[x] اغلاق
بركة: إسرائيل تحاول تنفيذ مخططات فشلت قبل 61 عاما
2/6/2009 18:14

*المؤتمر ينعقد بحضور شخصيات فلسطينية قيادية، وممثلي الجاليات الفلسطينية في دول أوروبا*

من كوثر سلام- فيينا

شارك النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في مؤتمر الجاليات الفلسطينية في أوروبا، الذي عقد في مطلع الأسبوع الجاري في العاصمة النمساوية، إلى جانب قادة بارزين في منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية، وفصائل فلسطينية مختلفة، من بينهم الشخصية الفلسطينية البارزة فاروق القدومي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد والشيخ تيسير التميمي، وماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرهم.
وكان ممثلو الجاليات الفلسطينية في الدول الأوروبية المختلفة قد شاركوا في هذا المؤتمر وتداولوا في كيفية بناء اتحاد للجاليات الفلسطينية، وفي مسألة التمثيل وتركيب الهيئات.
وألقى النائب بركة كلمة شاملة عن التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، خاصة على التراب الفلسطيني، إن كان في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، أو على مستوى الجماهير العربية في البلاد.
وقال بركة، إن إسرائيل تحاول تنفيذ مخططاتها التي فشلت بها قبل 61 عاما من النكبة. وتساءل حول حاجة إسرائيل إلى الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة، وقال إن يهودية الدولة ليست شأنا إسرائيليا داخليا، وأضاف، ان تعريف هذه الدولة قام على أساس النكبة وانقاض شعب كامل. فلماذا يريد الطاغية انتزاع الاعتراف بيهوديته من ضحيته؟ وأجاب لأنه يريد انتزاع بصمة فلسطينية وانتزاع اعتراف فلسطيني بان ما حصل له من نكبة وتشريد ولجوء في عام 1948 كان قدرا ومصيرا محتوما على الشعب الفلسطيني وما عليه سوى أن يعترف بذلك وشطب حق العودة حتى قبل اي عملية تفاوض. وان من بقي في الداخل من الفلسطينيين فهم مرشحون للتهجير.
وتوقف بركة عند حالة الانقسام الفلسطيني ودعا الى رأب الصدع على أساس المشروع الوطني وعلى أساس التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى أساس الاحتكام للشعب في موضوع السلطة الوطنية، كما أكد انه لا يجوز إعلان مزاد علني لتأبين م.ت.ف  والحركة الوطنية الفلسطينية، بسبب وجود سلبيات وإخفاقات فلا يجوز قذف الطفل مع الماء الوسخ.
وتطرق بركة إلى أهمية انعقاد مؤتمر لاتحاد الجاليات الفلسطينية مع ضرورة بذل الحد الأقصى من الجهود للتواصل مع كل الجاليات التي لم تحضر واعتماد آليات ديمقراطية في كل الجاليات الفلسطينية.

