[x] اغلاق
اعترافات عاشقة نادمة
18/6/2012 12:52

 

اعترافات عاشقة نادمة

بقلم: مارون سامي عزّام

بقيتَ جسمًا غريبًا تسبح بحرية داخل جسدي، وعندما وصلت إلى دماغي ضايقتني كثيرًا، حتّى أيقظت خلية ذاكرتي، أنّبَني ضميري، داعبتَها حتّى استفززت صفاء ذهني، امتصصت عصارة تفكيري، خلية ذاكرتي التي كانت مُحرّمة عليك بالماضي، أصبحت اليوم مُلكك، أسمعُ شهيق مللي وزفير آهاتي، يخرجان من أعماق وجداني... لا أنكر أنّي حاولت إخراجك من جسدي ومن دماغي وأوردتي، فصدّتني كريات الأمل البيضاء بقوة، كأنها تعلم أنّي ما زلت معجبة بك وبقوّة شخصيتك التي ما زالت تؤثّر على تصرّفاتي معك كلّما أراك، فرضتها عليّ دون أن أشعُر.

أنا بالنسبة لكَ مجرّد جرح منسي عابر لتجاربكَ ولآلامكَ... رغم ذلك رفضتُ أن أضمّك إلى قائمة الذين رفضتهم قبلكَ، لأنّك كنت من طرازٍ آخر، وجميع هؤلاء لم يُحسِنوا معاملتي، كانوا مولعين بي لدرجة كبيرة أما أنت فعرفتَ كيف تداويني بعقار يُهدئ توتّرك العشقي... قدَّرتَ قيمة مشاعرك بمكيال عزة نفسك وهدوئك... حاولتُ مرارًا أن اقتنص نظراتك الحادة كالطّير الجارح... أن أضبطك بابتسامة نحوي، إلا أنّي فشلت معك، لأنك احترفت القسوة معي، كما عاملكَ كبريائي بقسوة بالماضي.

حاولتُ التحرش في قارات إبداعاتك الغريبة، كم يعجبني بل أقول يُذهلني مناخها المتقلب، حاولت جَمع بعض المعلومات عن سر شخصيتك وما حصلت عليه من معلومات لم يُضِف لي أي جديد... أتَعلَم أنّني عنيدة جدًا؟! حتى طغت هذه الصفة على قراراتي، وعنادي قائم على أسس واهية جدًا، وبدون ثوابت تبرر سبب عنادي هذا، لأنه ببساطة أقول لكَ، ليس من السهل أبدًا أن يهتف قلبي لإنسان رأيته للوهلة الأولى، إلا أنّني أُعجبتُ بكَ ورفضتكَ في آن واحد.

أتذكُر عندما تماديتَ في تنقيبك الدقيق عن آبار ماضي وما تحويه من أسرار، أعترف أنّي كنت غبية، أي نعم غبية!!، لماذا أقول "تماديت"؟! فهذه هي طبيعة الشّبّان. فكّرتُ آنذاك أن أفصلك عن أجهزة تفكيري الاصطناعيّة التي ربطتك بها كل هذه المدة، لأجعلك تتنفس بشكل طبيعي من دمي كجنين في أحشاء أمه... تغمس لقمتك في صحفتي كشريك حياتي... تشرب من قارورتي كظمآن، لكنّ عِوَض ذلك قتلتُ حينها مشاعري بدم بارد، ورفضتكَ، لخوفي أن فتح قناة حوارية سرية بيننا.

كنت مستعدة أن أبحث معك الظروف الطارئة التي أدّت إلى نمو عناقيد الإنسانية عندي فجأةً، بعد أن كان تعاطفي نحوك باردًا! لدرجة أنّي عاملتك كغريب، نسيت او تناسيت من تكون!!... اليوم أُسَخّر تفكيري بك، لأنك ما زلت تسبح في جسدي. هذه صرخة اعترافي المدوّية التي لن تسمعها. بإمكانك أن تعتبر اعترافي هذا صرخة ألم، صرخة ندم أوجهها إليك، احسِبها كما شئت... أنا في ضائقة حرجة، لأنّي فعلاً بدأت أحبكَ... هكذا نحن الفتيات، نُعجَب بالشّبّان عندما نُطلق سراحهم من قفص النّصيب... فهل أنا حقًا مخطئة عندما قرّرت مراجعة تصرّفي المتناقض معك؟!.

أصدرتُ حكمي عليك بسرعة، مثل قاضية ميدانيّة ظالمة، كي لا أسمَعَكَ، لئلاّ أُسقِط حكمي عنكَ... أردت التخلّص منكَ بأية طريقة، رغم أن حُكمي كان نفيًا لأحاسيسي الحقيقية، يا للمفارقة! صحيح لم ألتقِ بك أبدًا، لكن شيئًا ما لفت نظري إليك، جذبني إليك، إلى الآن أجهل ما هو، فعلى الرغم مما تسمعه من اعترافات صادقة لا تُصَدَّق، فلا بُدّ أنك مشدوه من رفضي لك، أليس هذا حقًا أمر لا يصدّق؟!!... أسعِفني... أجِبني، ولكن فات الأوان!!

اعترافاتي تثبت لك حقيقة ما أقول، أنا مستعدة أن أخُرَّ أمامك لأُقِر أنّي حقًا كنت غبية عندما رفضتكَ، لم يعد بوسعي احتمال قناع التحايل على مشاعري، لا تجعل دعائي يتوه في براري عجزي عن البوح لك بحبي. لقد تاهت حدود زمني في متاهة الأيام، ولم أعد أميّز الليل من النهار، الفجر من الغسق، فتحول صيفي خريفًا... رجَمَني زلزال الزّمن بحجارة جهلي السوداء، يريد أن يكتم  صرختي الموجعة بأي ثمن... يريد أن يحطّمني... يريد أن يُفهمني أنّي هذه المرّة خسرت كثيرًا وانتهى الأمر...

 

 

 

1
.
شرسين
18/6/2012
انت متزوج سخنينيه ههههههههههههه
2
.
شرين
18/6/2012
انت متزوج سخنينيه