[x] اغلاق
شفاعمرو عاصمة الفرح
20/7/2012 11:07

 

شفاعمرو عاصمة الفرح

(احتفل الأسبوع الماضي بزفاف الدكتور ادوار عصام أبو الزلف، وبهذه المناسبة يوجه جد العريس السيد جبور اسطفان –خوري (أبو فريد) كلمة الى الأهل والأصدقاء وعموم الشفاعمريين تحمل ذكريات حميمية عبر صحيفة السلام)

باسم صهرنا أبو ايلي ومدامته رندا والعائلة نشكر كل من شاركنا فرحتنا بزفاف  حفيدنا الدكتور ادوار عصام أبو الزلف. إن ذبح الخرفان في أول أيام التعاليل ذكرتني بزفافي في ايام شبابي قبل رحيلنا من شفاعمرو الى حيفا. حيث كانت قطعان الغنم تأتي مع الرعيان من سوريا وتباع في شفاعمرو، وخاصة في مواسم أعياد الميلاد ورأس السنة المجيدة المباركة. كانت كل عائلة تشتري رأس الغنم وتشترك مع عائلة أخرى. حيث كان يذبح رأس الغنم ويعلق في البيت مقابل شبابيك مفتوحة للغرب على مثال ذلك دارنا، دار مبدى اسطفان التي كانت بجوار القلعة (السرايا) على رأس تلة تشرف على باب الحواصل، وشبابيكه ناحية الغرب لتشبع من الهواء الغربي البارد فتظل الذبيحة باردة مثل ما كان ابريق الماء باردا دائما، هكذا كانت حكمة الأوائل.

ويذكر التاريخ أن الفاتح عمرو بن العاص مرّ بشفاعمرو من حي عين عافية بالذات وشرب من ماء العين العذبة وكان مريضا فشفي، لذا سميت شفاعمرو بهذه التسمية. ومن نوادر الشفاعمريين الذين انتقلوا واقاموا في مدينة حيفا، أنهم كانوا يسألون بعضهم البعض في نهاية الأسبوع إلى أين وجهة سفرهم، وهم يعلمون أنهم قادمون لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء في شفاعمرو، لكن الجواب عندهم كان: إلى العاصمة! مداعبين بعضهم البعض. وهكذا أصبحت اليوم شفاعمرو عاصمة لا تقل عن عواصم العالم معالم وتاريخ وحضارة وديانات، إلى جانب انتشار العلم والثقافة فيها حيث تفخر بأبنائها في مجالات الابتكار والاكتشاف والفكر والطب والفن وغيره.

ومما أذكره عن محبة الشفاعمريين لبلدتهم وخاصة المغتربين، أن أخي يوسف اسطفان هاجر الى بيروت سنة 1948 وابنه ايلي كان طفلا. تعلم في بيروت حتى حصل على شهادة مدقق حسابات من الكلية الأمريكانية، وبعدها هاجر الى كندا وهناك عمل مدققا للحسابات، وكانت مهمته ان يتجول بين المدن، وبعدها حصل على وظيفة في مالية تورنتو وخلال مدة بسيطة ارتقى في وظيفته لدرجة مدير مدقق حسابات مالية تورنتو. والتحق به بعض أفراد العائلة ومنهم والده (شقيقي) يوسف، والذي توفي للأسف بحادث طرق، وقبل وفاته أوصى أن يدفن في مسقط رأسه شفاعمرو في مدافن العائلة الى جانب والديه. فقد كان المرحوم حنينه لشفاعمرو كبيرا وكان يزورها كل سنة صيفا. أخبرني ابنه بالوصية واهتممت بتنفيذها واتصلت بابن اختي السيد جلال نعوم. فأعلمني أن القانون الاسرائيلي يسمح بنقل الجثة رمادا، وبدوره اتصل بكاهن الكنيسة الأب نديم شقور واستشاره، وكان جواب الكاهن أنه حسب الديانة المسيحية يحرم احراق الجثة. وهكذا تم دفن جثمان أخي في تورنتو ولم تنفذ وصيته للأسف.  

فهذه شفاعمرو حق لها أن تفخر ببنيها من الشباب الواعدين كما تفتخر بأبنائها الذين أدوا أدوارهم جيلا بعد جيل، وأتمنى لهذه البلدة العظيمة بلدتي شفاعمرو، كل تقدم وازدهار وتطور في العلم والمعرفة والثقافة، وأن تعرف كيف تصون وتدعم أبناءها المخلصين والبررة. مبروك لحفيدنا ولكل من يحتفل بمناسباته السعيدة هذا العام.

باحترام

ابنكم واخوكم

جبور خوري

حيفا- شفاعمرو