أكدت دراسة حديثة أن الأمهات اللواتي يعملن بدوام كامل يشعرن بسعادة ورضا أكثر من ربات المنازل أو مثيلاتهن اللواتي يعملن بدوام جزئي. وأظهرت الدراسة التي أجراها المعهد الألماني لأبحاث السوق "دي.آي.دابليو" أن 39 في المئة من الأمهات اللواتي لديهن أطفال من دون 14 عاما ربات منزل وأن 58 في المئة منهن يردن الالتحاق بوظيفة لكنهن لا يستطعن ذلك بسبب التزاماتهن الأسرية

وتبين من خلال الدراسة التي نشرتها صحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية بموقعها الإليكتروني اليوم الأحد أن 37 في المئة من الأمهات في ألمانيا يعملن بدوام جزئي بينما تعمل 18 في المئة من الأمهات بدوام كامل. وكانت دراسات سابقة أثبت أن البطالة لها تأثيرات سلبية على الرضا بالحياة إلا أن الدراسة الألمانية الحديثة أظهرت أن الانسحاب الإرادي من سوق العمل أو العمل بدوام جزئي لأسباب متعلقة بالتزامات أسرية يؤدي أيضا إلى الشعور بعدم الرضا

وكتبت الباحثة إيفا برجر وهي المشرفة على الدراسة: "التأثير السلبي على الرضا بالحياة لربات المنازل أو الأمهات اللاتي يعملن بدوام جزئي ليس شديدا كما هو في حالة البطالة ، لكنه واضح". وذكرت الباحثة أن مميزات الوقت المتاح في العمل بدوام جزئي لا تعادل عيوبه، وذلك في إشارة منها إلى انخفاض الرواتب وقلة فرص الترقي الوظيفي في هذا النوع من العمل مقارنة بالعمل بدوام كامل. كما أشارت الباحثة إلى أن الأمهات اللاتي لديهن أطفال دون ثلاثة أعوام تعانين من عيوب العمل بدوام جزئي بشكل أقل من الأمهات اللاتي لديهن أطفال أكبر

وفي المقابل، اعترفت الباحثة أن متوسط نسبة الرضا بالحياة في الولايات الواقعة شرقي ألمانيا، حيث تعمل 40 في المئة من الأمهات تقريبا بدوام كامل، لا يفوق الولايات الواقعة غربي البلاد، حيث تعمل 12 في المئة فقط من الأمهات بدوام كامل

وكتبت الباحثة في دراستها: "هناك العديد من العوامل المؤثرة في درجة الرضا بالحياة ، حيث إن الرضا بظروف الحياة في شرق ألمانيا أقل بوجه عام من غرب البلاد". واستندت الباحثة في دراستها على بيانات استطلاعات رأي يجريها المعهد الألماني لأبحاث السوق منذ 25 عاما حول الرواتب والعمل ومستوى التعليم وتقييم مستوى الرضا بالحياة. وشملت تلك الاستطلاعات أكثر من 20 ألف ألماني