[x] اغلاق
أعراسنا إلى أين
13/7/2012 11:29

 

 

أعراسنا إلى أين

سمير داموني

كُتبت العديد من المقالات عن موضوع يشغل بال السواد الأعظم منا، ألا وهو موضوع الأعراس وتكاليفها الباهظة، والحديث عن هذا الموضوع أضحى عديم الجدوى والأهمية لأنه لم يأتِ بنتيجة إيجابية حتى الآن، بل أن الوضع يزداد  تفاقما وسوءا من يوم إلى يوم، ومن يتذمر اليوم ينسى أو يتناسى ما هو عليه، وحال وصول الكرة إلى ملعبه يقيم الأفراح والليالي الملاح، يصول ويجول ويتذرع بالمثل القائل: "مكره ٌ أخاك لا بطل".

ما من أحد منا يختلف مع الآخر أن أشهر الصيف باتت كابوسا يقض مضجعنا ويقلقنا ويدخل اليأس إلى قلوبنا... الكل يتذمر، الكل يبكي وينوح من الوضع القائم، الغني قبل الفقير... الكثيرون يستدينون أموالا من هنا وهناك ليجدوا ما يضعونه في المغلف المعهود لهذا العرس أو ذاك.

أيام الصيف قصيرة جدا والأعراس في تزايد مستمر-وفق الله الجميع- لذا نضطر في معظم الأحيان تلبية أكثر من دعوة في أسبوع واحد، لإرضاء الأقارب والأصدقاء فتتوزع العائلة على أكثر من عرس إذا كانت كبيرة، وإن لم تكن كبيرة تترك القاعة بعد وقت قصير من دخولها مهرولة صوب قاعة أخرى لحضور فرح آخر.

والأنكى من هذا كله هو زواج الأقارب، العريس والعروس من نفس العائلة، والأقارب والجيران ملزمون بحضور جميع سهرات العرس من تعاليل وسهرة حناء وسهرة عروس وزيانة عريس وكل هذا خلال أسبوع واحد... ناهيك عن ملابس العرس التي يضطر أهل العرس لشرائها حتى لا تبدو أم العريس أو عمته أو خالته أو زوجة عمه أو خاله بنفس الفستان في سهرتين! وكل هذا يكلف جيوبنا مبالغ طائلة  ويثقل كاهلنا ويقلب أفراحنا غما وتعاسة.

هل من ضوء في آخر النفق؟؟؟

إليكم واحدا من الاقتراحات التي تبنتها إحدى قرى الشمال، حيث أصدر رؤساؤها الروحيون بيانا طالبوا من خلاله المواطنين أن يلتزموا في أفراحهم بدعوة الأقارب فقط لسهرة العشاء، ودعوة باقي المعارف والجيران إلى "طلعة العروس" أو إلى مرافقة أهل العريس يوم الزفاف... ومن الواضح أن تكاليف عرس كهذا لأهل العرس وللمدعوين تكون أقل بكثير وكمية الطعام التي تصل إلى النفايات تكون أقل بكثير أيضاً. لماذا لا نستكفي بسهرة واحدة بدلا من زيانة وسهرة؟؟ لماذا لا نقوم بدعوة 100 شخص بدلا من 500 وما فوق؟؟؟  لماذا لا نلتزم بمبلغ محدد يلائم  أوضاع الجميع .

وأنا من خلال مقالي هذا، أتوجه إلى رؤسائنا الروحيين، صارخا صرخة الأغلبية العظمى من أهل بلدي، أن يصدروا بيانا مشتركا حول هذا الموضوع يناشدون من خلاله الناس الالتزام بعدد محدد من المدعوين، ومبلغ محدد من النقوط لوضع حد لهذه المعاناة التي تربض فوق صدورنا.