[x] اغلاق
الغناء وحكام مصر.. أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم غنوا للحكام.. فمن سيغنى للدكتور مرسى؟!
29/6/2012 12:47

اذا كانت هناك أسئلة كثيرة تحيط علاقة الرئيس بالفن، خاصة بعد أن خلا خطابه الأول عن أية إشارات حول الفن، فإن هناك سؤالا يطرح حاليا بقوة فى أذهان الكثيرين، خصوصا من هم فى المجال الموسيقى والغنائى. 

السؤال هو: إذا كانت أم كلثوم قد غنت للملك فاروق وعبد الناصر، وإذا كان عبد الحليم قد غنى لناصر والسادات، وإذا كان الرئيس السابق مبارك قد حصل على قدر كبير من اهتمام المطربين فى فترة رئاسته التى استمرت 30 عاما وتبرأ منها معظمهم وعلى رأسهم عمار الشريعى الذى وضع لحنا وصف بأنه كان مبالغا فيه وهو "اخترناك " فى حملاته الانتخابية وإذا كان كل من حكم مصر قد نال حظه من الغناء؟. 

فماذا سيكون نصيب الرئيس الدكتور محمد مرسى من الغناء؟، هل سيكون شكل الغناء منبثقا من التوجهات والانتماءت الدينية؟، كما كان فى حملته الانتخابية بالأناشيد والموسيقى الهادئة؟. 

الرئيس محمد مرسى فى حملته، تم إنتاج العديد من الأغنيات فى إطار تدعيم موقفه بين الناخبين والتأثير على اتجاهاتهم التصويتية وخلق أجواء احتفالية وكرنفالية فى المؤتمرات الانتخابية للمرشح يتم من خلالها إثارة اهتمام الحضور وتدعيم حماسهم وتأييدهم للمرشح بترديد الكلمات والجمل الغنائية المتضمنة فى هذه الأغانى. 

ومن أهم هذه الأغانى أغنية محمد مرسى .. رئيس بلادى.. ثم أغنية النهضة مش كلام.. ألتراس نهضاوى وأغنية كلنا هنقولها .. وأغنية مهرجان ميزوكايو وأغنية نهضتنا . 

تم بث هذه الأغنيات على قنوات فضائية مصحوبة بإعلانات الحملة الانتخابية، وعلى مواقع إلكترونية عديدة، وأذيعت فى مناطق عدة فى تجمعات الإخوان المسلمون. 

ورغم ما قاله كل من غنوا فى العصر السابق، بأنهم لم يغنوا لشخصه بل غنوا للوطن وأنهم لن يغنوا لأى حاكم بعد أن أصبحت أعمالهم شاهدة على دعمهم لهذا العصر بكل مساوئه، إلا أن المؤشرات تؤكد أن الأعمال الغنائية ستكون موجودة فى حكم الرئيس مرسى، من خلال ما تم تقديمه من أغنيات فى حملته الانتخابية شارك فيها مطربون صاعدون وفرق موسيقية. 

وتم استغلال فكرة الألتراس لجذب انتباه بعض الفئات النوعية مثل الشباب من خلال أغنية "نهضتنا ..ألتراس نهضاوى" لمحاكاة وتقليد ألتراس الأهلى والزمالك والتى غنتها مجموعة من الشباب، فضلاً عن مشاركة كل من الطفل "إسلام خالد" والطفلة "مى أمين" مما يبرز تعدد أشخاص الشباب والأطفال والجماعات النوعية فى الغناء. 

وبالعودة لغناء الكبار لمن حكموا مصر، نكتشف أن البداية كانت مع العملاقين أم كلثوم وعبد الوهاب، حيث تنافسا على الغناء للملك فاروق، بل أن أحد أهم الأغنيات التى يعشقها كثيرون وينتظرونها فى كل ليلة عيد وهى أغنية "الليلة عيد" التى غنتها أم كلثوم للملك فاروق فى افتتاحه استاد مختار التتش "بمقر النادى الأهلى حاليا". 

