[x] اغلاق
أبحث عن مكان حبيبتي
17/8/2012 13:06

 

أبحث عن مكان حبيبتي

بقلم: مارون سامي عزّام

تجلس حبيبتي لوحدها في ديوان الضّياع العامر بالهواجس، لا تريد أن تعرف أن خنجر افتقادي لها قد سبَّب لي جرحًا يسيل شوقًا إليها... جُرح أعتني به يوميًا في غرفة ذاكرتي لئلاّ أهمله... ليتها ترى كيف أتعذّب من قسوة فراقها الذي عزَلني عن مكانها. عندما أعثر عليها، سوف تكون عودتها مثل نجمة سينمائيّة غابت عن الشّاشة الفضيّة لسنوات طويلة وعادت مجدّدًا...

تريد أن تُعيد ترتيب أوراق تفكيرها، وضريبة البعاد هي إعلانها يوم الغفران غير المبرر في مرافق حبّنا، فتعطّلت فيها الحركة. إنّي على يقين أنها لم تتخلّ عني لأنّي أعرفها جيدًا. فسبب اختفائها أنّها تريد مداواة التهاب الغيرة في تفكيرها المتهوّر، وذلك عندما رأت إحدى المعجبات تجاملني وأنا بادلتها بالمثل.

لقد صرتُ مثل راهبٍ يعيش في دير الخلاص من عذاب بعادها عنّي... وبدأت تسيل من شمعة وفائي لها دموع نسياني لها رويدًا رويدًا، فلسعتني لتوقظني من وهمي هذا... ليتها تتخيّل ذهولي عندما سمعت أنّها عالقة في فوّهات المجتمع، تقذف عليها آلاف الشّائعات لتحرق سمعتها الطيبة. عندما تعود ستتحوّل دموع أسفها إلى مياه صابونيّة، لتغسل العذاب والأسى الذي سبّبته لي تلك الشّائعات المغرضة، بعد أن تركت أفواه المجتمع تؤرّق جثّة شقائي الصّامتة طوعًا.

لو كانت قطّة أليفة وطردتها منه، لعرفت طريق العودة إليه، ولكنّها هربت حتّى يخمد ثوران بركان غضبها منّي. حبيبتي... أتمنّى أن أكون أوّل المهنّئين بعودتكِ سريعًا إلي، فأصادر قطاعات المجهول التي أحاطتني، لكن للأسف فحياتي ما زالت تعاني من سطوة كوابيس ليليّة فاجرة تريد تقييد عزيمتي وإحباط إرادتي، كلّما هممت بالبحث عنكِ.

تمنّيت أن أكون محققًا سريًا مع الفتيات اللواتي يعرفن مكانها، فأستجوبهن بطريقة أدبيّة، حتّى أجمع بعض المعلومات عن مكانها السّري، أو أنشر صورتها التي أهدتني إياها يوم عيد ميلادها في مواقع الإنترنت. كم تمنّيت أن أكون عرّافًا، لأرى من خلال الكرة السّحرية مكان تواجدها، هل هي في أصقاع الجفاء؟! أم تأرجحها أرجوحة الأيّام المعلّقة على حبال الأشهر القاسية ما بين حزني وجزعي، تلوّح بها أعاصير الغربة حتّى تُدمّر آخر نفق أمل، تعود منه...