أبدا عن الشراء، فهي تسعى خلف كل جديد في هذا المجال، و تتحسن حالتها المزاجية بل وتشعر بالفخر كلما حملت حقيبة جديدة عند الخروج.

وتحمل أميرة حقيبتها بكل رقة وعناية كما لو كانت تحمل طفلتها الصغيرة، فهي ترى أن حقيبة اليد ليست مجرد جوال أو كيس نعبيء بداخله أغراضنا، ولكن الحقيبة تعبر عن ذوق وشخصية صاحبتها وتكمل جمال وأناقة مظهرها، ويجب أن تتناسب مع الملابس والمكان الذي ستذهب إليه الفتاة أو المناسبة التي ستحضرها، أو حتى الفترة الزمنية التي سترتديها فيها (ليل أو نهار). كما أن الحقيبة يجب أن تبدو منظمة في الداخل كما هي جميلة في الخارج، فلا تكدس بداخلها الأغراض بإهمال، بل تضع فيها ما هي بحاجة له فقط وتتخلص أولا بأول من أي شيء زائد أو انتهت مهمته، كفواتير المشتريات أو تذاكر السينما أو عبوة مستحضر تجميل فارغة... وغيرها، لتبقى الحقيبة دائما منظمة مما يسهل إيجاد الأغراض بداخلها.

وتحكي أميرة أنها أثناء زيارتها مؤخرا لمصر، لمحت إحدى الحقائب وشعرت أنها تناديها، وعرفت أنها من ماركة محلية جديدة أطلقت مؤخرا تحت اسم (دُكانتي)، وكان أكثر ما أعجبها فيها هو استيحاؤها للطراز العربي في التصميم واستخدام الأقمشة المطبوعة بتصميمات وحروف عربية في صنع الحقائب التي يأتي بعضها بدون حمالة بحيث تحملها الفتاة في يدها ولا تعلقها على كتفها. جذبتها كذلك الألوان الدافئة المحددة، كالأحمر الداكن والأزرق والبرتقالي، فشعرت كما لو كانت تتنفس هواء جديدا ونقيا مع جرأة وأصالة التصميمات والاختيارات الموفقة في الألوان من جانب المصمم الجديد في عالم الحقائب. لذا فأميرة - بصفتها مدمنة للحقائب وخبرة فيها- تنصحك دائما بعدم اقتصار سعيك على الحصول على الملابس والإكسسوارات التي تحمل اسم ماركة شهيرة ومعروفة عالميا، لأن استكشاف الماركات الجديدة المتميزة له متعة خاصة تمنحك تفردا عند شراء شيء جميل وغير منتشر بعد في الأسواق.

والآن ما رأيك في أميرة؟ أرى أنه رغم الانتقاد البديهي لفكرة إدمان الحقائب - أو أي شيء- في حد ذاتها، إلا أن المرء لا يملك سوى الإعجاب بذوقها العالي، وإحساسها المرهف في التعامل مع الأشياء والحاسة الجمالية الكبيرة الموجودة لديها.