[x] اغلاق
عن أمور صغيرة في قضية كبيرة
13/7/2012 12:50

 

عن أمور صغيرة في قضية كبيرة

زياد شليوط

دكتور- تور

أشير أولا إلى أني قمت بنحت التعبير أعلاه من كلمتي دكتور وديكتاتور ولا أقصد من ورائها ما قد يظنه القراء. والحديث يدور عن محاضر جامعي يحمل شهادة الدكتوراة، كان شابا واعدا في مطلع حياته، وأخذ يقلد أحد الأكاديميين والسياسيين الكبار في مجتمعنا ويروج لأفكاره، لكن ما أن اشتد عوده وبعدما تعلم قول النظريات حتى انقلب على معلمه، وأخذ ينحى منحى آخر في تقليده، فتارة يحاول تأسيس حزب سياسي على غرار ما نجح فيه غريمه، وتارة يكتب المقالات الممجوجة والمجترة في سعي ليحظى بلقب مفكر.. لكن هيهات.

ذاك الدكتور والذي خرج علينا بتقليعة الديمقراطية وكأنها من صناعته، يصول ويجول في الآونة الأخيرة هجوما على النظام السوري الوطني وتأييدا لعصابات الارهاب المأجورة وهذا شأنه! لكن حضرته لم يكتف بذلك بل نصب نفسه قاضيا وحاكما، حيث أخذته الحماسة على أحد المنابر وأعلن أن كل من يؤيد النظام السوري المجرم برأيه فهو مجرم مثله. هل سمعتم مثل هذا الكلام إلا من انسان فقد رؤيته وبوصلته، كيف يمكن لمن يدعي الديمقراطية والعدل أن يصدر حكما هكذا بتجريم كل انسان يقف الى جانب النظام السوري الوطني الممانع؟ من أعطاه هذا الحق ومن أين استقاه؟ تخيلوا لو أن من يدعمهم حضرة المحاضر يستولون على الحكم في سوريا، كيف سيتصرفون مع خصومهم ومن يخالفهم الرأي والموقف؟ أي مشانق عادلة سينصبونها لهم؟ فاذا كان المحاضر المنظر والدكتور والذي أثبت أنه ديكتاتور صغير يتكلم بهذه الطريقة الجاهلية، ماذا نتوقع من أفراد العصابات والمأجورين والقبليين؟

عصفورة بلهاء

عصفورة تحاول أن تكون ظريفة، لكن ظرفها كثيرا ما يتحول الى غباء وبله. في عددها الأخير هاجمت العصفورة الرئيس بشار الأسد ونعتته بالأرنب، وسخرت منه طالبة منه أن يسقط طائرة اسرائيلية ولو بالغلط.. حقا اللي اختشوا ماتوا.. فوقاحة العصفورة هي وقاحة من صناعة اسرائيلية خالصة وتأتي لتطالب الأسد باسقاط طائرة اسرائيلية.. وما دامت هذه رغبتها لماذا تطالب غريمها بها ولا تطالب حلفائها ومحبيها من المعارضة السورية.. لماذا لا تظهر لنا العصابات الارهابية بطولاتها في الجولان بدل أن تظهرها في حمص وحلب ودرعا وغيرها.. وبهذا تحرج الأسد.. وأشد ما يثير السخرية في مهاترات العصفورة أنها حملت صورة صدام حسين الرئيس العراقي السابق والذي اعدمه الأمريكيون دون محاكمة، وهي تتباكى عليه وعلى عصره.. فأين الحصافة يا عصفورة، فاحبسي دموعك على صدام لأنك ستذرفيها غدا على بشار اذا تحققت أمنياتك، لا سمح الله!!

الأسد ملك

هللت بعض وسائل الاعلام للافتة الكبيرة التي ظهرت قبل نحو شهر في الناصرة تقول "الأسد حيوان"، وادعى البعض حيرته في معناها الواضح، وتساءل البعض عمن يقف وراءها، وسرعان ما تبين هشاشة من بادر الى هذا الاعلان وهامشيته في المجتمع العربي، ولم تتعد القصة حب الظهور والتذاكي الغبي. سئلت حينها حول الاعلان ومدلولاته، ولم أظهر أي ضيق حوله ولم آبه له، ولما سئلت في ذلك قلت ما الغريب والجديد في هذا الاعلان؟ فالأسد حيوان وهذه حقيقة علمية وطبيعية.. واذا ذهبنا بعيدا فالانسان أيضا حيوان ويضيفون اليه ناطق. أما إذا أراد البعض اهانة الرئيس الأسد تحت مظلة الديمقراطية الاسرائيلية فهنيئا لهم. لكن نسي أولئك العباقرة أن الأسد هو ملك الحيوانات جميعها، فاذا كان الرؤساء والملوك والأمراء العرب حيوانات فان الأسد هو ملكهم وكبيرهم وراعيهم. كما  أن الأسد لقب بملك الغابة فاذا كان العالم العربي اليوم عبارة عن غابة، فان الأسد ومن منطلق مسؤولياته العليا يقوم بواجبه البديهي بالحفاظ على غابته وحدودها وسكانها، خاصة اذا ما هاجمها الأعداء من خلال ضعاف النفوس والمأجورين والضالين، فلماذا يستكثرون عليه قيامه بواجبه وتحمل مسؤولياته، أم يريدون من الأسد أن يهرب من غابته وبهذا سيعيرونه الى ابد الآبدين؟

مؤسف

من المؤسف أن ألتفت الى ما جاء في وريقة محلية تعيسة من انتقاد لموقفي من الأزمة السورية والذي علمت به قبل صدور النشرة، وعلقت أنه اذا كان هذا المأخذ الوحيد لصاحب الوريقة عليّ فاني فخور بذلك.. لكن ماذا عن المآخذ العديدة عليه؟ ويكفيني اعتزازا ما أسمعه من تعليقات مشجعة ومؤيدة وردود فعل ايجابية من الجمهور القاريء، على ما أسجله من مواقف في هذه القضية الكبيرة، وان من يعيش في عالم الأمس تتجاوزه الحياة وهكذا نفعل.