وتؤكد مراجع وكتب الموسيقى والغناء، أن أم كلثوم كانت أكثر من غنى فى الفترات الملكية ومعظمها للملك، إذ توجد ثماني أغنيات مسجلة منها «اجمعي يا مصر» من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي. 

وفى يوم الخميس 20 يناير 1940 هو موعد زفاف الملك فاروق والملكه فريدة، غنت لتلك الاحتفالية قصيده من نظم أحمد رامى وألحان رياض السنباطى "يا بدر لما جبينك لاح على العيون اللى تراعيك - تمت لنا كل الأفراح وفضلت الأرواح تناجيك" 

ثم في ميلاد الأميرة فريال غنت «يا أغاني السماء» من أشعار محمود حسن إسماعيل. 

وبمناسبة زفاف الأميرة فوزية، غنت «مبروك على سموك» من كلمات بديع خيرى صاحب أول نشيد وطنى في تاريخ مصر الحديث «قوم يا مصري.. مصر دايمًا بتناديك».. وهناك أيضًا «يا بدر لما جبينك لاح» و«لاح نور الفجر»التي غنتها في عيد الجلوس على العرش. 

وفى عام 1954 غنت أم كلثوم في حضور معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة وبحضور الأمير جابر الصباح ومحمد نجيب الذي أصبح أول رئيس لمصر، غنت أم كلثوم «صوت الوطن» وثلاث أغنيات عاطفية، لكن الصاغ صلاح سالم طلب منها أن تغنى أغنية لم تكن قد جهزت نفسها لغنائها وهى أغنية «السودان» مجاملة لمحمد نجيب الذي ولد هناك. 

وتكاد تكون هذه هي الأغنية الوحيدة التي ارتبطت به، فقد مر العام سريعًا ولم يستمر نجيب في الرئاسة. 

فقد حدث أن تولى عبدالناصر وأبعد نجيب الذي تم عزله وتحديد إقامته وفور انتخاب عبدالناصر، كان إسماعيل الحبروك جاهزًا ليغنى عبدالحليم حافظ «اخترناك من قلب الشعب». 

وتبدأ كلمة الرئيس تعرف طريقها إلى ألسنة معظم مطربي مصر من أول أم كلثوم التي غنت لجمال بالاسم من كلمات بيرم التونسي «يا جمال يا مثال الوطنية» وفي 1958، غنت له «بطل السلام» بعد عودته من رحلة إلى روسيا، وظلت تغنى له في جميع مراحل زعامته. 

اما عبد الوهاب، فقد عرف بقربه من الملك حتى لقب بمطرب الملوك، وعلاقته بأمير الشعراء أحمد شوقى كانت معروفة للجميع وغنى الكثير للملك فاروق حتى أن أغنياته التى غناها ومنعت أو حذفت منها مقاطع تعد من الأغنيات المهمة. 

ومن الأغنيات التى قدمها عبد الوهاب، أغنية "الشباب " تأليف صالح جودت ثم أغنية "الفن" الشهيرة التى حذف منها فيما بعد مقطع به اسم الملك فاروق. 

وكانت العلاقة وثيقة بين أم كلثوم وعبد الناصر، نتج عنها الكثير من الأعمال منها حضوره لحفلات كثيرة منها حفل أغنية "أمل حياتى " وغنت له فى التنحى. 

وفى فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات، تبارى كثيرون فى الغناء له وقد ساعدت الحالة الوطنية والانتصار العظيم فى 6 اكتوبر على ذلك، فغنى عبد الحليم العديد من الأغنيات الوطنية ومنها ما اقترن باسم السادات مثل "عاش اللى قال" وغيرها من الأغنيات وغنت شادية وياسمين الخيام وغيرهما. 

وفى عصر الرئيس السابق مبارك، كان الغناء بتكليف من بعض الوزراء خصوصا ممن تقلدوا وزارة الإعلام كصفوت الشريف وأنس الفقى. 

إذ كانت معظم الأغنيات تعد فى مكاتبهما بمبنى ماسبيرو، وغنى معظم المطربين أمثال محمد ثروت وهانى شاكر وشيرين عبد الوهاب ولطيفة وأوبريتات تجاوز عددها العشرات، كانت تعد فى المناسبات الوطنية.