[x] اغلاق
شعيب ص وخطبة لأطفالك
28/4/2012 16:47

 

شعيب "ص" وخطبة لأطفالك

بقلم زايد خنيفس

"يا سيدي شعيب يا مختاراً يا نور النور والانوار" كلمات ونشيد اعتدنا منذ الصغر سماعه وترديده, قبل ان نصل الى مشارف المقام وأذكر بل يذكر اهلنا وكل من شد رحاله الى هذه البقعة المقدسة ,عندما كنا نطلق اغانِ واهازيج طبعت في عقولنا ومشاعرنا (واحنا جايين نزورك نشاللهنروح مبسوطين )وقبل اسبوع من موعد الزيارة السنوية الى المقام الشريف, شددت الرحال مع افراد عائلتي, وبعد ان اصرت حفيدتي الصغيرة "سلمى"طلبها بهذه الزيارة , لغاية في نفسها,وعند وصولي الى المفرق الذي يشير الى حطين لنرتفع قليلا, ثم تأخذ ناظرك في السهول والسفوح المرسومة بريشة الخالق, وتذكرت في هذه اللحظات المسيرات مشياً على الاقدام والاغاني, والاهازيج, والنبع, في نهاية المنحدر, نرتشف من نبعه المياه الباردة والتي اخذت طريقها في الوادي وتذكرت المرحوم أبي منصور طافش ومن سبقه في خدمة المكان,وكلهم انضموا الى قافلة الصالحين.

وهذا الاسبوع وقبل موعد الزيارة , توجهت مع حفيدتي الى المقام الشريف ,ودخلنا خاشعين الى رحابه طالبين عفوه وسماحه ,ومغفرته, فلا كمال الا لله وحده, فَقبلت حفيدتي ضريح النبي وتوجهت الى عتبته ومسحت وجهها الطفولي, فتباركت, وعند خروجنا  سألتني حفيدتي التي لم تتجاوز الثلاث سنوات "لقد قبّلت النبي, لكني لم اشاهده ليقّبلني" ولم تَنْسَ في براءة الاطفال عندما قالت, سيدنا شعيب صلى الله عليه فكان جوابي للطِفلة السائلة في براءة المروج المقابلة " لقد قبلك النبي عندما دخلت ضَريحَهُ, فهو هناك في امتداد الضريح والمرج والسفوح وشجر حطين. وفي الندى والطل والمغاير, وهناك واصل المسيرة لمدائن جديدة تطل على جبل الشيخ والاقاليم, ذهب الى هناك ينشر الخير والسلام بين عبيده ويبشر بمناهل التوحيد والحكمة الشريفة, وهناك النبي ارتاح قليلا في ظلال الصخر وشقوقه الحادة وهناك صعد نحو الجبل المطل على بحيرة رسمت الشمال بريشة الخالق وقلت للطفلة السائلة : يأتي النبي عليك وانت نائمة في نسائم الخير والمحبة ليقبلك فهو الوحيد الذي يعرف دقات قلب الاطفال وقدسية الاشياء, ونبعاً اخترق الصخر, في المقام المقدس, وسيف الله بيد نبيه يرسم معجزة في الجبل المشقوق,لتنكشف البحيرة في مشهد تتشعب فيه الوجوه لتبقى القامات ممشوقة بقدرة الله وانبيائه والصعود نحو الضريح في المفرق الاول والمفرق الثاني وانحدارات وخلائق على موعد , سجل منذ سنوات ماضية تتذكر فيها اهلك في جبل العرب, وجبل لبنان وكل بقاع الدنيا,  وشوقهم لحطين, وعودة لمشهد الفارس صلاح الدين, تطلب الخير والمحبة والتسامح, وفتح صفحات جديدة فأبواب التوبة لا تغلق, وحطين كانت في القديم ملحمة الاشراف ,وخيول صلاح الدين وتوقف الفرس الاصيل بمكانها بقدرة القادر من رحلة الفارس في الارض ليبدأ تشييد البناء من جديد ,ويعود من اوائل السطور, يمسح وجه جنوده باسراب البخور, فهنا ضريح النبي ونورُ وانوار في مساحاته المقدسة وتتجلّى  الكلمات في سطورها, وتفاؤل الكلمات في هوامشها ,واشتعال الشوق للنبيّ الحبيب , واشتعال البرّ لقدميه التي مرت من المكان, باتجاه الشمال, وكل الاتجاهاتوبنفسج السهول والوانه الخمسةُ وخيول عائدة ترفرف بيارقها في وهج الشمس, والحقول ,وتأتي مع اسراب الفراش وحكايات قديمة ,ويوم الميعاد, ونشر الخلائق , وحفيدتي , وكل الاطفال السائلين لكم سلام حطين وزرقة البحيرة في عيونكم , لا تغطي ملامحكُم, وثلج الجولان لا يغطي ملامحكم وظلكم في وهج النبي وسرّهُ واليمام  يطير من عيونِهم وزيارة كل عامٍ وكل يوم وشهرٍ وسنبقى على موعدك لأنك يا خطيب الانبياء كل المواعيد وزيارة مقبولة.