وحدة الصف الفلسطيني

وتحدث فاروق القدومي في كلمته حول جملة من التطورات التي أصبحت ايجابية في المنطقة. وقال لقد أصبحت قضية فلسطين قضية عالمية. وقد قال رئيس وزراء بريطانيا  ان 70% من مشاكل العالم اذا رددناها لأصولها فإننا نجد ان قضية فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي يشكل ما نسبته 70% منها.
وقال القدومي إن الشعب الفلسطيني لا يريد ان يكون في خصام مع الدول العربية. كما تحدث حول أجندة حماس والسلطة الفلسطينية مشددا عان أجندتها لا تمثل أجندة حركة فتح. ووصف المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل بالعبثية حيث ادت تلك المفاوضات المزعومة الى سرقة ما تبقى من الارض الفلسطينية تحت مسميات التفاوض الذي يصب في مصلحة أميركا وإسرائيل.
ودعا نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تيسير قبعة في كلمته الى الوحدة الوطنية قائلا علينا ان نتوحد بغض النظر عن انتماءاتنا وفصائلنا وعلينا كسب الرأي العام الأوروبي بمثقفيه وجامعييه وموسيقييه كما يتوجب علينا بناء الجيل الفلسطيني في اوروبا. كما وعد من جانبه على العمل من اجل الإصلاح في المجلس الوطني الفلسطيني من اجل لن يكون هناك مجلس وطني جديد مبني على اسس انتخابية وتمثيل بأعلى نسبة ممكنة.
من جهته تحدث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد بالانابة عن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس حول تاريخ القضية الفلسطينية والنكبة وانعقاد المؤتمر الاول لاتحاد الجاليات الفلسطينية في الشتات، وركز في كلمته على ما آلت اليه الاوضاع بعد النكبة وحتى تاريخ يومنا هذا.
وندد خالد بالسياسة الإسرائيلية الهادفة الى مواصلة بناء المستوطنات وتهويد الارض الفلسطينية وهدم المنازل ومواصلة الحصار وتفكيك الوطن مشيرا الى استمرارية إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري واقامة المزيد من الحواجز العسكرية على مداخل مدينة القدس والمدن والقرى الفلسطينية.
هذا ونقل قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير رجب بيوض التميمي تحيات الشعب الفلسطيني الى المؤتمرين الذين يطمحون في حق العودة. واسترسل في حديثه حول اجراءات الاحتلال القمعية وحرب الإبادة والتطهير العرقي في القدس وسائر انحاء الوطن مذكرا في كلمته بمواقف الشرفاء  التاريخية والتي لا يمكن ان تمحوها الذاكرة.
كما كشف التميمي في سياق كلمته عن الموقف التاريخي للرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات: وقال لقد مورست عليه كل الضغوط في كامب ديفيد من اجل انتزاع اعتراف منه بآثار يهودية تحت المسجد الاقصى المبارك الا انه رفض ذلك متحديا تهديد الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون نيابة عن اسرائيل. ذلك التهديد الذيقال فيه كلينتون: "ستحدث تغيرات جذرية في المنطقة رغما عن الكل وستكون انت جزاء منها" . وقد رد عليه الشهيد ابو عمار في حينه قائلا: "من الان ادعوك لحضور جنازتي".
من ناحيته قال المطران عطا الله حنا ان حق العودة للاجئين يجب ان يكون قبل القدس وقيام الدولة. وقال إن القدس تتعرض لمذبحة حضارية في كل ساعة حيث ان وتيرة التهويد سريعة وفي مسابقة مع الزمن وهي وتطال كل الفلسطينيين وجميع مناحي الحياة. وطالب الجاليات الفلسطينية في الشتات  بعدم التعاطي مع حالة الانقسام الفلسطينية والتمسك بالوحدة منبر لها. كما طالب الأب عطا الله الجاليات الفلسطينية في الشتات بان أسسوا لهم لوبي فلسطيني. ووصفهم بانه سيكونون أقوى من اللوبى اليهودي اذا ما فعلوا ذلك وهم قادرون على فعل ذلك.
وقد صبت كلمة  د. ماهر الطاهر عضو المكتب السياسى للجبهة الشعبية  في ذات الاتجاه ودعت الى وحدة الصف لمواجهة التحديات وبناء منظمة التحرير وانهاء الانقسام سريعا مؤكدا على حق الفلسطينيين في العودة و مقاومة الاحتلال. وقال الطاهر ان حليفنا هو من يقف ضد إسرائيل. هذا فيما طالب المشاركون في المؤتمر العام الاول لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات  الفلسطينية في الشتات (اوروبا) ان تكون الجاليات الفلسطينية احد اهم عوامل توحيد الصف الفلسطيني وجزءا فاعلا من القرار الوطني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.

النكبة والقرى المدمرة في صور

هذا وفي الجلسة المسائية من اليوم الاول من انعقاد المؤتمر قدمت الصحفية مقبولة نصار من عرابة البطوف عرضا مصورا حول القرى المهجرة والمدمرة خلال النكبة وبعدها لاقت استحسانا وارتياحا لدي المشاركين الذي صفقوا لها كلما عرضت صور قراهم ومدنهم التي رحلوا منها.
وقالت نصار بان أمها هي من ساعدها على القيام بهذه المهمة الصعبة وانها هي وحدها التي كانت على مقدرة على تسميات القرى المهجرة والمدمرة بأسمائها العربية وذلك بعد ان عمل الاحتلال على استبدال اسماء القرى الفلسطينية بمسميات عبرية واستيطانية. وذكرت نصار بان العديد من القرى الفلسطينية طمست آثارها تماما وهدمت واقيمت على انقاضها مستوطنات يهودية.
وقد تلا عرض نصار لفيلمها الوثائقي المصور فقرة شعرية وغنائية وموسيقية قدمها شاعر الثورة الفلسطينية ابو عرب. كما قدمت فرقة التراث والدبكة الفلسطينية رقصة وعرضا للفلوكور الفلسطيني.