[x] اغلاق
القصة الحقيقية لوفاة حفيد الرئيس المصري مبارك
26/5/2009 14:38

سردت صحيفة "الاسبوع" المصرية المستقلة تفاصيل الساعات الأخيرة في عمر محمد علاء مبارك الحفيد الأكبر للرئيس المصري حسني مبارك والي وافته المنية مساء يوم الاثنين الماضي.

وقالت الصحيفة في عددها الصادر الجمعة، ان علاء مبارك والسيدة حرمه فوجئوا مساء السبت 16 مايو بصرخات نجلهما محمد ذي الإثني عشر ربيعاً، حيث أجريا على الفور اتصالاً بالرئيس اخطراه بالأمر وجرى على الفور نقل محمد إلى مستشفي الجلاء العسكري..
وعند نحو الحادية عشرة من مساء نفس اليوم كان علاء وحرمه السيدة هايدي بصحبة ابنهما محمد الذي تم إدخاله قسم المخ والأعصاب بالطابق الثاني فور وصوله للمستشفي.
استمرت الفحوصات الأولية في حضور الوالدين لمدة بلغت نحو الساعات الثلاث من القلق المتواصل عاشها السيد علاء والسيدة حرمه على أعصابهما.. حيث أجريت له أشعة مقطعية لمعرفة ما جرى لرأسه والآلام التي يشكو منها..
وعند الثانية صباحاً كانت التقارير تشير إلى أن الصبي يعاني نزيفًا في المخ.. وهنا تكهرب الجو، وبدا القلق واضحاً علي وجه علاء والسيدة حرمه.. جري الاتصال بوزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي الذي راح بدوره يجري اتصالات مع كبار الأطباء وأطقم الجراحين المصريين.
وقيل في هذا الصدد إن خبيراً فرنسياً كان يزور القاهرة مصادفةً في ذلك الوقت اتصل به الدكتور الجبلي واستدعاه للحضور والإشراف على حالة الصبي محمد علاء مبارك.
وحسب المعلومات المتداولة داخل المستشفي فقد أجريت عملية قسطرة للصبي.. غير أن صعوبات جمة صادفت الأطباء والجراحين أثناء عملهم خاصة بعد أن تبين أن هناك شرايين تتجمع في نهاية أطرافها بالونات دماء وهو ما أفرز ثلاثة تجمعات دموية، حالت دون استكمال العمليات الجراحية بعد أن تردد أن ثلاثة شرايين قد انفجرت في المخ مما أحدث النزيف.


