[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
21/9/2012 12:03

 

نسمات شفاعمرية

بقلم زايد خنيفس

ايهام قدور وحكيم كيوف وكرمل هدية الله..

الكرمل جبل اهداه الندى بصفائه لاسراب العاشقين والمحبين، ومن اخلصوا بأرواحهم  للأحرف الاولى للقاء الاول نحو بناء اعشاش الحياة واستمرارها، والكرمل هدية الله الاولى للخلائق في بقعة اشتاقت حورياتها لبحورها وامواجها في اسفل الخاصرة، والكرمل وان احترقت اشجاره مرة فإنها هناك تعود في الظلال تتمايل مقابل النسائم الاتية من جهة الازرق، والكرمل يعرف تضميد جراحه ووقف النزيف من فراشة طارت وارتفعت والتقطها الكرمل بأحضانه ثانية، واهل الكرمل محظوظين في امتداد بقعتهم المقدسة، لكن الشيطان يملك المساحات الواسعة بخبثه ويرتفع فوق الجبل بحقده ولا يعرف التعب والملل وافواهه مفتوحة في كل الاتجاهات. والكرمل يعرف تضميد جراحه والخروج من دائرة الحريق واكتوائه، والصبية ايهام قدور شاهدتها في المرة الاولى في دائرة الصور الموزعة عبر المواقع المختلفة، لكنها كانت زنبقة التقطتها تضاريس الكرمل وحولتها زهرة وفراشة وحلما في امتداد الانحدار من الكرمل حتى خاصرته، والموج المرتفع من البحر يغسل اخطاءنا ويمسح دموعنا لتنام في وسادة الاحبة، ومن ناموا وحلموا بطرحة بيضاء تكتسي وتغطي كرملا حزينا فقد في لحظة شيطانية روحين. وحكيم كيوف من وجوهنا ونفس من نفوسنا ودالية من عنبنا والغموض المكتنف في رحيل المرحومين يبقى ضمن التفاصيل التي تحتاج لانقشاع الضباب الكثيف عن وجه الكرمل، لكن تنظيم الاهالي مظاهرة صامتة تحت عنوان "لا للعنف" خطوة مباركة وجريئة تحتاج منا جميعا ترجمتها في عقول الاجيال الصاعدة الباحثة عن اجوبة للأمور المستعصية والحلول الشائكة لان خيار الموت واعدام الروح والنفس قرار خاطئ وباطل في تعليم الله ودياناته ورسائل الرسل الاتية من السماء وكل الانحاء، وفقدان صبية وشاب في خطواتهم الاولى نحو الحياة واسرارها، ونحو الحياة وشقاها خسارة لا تعوض والبحث عن الاسباب حكمة ودليل في سبيل الدنيا فلا مكان ولا طريق للهامشين على صفحات الكرمل ومفاتيح اسرارها، والتشبث في الحياة وحبالها حكمة وهبها الله لخلقه، وما الحياة الا امل في الوجوه الجميلة وزرع النفوس في الحياة الجميلة حكمة ترويها عقول نيرة وتربية صالحة، ومغادرة الحياة الى العالم الاخر لا تتم الا بإذن الله ولا يملك احد مفاتيح مغادرة حياته فلا تسليم الا ما كتبه الله لنا، والحكمة ان نتعلم وان نغرس المحبة والحياة في نفوس اجيالنا الصاعدة وغير ذلك فنحن على خطأ ولا نستغرب حريق اخر لا تطفئه بحار العالم ..فسلام لمن غادر الدنيا وكان يحلم بزنبقة الكرمل والندى الساقط على وجهها.         

احياء للأزواج الشابة وامل للجسور الاتية 
الاحصائيات الرسمية والنسب المئوية في مدينة شفاعمرو تؤكد بان شرائح المجتمع وصل عدد سكانها اربعون الف نسمة في نسبته الساحقة من الاجيال الصاعدة والواعدة والباحثة عن مستقبلها، والذي يحتاج في افضلياته الى اقاليم ومناخات تربوية وتعليمية صحيحة تهيىء للنشء الجديد للمرحلة القادمة.

 قبل اسبوع شدتني الاعلانات في احدى الصحف العبرية والتي لم تخل صفحاتها وعناوينها في مشاريع لأحياء سكنية جديدة للأزواج الشابة في منطقة الكريوت القريبة، واعلانات اخرى عن مناطق لإقامة احياء سكانية جديدة، ولا مقارنة بين الوسطين العربي واليهودي لان التمييز ما زال في عناوينه في دولة ليست لكل مواطنيها، لكن الامر لا يمنع من المسؤولين في بلدنا من تنظيم بلدهم ووضع الاجيال الصاعدة والازواج الشابة  في برامجهم وتطبيقها، ولا نكتفي في الخرائط المعلقة والخطابات المعلقة لان حسم المعركة الاتية سيكون بأصوات هذه الشريحة والتي تعرف بل تدرك بان المجلس الاول بأعضائه تكليف وليس تشريف، وبناء المدينة على جسور القرن الواحد والعشرين اجتاز القطار في محطاته المصالح الضيقة والصغيرة، واكوام الكركار والزفتة السوداء وانتقل لمرحلة البناء الانسان الشفاعمري، ولا بأس بان نهمس بأذن رجال الاعمال من ابناء بلدنا خذوا دوركم وقراركم في رصد اموالكم في مرافق بلد خلقتم على ترابه واليه ستعودون حلما ومسكنا واحياء تحمل اسمكم قلادة على عنقكم.