[x] اغلاق
سمــراءُ المَـــرج
6/7/2012 10:50

 

سمــراءُ المَـــرج

بقلم: مارون سامي عزّام

أنتِ أشهى خمرة في كأس يومي المتعَب... أضعه يوميًا أمامي، فركته فانتعشَت ذاكرتي، خرج طيفكِ من كأسي واستمتعت بوجودك غير المحسوس، وشربت نخبك بصمت في حضور ذكرياتي، لئلاّ يسمعني من حولي. زجاجة تفكيري الشّفافة لن يستطيع أحد تناولها من قبو أفكاري، أو يجرؤ أن يكسرها أو يُصَدّعها. أنا في حالة حب غير طبيعية، تفوق قدراتي الإبداعية، التي تحاول إكمال ما تبقّى من هذه الخاطرة...

بشرتك السّمراء استخرجت جمالها من أرض الكنانة... تمادى جمالك على جمال كليوباترا وسلبه مكنوناته. وزَّع الباري على أطراف جسدكِ نِعَمِه بشكل يتلاءم مع ملامحك، وزَّعتِ مساحيق التجميل على وجهك بشكلٍ هادئ، ولم تكسُ بشرتك السّمراء كليًّا، لئلاّ يثور عليها خفّاش القباحة.

نورس بساطتك يحلّق بحريّة فوق ساحل أنوثتك... يحلّق فوق سحنتك، فيتمدّد أخدوديّ وجنتيك كلّما ابتسمتِ، وينكمشان كلّما عبستِ... أمواج شوقك تحب التّمتُّع بالحياة... من شفتيك يخرج مرجان الكلام، أسنانك لآلئ تزيّن مبسمك، تضيئ ملامحك، ميناءا عيناكِ نضران، كنضارة لب ثمرة جوز الهند.

أرقصي يا سمراء المرج، مثل رقصة قبائل الأمازون السُّمُر حول مائدتي لوحدك، أرجعي طيفكِ إلى كأسي... بعد أن لبّيتِ طلبي هذا، أتمنّى أن تظهري ثانية صباح اليوم التالي، حتّى أجعل بؤبؤي عينيك السوداوين حبتَي هال تعومان في فنجان قهوتي، لا تخافي لن أفارقك... بل سألازمكِ طوال الوقت، لأحرس حدود مرجك الأسمر.