حياة محمد باتت مهددة بالفعل في تلك اللحظات
حاول الأطباء بكل ما أوتوا من علم وقوة التدخل للسيطرة على النزيف وإنقاذ حياة محمد التي باتت مهددة بالفعل في تلك اللحظات.. حاولوا توصيل الشرايين بعضها ببعض.. غير أن المحاولة لم تنجح.. وعند فجر الأحد كانت المعلومات تشير إلى أن قلب الصبي قد توقف لفترة من الوقت.
إلا أن محاولات مكثفة جرت لإنقاذ حياته عبر سياسة الصدمات التي استخدمها الأطباء.. ولم تنجح عملية الصدمة الكهربائية الأولى في إعادة عضلة القلب إلى الحياة.. غير أن تكرار المحاولة حرك قلب الفتى الذي عاد إلى النبض إلا أنه سرعان ما أصيب بـ'كومة' ودخل في غيبوبة تامة.
هنا، طلبت السيدة سوزان مبارك من الأطباء عمل ما يستطيعون لإنقاذ حياة حفيدها الذي امتدت غيبوبته.. ومع محاولات الأطباء إنقاذ حياته بدأت اتصالات مكثفة لتسفيره إلى خارج البلاد، وأجرى الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة اتصالات بجهات طبية رفيعة في العاصمة الفرنسية باريس حيث تم الاتفاق على إرسال 'إسعاف طائر' ويحتوي على الاستعدادات اللازمة لنقله من القاهرة إلى باريس..
حيث صحبت السيدة سوزان مبارك والسيد علاء وحرمه حفيد الأسرة في رحلته العلاجية إلى خارج البلاد بينما توجه الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية وعدد من أفراد العائلة إلى باريس للوقوف على الحالة الصحية للطفل محمد علاء مبارك.
في باريس كانت الحالة أكثر صعوبة.. بذل الأطباء هناك ما لديهم من جهد لإنقاذ حياة محمد..اجروا له عملية جراحية في الرابعة ظهرا وبعدها نقل إلى الانعاش وفي الثامنة مساء كانت روحه قد صعدت إلى بارئها.
في هذا الوقت كان السيد جمال مبارك قد غادر الاردن حيث كان يشارك في منتدى'دافوس' إلى باريس مباشرة وهناك كان جبنًا إلي جنب مع والدته السيدة سوزان مبارك -التي الغت حفلاً لتكريمها في لندن- ومع شقيقه علاء وحرمه.
حملت الطائرة جثمان الفقيد إلى مصر وجيء به إلى مستشفى الجلاء مرة أخري صبيحة يوم الثلاثاء الماضي.. وفي الصباح كانت سياراتان تضمان السيد علاء مبارك وحرمه وأخري تضم السيد جمال مبارك وحرمه تقفان داخل مستشفى الجلاء.. وعلى مقربة من مشرحة المستشفي تسمرت أقدام السيدة هايدي والدة الفقيد في الأرض وراحت تجذب جثمان ابنها الذي كان محمولاً في خشبة حملته من باريس..
وبصعوبة استطاع السيد علاء مبارك أن يبعدها وسط انهيارها ودموعها من المكان.. وقد لوحظ وجود ثلاث سيدات يرتدين الملابس السوداء بصحبة السيدة هايدي.. بينما راح السيد مجدي راسخ والدها يحتضنها ويربت على كتفها محاولاً التخفيف من آلامها فيما راحت في انهيار شبه كامل.

اتصالات هاتفية لترتيب موعد الجنازة
في هذه اللحظات كان جمال وعلاء وزوجتاهما ينتقلون إلى الجناح المميز بمستشفي الجلاء انتظاراً للحظة الرحيل الأبدي.. فيما انشغل الدكتور زكريا عزمي بإجراء سلسلة من الاتصالات الهاتفية لترتيب موعد ووقت الجنازة..
وعلى الفور صدرت الإجراءات بإغلاق أبواب المستشفى من كل جانب وتم عزل قسم الرنين المغناطيسي وقسم الأورام تماماً على مقربة من السلم الداخلي للمستشفي حيث أقيمت الحواجز التي عزلته عن باقي المستشفي فيما انتشر رجال الأمن والمخابرات في الطرقات وبدت جميع التحركات داخل المستشفي شبه مجمدة إلا من المتابعين لحالة الوفاة..
وعلى الجانب الآخر من الجناح المتميز وعند الطريق الموصل إليه تم وضع شرطة عسكرية لمتابعة الموقف.. فيما توافدت السيارات من جميع الجهات الدبلوماسية والحكومية وغيرها بعد أن انتشر الخبر وبات محل اهتمام جميع الشخصيات والمسئولين والسفارات العربية والأجنبية المعتمدة في مصر.
كانت الإجراءات تسير على قدم وساق لإنهاء الإجراءات اللازمة استعداداً لتشييع الفقيد الشاب إلى مثواه الأخير.. بينما اتخذ الأمن جميع الإجراءات اللازمة لفرض الهدوء على المستشفى.. طلب من المرضي وزوارهم إغلاق النوافذ..
كان الرئيس مبارك قد وصل إلى المستشفى قبل ذلك وراح يودع الجثمان ويلقي نظرة الوداع الأخيرة ثم غادر المستشفى إلى القصر الجمهوري طاويًا احزانه في قلبه الذي يسكنه هذا الطفل الجميل.