[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
13/7/2012 12:49

 

نسمات شفاعمرية

بقلم زايد خنيفس

"ماء وانتماء " وضياع الفكرة..

من موقعي كمدير للمركز الثقافي البلدي وبالتعاون مع الادارة التي اعتز بأعضائها والذين صمدوا سنوات طويلة امام من ارادوا لهذه المؤسسة ان تغلق ابوابها ونوافذها كما حصل مع المركز الجماهيري في قلعة الظاهر عمر في فترة البلدية السابقة، لتبقى القلعة فارغة بقلبها ولا تزور نوافذها واسلاكها وسطوحها والزوايا القديمة وفراغات حجارتها الا اسراب الدوري والسنون الباحثة عن اعشاشها واشكال العنكبوت على جدران اشتاقت لأهلها.

 ومن موقعي المتواضع حرصت على اقامة مخيم حمل اسم "المعلم كمال جنبلاط" وعشرون عددا ورقما لم تكن سهلة على مدى السنين امام محاولات اجحاف مؤسسة كل ذنبها بانها شفاعمرية بكل معاني الكلمة، ولا انكر ولا اخفي مشاعري وحزني الذي يصل حد اليأس قراري عدم اقامة مخيم صيفي لهذا العام، ليس لشيء بل لان هناك من اراد اقامة مخيم واحد يحمل لون البلد الواحد، ولا اشك للحظة بصدق النوايا لكن المسافة بين الواقع والكلمات والعناوين الجميلة مسافة الموج عن خاصرة الشاطئ البعيد.

لا أُخفي عن الاهل باني كنت المعارض الوحيد في جلسة جمعت الهيئات التربوية والثقافية لإقامة مخيم واحد والغاء المخيمات التي رسمت عناوينها منذ زمن بعيد في اجواء مدينة احبت اهلها فكانت عشقهم، وكانت نفسهم ولا بأس ان تكون البلدية راعية المخيمات وشارتها العريضة ما دام الطفل من بلدي وما دام البيدر في قرص الشمس في نفس الاحياء. "وسويةٌ" ونجمٌ احمر" يرعاه معلم انحنى راسه كسنابل المرج، ولا بأس ان يكون العدد الفا من وجوه اطفالنا ولا نتنافس في العشرات والباقون لا يدخلون ارقام اطفال المدينة والنوايا هي النوايا ولا يعرفها غير الله وصاحبها.

المخيم الصيفي بكل معانيه واهدافه ليس حرق ايام والغائها، بل ليس برنامجا لا نعرف بدايته ونهايته بل انه محطة في مسيرة طفل يبحث عن ضحكة وشهقة وقرص شمس تلفح وجهه البريء، والمخيم الصيفي ليس عنوانا لمشروع مسؤول واسقاط واجب بل انه مشروع تربوي يدخل صفحات طفل لا ينسى الماضي، واذا كنت أشحذ الهمم لسنة القادمة والعودة الى المخيم الاول في الارقام فهي مناسبة ان اعتذر لكل الاطفال الذين كانوا على موعد لقاء المخيم الواحدِ والعشرين، ولقاء معلم الذاكرة الذي لا ينسى فإنها مناسبة ان نشد على يد كل من فتح خيمة وشد اوتادها مستذكرا اقوال الشاعر توفيق زياد "واعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك" وماء على وجههم وانتماء على رسمات وجههم وعروقهم وفجر على مدينة ما زالت تحلم بطفل يولد من جديد.