[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
10/8/2012 10:48

 

نسمات شفاعمرية

بقلم زايد خنيفس

منحة دراسية والمسافة بين المكسور وشفاعمرو امتار

حضرت هذا الاسبوع حفل توزيع مئة منحة دراسية على الطلبة الجامعيين في قرية بئر المكسور التي لا تبعد عن شفاعمرو كثيرا، بل تربطنا علاقات الجيرة منذ سنوات بعيدة. واقيم الاحتفال في متنزه شفاعمرو بحضور رئيس واعضاء المجلس المحلي، وكانت مناسبة للقاء ابناء القرية في الشهر الفضيل على وجبة افطار، واكثر ما لفت نظري حديث الرجل الاول في القرية الدكتور ياسر حجيرات، عندما ذكر بان هناك ستة وعشرين طالبا من قريته ينهل علم الطب في معاهد البلاد وخارجها، كما كانت كلمات فضيلة الامام الشيخ علي ابو سمرة، ابن صفي في ايام الثانوية عندما تحدث عن اهمية العلم وهي فريضة هامة على المسلم والمسلمة.

الاجيال الواعدة في بئر المكسور والتي ما زال حتى اليوم يتعلم قسم من ابنائها في مدينة شفاعمرو، وعندما لم يكن في الماضي مدرسة ثانوية حيث لم ينس رئيس المجلس المحلي في حديثه، بانه قام وبطريقته بتوفير مبالغ المنح الدراسية والتي وصلت الى مئتي الف شيكل من اجل دعم ابناء قريته في جزء بسيط من التكلفة السنوية، وما هي الامور في غالب الاحيان الا شحنات من الدعم والمعنويات ووقوف السلطة المحلية مع اعمدة المستقبل راسخة في الارض ومهب الريح واعاصير الزمان.

وعودة الى بلدي في لفتة من موقع متنزه شفاعمرو لتشاهد امامك بلد لا تعرف نهايته، وقد امتلأت سفوحه وهضابه وطرق نسماته في البيوت الامنة، ليبقى السؤال لماذا لا نحتفل بتوزيع المنح الدراسية على ابنائنا في معاهدهم ومناهلهم ونرفع العبء عن أهلهم! الا يستحق هؤلاء لفتة من المسؤولين الاوائل في الدوائر المستديرة؟! وهل لا نعرف توفير بعض الالاف من البنود والتحسين والضرائب لصرفها على منحة تمنح ابن البلد شحنة من المعنويات ورفع الهم؟! أم أن البنود فقدت أفضلياتها في سلم عمل المؤسسة الاولى؟ والطالب الجامعي والطالبة الجامعية قد ينسون الكثير في محطاتهم، لكنهم لا ينسون ولو للحظة من مد لهم حبال النجاة والصعود الى العلياء. والمسافة بين الجارة بئر المكسور ومدينتي بضع امتار والمساحة شاسعة بين الافكار. وفي الحالات كلها طالب يبحث عن حلمه والصعود بأحرفه وبين من التهوا في سخائف الاشياء.

دوري رمضان وضياع معاني الشهر الفضيل

ما يحدث من تطورات في العالم العربي ابعدنا كثيرا عن البرامج التلفزيونية في الشهر الفضيل، وعندما كانت حلقات باب الحارة تشدنا للجلوس في المجالس العائلية لتتحول هذا العام معظم البرامج الى خزعبلات من المطابخ النسائية، ولا اعرف العلاقة بين هذه الحلقات ومعاني الشهر الفضيل.

وقبل سنوات نظم دوري الشهر الفضيل وكان ملتقى اهل المدينة بكل طوائفهم، وما اجمل التسامح والمحبة في ايام مباركة تجمع الاحياء في الحي الواحد، لكن هناك من يرقد في الزوايا ولا يفهم الرسائل ومعاني شهر رمضان، فيختار العنف والكلمات البذيئة اسلوبا بدل الحوار مع الاخرين لينتهي الشوط الاول والشوط الثاني وابناء من ابنائنا يستلقون في المستشفيات، وملفات في الشرطة، واوامر اغلاق وحارة احتضنت الدوري بكل همومه تعاني الامَرين.

وهمسة لكل المسؤولين ونحن على اعتاب نهاية الشهر الفضيل لا تضيعوا معاني الشهر، والصوم عن الطعام ليس جوهرا بل قبول الاخرين وتسامحهم وذكر الله والتسبيح باسمه هو جوهرٌ، واعادة الحسابات من جديد مطلبا في الحفاظ على ابنائنا في كل مواسم السنة.