[x] اغلاق
هنيئاً لك يا حسون
23/8/2012 11:59

 

هنيئاً لك يا حسون

بقلم امير خنيفس

يتفق المحللون السياسيون حول أهمية أول مائة يوم من فترة كلّ من يملئ وظيفة رسمية أو سياسية.

 يبلورمن خلالها المواطن فكرة عن المواضيع الاساسية التي يريد النائب أن يتبناها خلال فترته البرلمانية.

وها قد مرَّ مائةِ يومٍ منذ أن دخل أكرم حسون البرلمان الاسرائيلي لنحيه جميعاً بأجمل التهاني القلبية.

فما أن توقفت نبضات قلب جدعون عزرا حتى إمتد خطاب حسون من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وعلى جميع المحاور والمسارات السياسية، مطالباً باعفاء الجنديات الإسرائيليات من فترة تدريبات عسكرية ورئيس الحكومة بإحياء العمليه السلميه.

وبإسلوبه هذا يكون حسون قد إنضم بنجاح باهر الى خمسة نواب يصيحون في قنّ البرلمان الإسرائيلي، حيث يعملون على نفس المنهجيه دون تعاون او اهداف استرتيجية، وإنما للإعلام المحلي ولمواقعنا الإلكترونية.

 نائب يصيح إلى الشمال ويتغنى على ألحان موسيقى الديمقراطية السورية، وينادي بالتواصل بعد أن سُلِبَتْ منه بطاقته الحزبية.

ونائب يصيح إلى الجنوب ويبشرنا بالخدمه الوطنية. فقد غاب عن الدرس الأول في المدنيات، يتعلم فيه الطالب بأن الأوطان تُنْشئ لتخدمَ شعوبها وليس للعبودية.

ونائب قد دخل حالة من الغياب بعد أن تمَّ ربط زعيمهُ بإنابيب التنفس الاصطناعية، يخاطبنا بين حين والاخر بخبرٍعاجلٍ لا علاقةً له بأمورنا اليوميه.

ونائب يتغنى على ذكريات حزب العمل, ولكنه ما زال لا يعرف إن كانت قد دقت ساعة العمل, فقد دخل البرلمان لينقذ من كان بقائد أركان وإلى أن يأتي الأوان يلاعب سلطة الجنائن المحميه.

أما نائبنا اليمينّي فقد أثبت نفسه بحق وجدارة، ومن خلال وظيفته التنفيذيه حقق ما لم يحققه أحدٌ من الوزارة, من أهمها خللٌ في الهويه وقريةَ درزية على أعلي جبالنا الجليليه.

والحقيقه بأن نجاح حسون ورفاقه هو نجاحي أنآ...، بعد أن أستاطعت الدوله بأن تنمي في أعماقي كره الطائفية وحبي للإنفرادية.

فبعد أن أنهيت دراستي الاعدادية أصبحت ضابطاً عسكريأ أتحدث إلى أصدقاء الطفوله من خلال أكتافي الحديدية، هذا بعد أن غيرت إسمي وإسم عائلتي بأسماء عبرية. 

وفيما بعد إلتحقتُ بسلك الحدود الأمنيه فأنتقلت للسكن في إحدى المستوطنات اليهوديه، وإن زرت أهلي يوماً انظر اليهم بنظرةٍ إشكنازية، وأعاتبهم على عدم إستعمالهم الكلاسين الخيطيه.

وتقديراً لما قدمته من خدمات سُنِحَ لي بأن أكمل دراستي الجامعيه، فَعُيِنْتُ موظفاً حكومياً ومديراً  لقسم المعارف ودراسات الأقليات الدينيه، من أهم إنجازاتي كانت تغير تراث طائفتي بما يتطابق مع أهداف الحركه الصهيونيه.

ولكني سئمتُ من دوام الصباح، فقررتُ بأن انتقل إلى السجون الليلية, أحاصرُ ظلي دوماً من وراء القضبانِ الحديديه وأبشرُ أهل قريتي بأهميةِ تغيير السلطه بأساليبِ ديمقراطية.

واخيراً عُيِنْتُ سفيراً لإحدى الدول الإسكندنافية كمتحدث أول بإسم الحكومه اليمينية، هذا بعد أن ترعرعت أجيالٌ على مواقفي الوطنيه.   

وبهذا يكون نجاح حسون ليس أكثر من تنفس إصطناعي في فم جثتنا  الملقاة على مشارف الحدود الشماليه، ومرأة حقيقيه لهويتنا المكسره وللتناقض الذي يميز حياتنا اليوميه وأحلام شبابنا المستقبليه. 

فشكراً لك يا حسون على كلِّ ما قدمتهُ لنا من شهاداتٍ جامعية ومساعداتٍ برلمانية، سألين مجلسنا الديني بأن يباركَ نجاحك بشهادات تقديريه، فلربما تكون أول المنتخبين اللذين ينهون فترة نيابتهم بدون إنتهاكات جنسيه أو ملفات جنائية. 

وبهذه المناسبة السعيده، إسمح لنا بأن نكرمك بالهتافات والدبكات الشعبيه في احدى ساحتنا العموميه، لربما تنجح يوماً أنت ورفاقك بأن تربطوا حارات شبابنا بالشبكه الكهربائيه.