[x] اغلاق
كاديما - خلفا در
4/5/2012 14:01

 

كاديما - خلفا در

زياد شليوط

 

كنت قد توقعت في أحاديث شخصية أن تسيبي ليفني رئيسة حزب "كاديما" سابقا، وعشية خسارتها المنافسة الداخلية على رئاسة الحزب لصالح شاؤول موفاز، أنها في حال خسارتها ستترك "كاديما" وتنضم الى الجسم السياسي الجديد الذي أعلن الاعلامي يئير لبيد عن اقامته. ولم تسارع ليفني في اعلان استقالتها من "كاديما" أو من الحياة السياسية كما توقع البعض، خاصة وأن لبيد أعلن وبشكل علني أنه لن يقبل أي عضو كنيست أو سياسي مجرب في حزبه وأنه سيعتمد على الوجوه الجديدة. ولم آخذ تلك التصريحات والتحركات بجدية في حينه، فالسياسة لا تعرف الصدق والاستقامة خاصة الاسرائيلية، وما يتم نفيه اليوم يصبح طريق الغد.

وفعلا ما أن أعلن عن موعد تقديم موعد الانتخابات البرلمانية وبشكل غير رسمي،  مطلع هذا الأسبوع حتى سارعت ليفني الى اعلان استقالتها من الكنيست ومن حزبها، رغم مناشدة العديد من قيادات كاديما لها بالبقاء ودعم الحزب ومنهم موفاز نفسه. وقد اعترف العديد من زعاماته ومنهم من وقف ضد ليفني بأن وجودها يمنح الحزب مقاعد اضافية كما تشير الاستطلاعات، خاصة وأن الانتخابات داهمته وهو يلعق جراحه ولم يثبت رئيسه الجديد بعد قيادته له. ويتحدث البعض بخجل أن ليفني تفكر باقامة حزب جديد أو أنها ستنضم الى حزب لبيد.

كما هو معروف فقد صادف وأعلن لبيد وفي نفس اليوم في احتفال للنشيطين، عن انطلاق حزبه الجديد "يوجد مستقبل"، بعد مصادقة مسجل الأحزاب عليه، ومستعرضا المباديء الأساسية لهذا الحزب. ورغم التصريحات والنفي والنفي المضاد إلا أنني ما زلت أرجح انضمام تسيبي ليفني الى لبيد، وخوض الانتخابات معا في كتلة مشتركة يكون لبيد رئيسها وليفني في الموقع الثاني. سيستغرب الكثيرون هذا الكلام بالطبع، لكن اذا نظرنا الى أبعد من ذلك سنصل لهذه النتيجة.

هناك عدة أسباب وعوامل تدفع بهذا الاتجاه، وهي لن ترد حسب أهميتها في عجالتي هذه. لدى ليفني رغبة عارمة بالانتقام من غريمها السياسي شاؤول موفاز، الذي لم يترك مناسبة دون النيل منها عندما كانت رئيسة لكاديما وهو في المكان الثاني، الى أن تمكن من الاطاحة بها في الانتخابات الداخلية مؤخرا واحتلال مكانها في رئاسة الحزب. وليفني لم تخف مشاعرها نحو موفاز وكراهيتها له، هذه الكراهية التي تحولت الى حقد ورغبة في الانتقام، ولن تحقق ذلك من خلال وجودها في كاديما والمساهمة في جلب مقاعد له كما تشير الاستطلاعات، انما في اظهار حجم موفاز الحقيقي، لكي تأتي بعد الانتخابات وتقول لحزبها الذي خانها: هذا هو خيارك فليكن لك ما أردت! والوقت لا يعمل لصالح ليفني لتشكيل حزب جديد كما يتوقع البعض، والأحزاب الموجودة لا تخاطبها ولا تجد نفسها تندمج فيها، باستثناء حزب لبيد الجديد الذي لم يتلطخ بعد في السياسة الاسرائيلية، وهذا ما كانت تؤكد عليه ليفني دائما أنها حافظت على سياسة نظيفة في مسيرتها، لذا من الطبيعي أن تنضم الى هذا الحزب الجديد أو تشكل كتلة مستقلة تتحالف معه.

إن لبيد بحاجة الى ليفني على ضوء الاستطلاعات، ومع انضمام عدد من أعضاء كتلة كاديما الى ليفني فان ذلك سيعطي قوة مضاعفة لحزب لبيد، والذي سينسى تصريحه المشهور عندما يوقن بأن خطوة كهذه ستزيد من احتمالات وقوفه على رأس جسم سياسي سيكون مركزيا في الائتلاف القادم وفي داخل الحكومة، مما يضمن له وزارة التربية والتعليم التي يطمح لها، ويترك لليفني الوزارة السياسية (الخارجية مثلا). ان التقاء المصالح سيؤدي الى تحالف لبيد –ليفني الذي سيحتل مكان كاديما التي احتلت مكان شينوي الذي احتل مكان داش. ومن هذا الأسبوع فان حزب كاديما يبدأ مسيرته نحو الخلف باتجاه النهاية السياسية المحتومة.