[x] اغلاق
لبنان متخلف 30 سنة في مكافحة التدخين
1/6/2009 12:56

يعتبر لبنان جنة للمدخنين حيث يمكنهم العمل وتناول العشاء وتصفيف الشعر وهم يمارسون «هوايتهم» المفضلة من دون اي قيود او شعور بالذنب.وتواجه المجموعات المناهضة للتدخين في هذا البلد صعوبات في اسماع صوتها حيث ان الحكومة لا تهتم كثيرا بهذه المسألة.

ويعتبر سعر السيجار الكوبي في الاسواق اللبنانية من الادنى في العالم كما ان سعر علبة السجائر لا يتجاوز الدولار الواحد ويكاد القارىء لايرى ما عليها من تحذيرات من مضار التدخين والمكتوبة بخط صغير جدا.

ويقول رئيس قسم علم الامراض في الجامعة الاميركية الدكتور غازي زعتري «ما ان يصل المرء الى لبنان فانه يبدأ في المعاناة من ضيق النفس..بالنسبة للتدخين يعتبر لبنان كارثة صحية».

ويعطي جورج سعادة طبيب الامراض القلبية ومدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين في وزارة الصحة اللبنانية صورة مماثلة.ويقول باسف «الحكومة اللبنانية لا تقوم بشيء على صعيد مكافحة التدخين» معتبرا ان الوضع السياسي المضطرب مسؤول جزئيا عن التساهل في هذا الموضوع. ويضيف ان برنامجه الذي يحتل مكتبين صغيرين في الوزارة لا تتجاوز ميزانيته 20 الف دولار سنويا لا تمثل قطرة في بحر الملايين المستثمرة في صناعات التبغ.

ويقول سعادة لوكالة فرانس برس «شركات التبغ نافذة جدا في هذا البلد وتشارك في الكثير من الانشطة ما قد يعتبر ايضا تضارب مصالح». ويوضح «انها ترعى حفلات موسيقية وبرامج تلفزيونية ولقاءات رياضية حيث توزع السجائر مجانا احيانا»..نراها احيانا ايضا في مجمعات التزلج. فحيث يتواجد الشباب تتواجد شركات التبغ». لكن مدير شركة فيليب موريس لمنطقة الشرق الاوسط وهي اكبر مورد سجائر في لبنان يرفض هذه الاتهامات. ويقول اميل مكرزل «اننا نروج منتاجانتا للمدخنين البالغين فقط ونحن متشددون جدا في هذا الشأن»

ويلفت العاملون في المجال الصحي إلى ان عدد المدخنين في لبنان من اعلى النسب في المنطقة وان حالات الاصابة بامراض السرطان المرتبطة مباشرة بالتدخين ترتفع بشكل كبير.وتقول الاوساط نفسها ان 3500 شخص يموتون سنويا من امراض مرتبطة بالتدخين. ويوضح سعادة «في السنوات الخمس الاخيرة شهدنا ارتفاعا بنسبة 17% في امراض القلب في حين ان الولايات المتحدة شهدت تراجعا بنسبة 17% خلال الفترة نفسها».

وللمفارقة فان بعض الشركات المحلية التي تسوق سجائر هي ايضا وكلاء لادوية مضادة للسرطان.
وما يثير القلق خصوصا هو الميل الكبير الى تدخين النرجيلة اذ ان المدخنين ولا سيما المراهقين منهم يظنون انها اقل ضررا من السيجارة.

وتقول ريما نقاش الاستاذة في الجامعة الاميركية في بيروت التي تقوم ببحث حول الموضوع «نواجه كل يوم ادلة جديدة على اضرار تدخين النرجيلة المنتشر في صفوف كل الفئات العمرية لكن خصوصا في صفوف الشباب»موضحة انه بالاستناد الى دراسة اجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2005 فان 60% من شباب لبنان بين سن 13 و15 عاما يدخنون السجائر والنرجيلة او السيجار وهي اعلى نسبة في المنطقة..وتقول «اننا في لبنان متخلفون 20 الى 30 سنة الى الوراء بشأن مكافحة التدخين لكن يمكننا ان نتعلم من تجربة بلدان اخرى».

ويقول زعتري ان «صناعة التبغ تعلم ان الشرق الاوسط من المناطق التي تقل فيها كثيرا قيود او ضوابط التدخين مقارنة بمناطق اخرى حتى في آسيا وهي تاليا تستخدم دولا مثل لبنان لتصريف منتجات لا يمكنها ادخالها الى دول اخرى».

ويوضح «انها تهتم خصوصا بالشباب لان ما ان يعلق المرء يظل عالقا مدى الحياة».
واظهرت دراسة اجريت في 40 مطعما في البلاد بالتنسيق مع كلية هارفارد للصحة العامة ان نوعية الهواء في هذه الاماكن خطرة وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية.