[x] اغلاق
المخيمات الصيفية وخيارات ابنائنا
4/5/2012 11:59

 

المخيمات الصيفية وخيارات ابنائنا

العديد من الهيئات السياسية والبلدية والثقافية تبادر كل عام في مدينة شفاعمرو لإقامة المخيمات الصيفية لأبناء المدينة، لتحقق بهذا القرار والخيار امنيات اولادنا وذويهم في ملء الفراغ في عطلة صيفية طويلة يحتاج فيها الطفل وعلى مدار اسبوعين الى تحقيق اهدافه في اللعب واللهو وارتشاف برنامجِ ثقافيٍ وتربوي، تعمل ادارات المخيمات على تنفيذه ليشمل محطات عديدة تنصب في غالب الاحيان في توجيه اولادنا لطريق الخير وتجنب الحالات السيئة والخطيرة، وهكذا هي الاعمال المقدسة التي تكون في انتظار القائمين على اقامة المخيمات الصيفية.

هذا الاسبوع تلقيت دعوة لحضور جلسة في بلدية شفاعمرو لدراسة امكانيات اقامة "مخيم بلدي" واحد يحتضن كل اطفال المدينة، من شرقها لغربها، ومن شمالها لجنوبها في وحدة شفاعمرية نتوق لها منذ سنوات. وفي الدائرة المستديرة وعند سماع الآراء والاجتهادات كنت شخصيا مع الموقف الذي يؤكد على حق كل مؤسسة لها تجربة اقامة المخيمات اكمال مسيرتها ما دام العنوان ابن شفاعمرو بل طفلها, وفلذةُ اكبادها ولا فرق في الحارات والاتجاهات ما دام البرنامج ترفيهيا وارشادا للطريق الصحيح، فأولادنا وفي سنواتهم الاولى يحافظون على "هويتهم" شفاعمرو لتختلط الاوراق في مرحلة اخرى، ومع تقديري واحترامي لنوايا المسؤول الاول في البلدية وتحقيق الاحلام فان مخيم واحد لا يمكنه احتضان مئات الاطفال على بقعة واحدة، والقضية ليست طاولة مستديرة وكبسة زر بل كوادر تعمل وروح تطوعية بل ارواح ابناء في ذمتنا، ومساحة محدودة، "والنجم الاحمر" له اهدافه وعنوانه ولا يمكن الغاء تفاصيله، "ومخيم كمال جنبلاط" لا بديل لأهدافه ما دامت تنصب في حب المدينة وعشقها لتبقى الامور في تفاصيلها، وشقائق النعمان في السفح الواحد ما زالت تطل من نوافذها باتجاه المدينة وشارع الراهبات "وجمعية سوا" من اكبادنا وزقاقنا. والخيارات من حق الاطفال والاهالي. والبلدية العنوان الاول والام والحضن والراعي، ولا يمكن تحت أي ظرف منع ميزانية عن طفل في الحارات القريبة والبعيدة وفي كل الاتجاهات وما دام الطفل شفاعمريا ويرضع من نهدها فلا خوف على انتمائنا وهويتنا، والخوف من العناوين لا مكان له لان التربية تبدأ من البيت اولا والمدرسة "المختلطة" اولا ولا تنتهي بمخيم، والنص واحد والطفل واحد، فطوبى لمن يتروى ويدرس خطواته قبل القرار الاخير.