[x] اغلاق
الأسبوع الأخير
20/7/2012 11:28

 

الأسبوع الأخير

 

 

زياد شليوط

23 يوليو

 

ثورة 23 يوليو من عام 1952، التي فجرها الضباط الأحرار في مصر بقيادة جمال عبد الناصر، هي أم الثورات الوطنية. قام بها طلائع العسكر بناء على  إرادة شعبية. ثورة قامت ضد الفساد والتبعية والاحتلال والاحتكار والاقطاع. ثورة وضعت حدا للحكم الملكي الفاسد. ثورة بنت صناعة وطنية وزراعة مصرية وتعليما مجانيا ومساكن شعبية. ثورة هبت تناصر الشعوب العربية وطلائعها الثورية وتتصدى لمؤامرات الاستعمار والرجعية. ثورة لولاها لما قامت ثورة 25 يناير، فأبناء الثورة الثانية رفعوا رؤوسهم عاليا كما دعاهم عبد الناصر، فرفعوا صوره وفاء وتقديرا في ميدان التحرير. ثورة نفذها ورعاها وحماها الضباط الأحرار وتصدوا لكل متآمر عليها. بينما الثورة الثانية والتي قام بها الشباب الوطني، جاء من سلبهم وسرق منهم الثورة ونتائجها وأخذ يفعل ما يريد. لقد قال المعلم جمال عبد الناصر أن الثورة الحقيقية هي التي تعبر عن الجماهير الواسعة، فهل تعبر الثورة الحالية في مصر عن الجماهير الواسعة، وهل اكتسبت تلك الجماهير ما توخته من الثورة؟ من هنا تأتي خطوة الأستاذ حمدين صباحي بالاعلان عن تشكيل التيار الشعبي في مصر، صاحب الثورتين الحقيقي.

بقرة ضاحكة

عندما شاهدت الرئيس المصري الحديث محمد مرسي، يضحك على عرض وجهه وهو يجلس أمام وزيرة الخارجية الأمريكية هلاري كلينتون، تساءلت ما سر هذا الضحك، ورأيت فيه نسخة جديدة وباهتة من الرئيس السابق حسني مبارك وهو يجالس الأمريكان. أما لماذا يضحك مرسي بهذا الشكل فأظنه كان سعيدا وهو يشرح لكلينتون كيف ضحك على الشعب المصري وانتزع منصب الرئاسة بانتخابات بدت ديمقراطية. أو ربما ضحك بهذه السعادة أثناء استعادة ذكريات خاصة مع كلينتون خاصة وأنه درس في أمريكا وعاش فيها ردحا من الزمن.

ماذا نتوقع من رئيس دولة مصر يستقبل أول ما يستقبل وزيرة خارجية أمريكا، ويزور أول ما يزور السعودية، ويتنصل أول ما يتنصل من لقاء التلفزيون الايراني خشية من سيدته أمريكا؟ ماذا نتوخى من رئيس اسلامي ينتمي لحركة الاخوان المسلمين التي طالما انتقدت بل وهاجمت الأنظمة العربية القومية واتهمتها زورا بالخيانة والانسياق للسياسة الأمريكية، واليوم يأتي بأفعال استنكرها دعاته بالأمس، فبربكم من الذي ينقاد للسياسة والمخططات الأمريكية ويتساوق معها؟ من الذي يفرط بالسيادة الوطنية ومن الذي يتلاعب بمصير الدول والشعوب؟ ونذكر مرسي بأن أصدق الأقوال والأمثال في مثل حالته، ذلك الذي يقول أن من يضحك هو الذي يضحك أخيرا، ويبدو أن كلينتون استوعبت معنى المثل أكثر من مرسي للأسف!

السيد الصادق

مرة أخرى يثبت لنا السيد حسن نصرالله أنه آخر السادة الأحرار في عالمنا العربي. ففي خطابه أمس الأول الأربعاء قدم تحليلا رصينا ومنطقيا لما يجري في المنطقة وخاصة في سوريا، وتحدث عن النظام الوطني السوري وما قدمه من خدمة للمقاومة. ويخرج علينا البعض  من عندنا يهاجمون السيد نصرالله بل يتطاولون عليه، وهم لم يصلوا بعد الى أخمص قدميه في السياسة والمقاومة.

هل يمكن المقارنة بين السيد الشيخ حسن نصرالله وبين شيخ عندنا من المحسوبين على الاخوان المسلمين، الأول يتحدث بلباقة وموضوعية واتزان في حق النظام السوري الوطني الداعم للمقاومة، ولأهالي قطاع غزة في حين تقاعست الأنظمة العربية الأخرى، بينما الثاني يوجه زعيقا مزعجا نحو سوريا يتهدد ويتوعد وكأنه جندي في النظام الأمريكي وينسى ويتناسى ما قدمه نظام الأسد من حماية ورعاية ودعم لجماعته، ومع أول يوم انقلبوا عليه وقدموا له "جزاء سنمار" على أفعاله تجاههم. فأين الثرى من الثريا؟

هارتس الى الحضيض

عرفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية بجديتها وليبراليتها، ونظر اليها كصحيفة مختلفة عن سائر الصحف الاسرائيلية.. ومع ذلك فان "هآرتس" ظلت صحيفة صهيونية واسرائيلية تلتزم بالاجماع الصهيوني في الملمات والمحن مثل زميلاتها الأخريات. لكن لم نتوقع يوما أن تنزلق "هآرتس" الى مستوى الصحف الصفراء، وأن تهوي نحو الحضيض. ولم نستغرب موقفها من الأزمة السورية، الذي لم يخرج عن الاجماع الصهيوني بالعداء لنظام الأسد التقدمي والوطني والممانع يوما، لكنها خرجت يوم أمس عن لياقتها الصحفية ليس في موضوع سياسي بل رياضي! ففي تقرير يتحدث عن البعثة الرياضية السورية الى لندن، ولقاء أعضاء البعثة مع الرئيس بشار الأسد- وهذا يحدث في كل الدول- نعتت الصحيفة الرياضيين السوريين بالكلاب! وهذا ما لم أصدقه لأول وهلة فعدت ثانية وثالثة لأقرأ ما كتبه الصحفي "المحترم" من هآرتس والذي كتب أن الرياضيين السوريين جلسوا أمام بشار مكتوفي الأيدي، خاضعين وخنوعين كالكلاب! أي نعم هكذا ينعت أحد الصحفيين المستكلبين في "هآرتس" الرياضيين السوريين.

وردا على هذه الاهانة قررت ايقاف اشتراكي بالصحيفة منذ يوم أمس.

برقية

لا يظنن الوضيع أن الكرسي ممكن أن يرفعه الى مصاف الناس المحترمين.

1
.
بطرس
20/7/2012
ولا كلمة عن ممزق الانجيل