[x] اغلاق
قداسة البابا بندكتوس سعيد جدا بنجاح زيارته التاريخية لوطن الأرز
21/9/2012 12:39

 

 

قداسة البابا بندكتوس سعيد جدا بنجاح زيارته التاريخية لوطن الأرز

 

 

 

 

 

غادر البابا بندكتس السادس عشر بيروت مساء الأحد الماضي، بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام شدد خلالها على أهمية إحلال السلام في المنطقة وعلى ضرورة تعزيز التعايش الإسلامي المسيحي.
وشارك في الوداع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزوجته ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزوجته ورسميون وممثلون عن كل الطوائف المسيحية والإسلامية.
وقال البابا في كلمته الأخيرة خلال الوداع أنه يصلي "من أجل لبنان لكي يعيش بسلام ويتصدى بشجاعة لكل ما يمكن أن يدمره أو يقوضه". وأضاف "أتمنى للبنان أن يواصل السماح بتعددية الأديان وعدم الإصغاء لصوت الذين يريدون منعها".
كما وجه البابا تحية خاصة إلى ممثلي الطوائف الإسلامية في لبنان. وقال "اشكر بشكل خاص كل الشعب اللبناني الذي يشكل فسيفساء غنية وجميلة والذي عرف كيف يظهر لخليفة بطرس حماسته عبر المساهمة المتعددة الأشكال والخاصة بكل مجموعة. اشكر خصوصا ممثلي الطوائف المسلمة وخلال زيارتي لاحظت إلى أي حد ساهم وجودكم في إنجاح زيارتي".
 
مشاركة واسعة وكبيرة لكل اللبنانيين احتفاء بزيارة البابا
أوجز رئيس غرفة الصحافة الفاتيكانية فيدريكو لومباردي في مؤتمر صحافي عقده في فندق "فينسيا" نشاط البابا وانطباعاته بالنسبة إلى زيارته لبنان التي استمرت 3 أيام.
وقال:" لقد تدفق اليوم اللبنانيون إلى مكان الاحتفال للترحيب بالبابا والمشاركة في القداس. نشكر الله على النعم التي أعطانا إياها اليوم، ونشكره على هذا اللقاء مع رأس الكنيسة. نحن هنا لنطبق الإرشاد الرسولي من خلال العيش الواحد الكريم على قاعدة احترام القيم الدينية والاجتماعية بما يخدم حقوق الانسان".
ثم بدأ لومباردي حديثه عن لقاء البابا الشبيبة في بكركي وقال: "نحن اليوم في هذا اللقاء الثالث والاخير لنظهر فرحنا بانساننا ومشاركتنا في ايام البابا الثلاث وبخاصة التنوع بقداس اليوم. وهذه خلاصة جمال الزيارة ولكن نعود الى البارحة الى اللقاء الرائع مع الشبيبة في الصرح البطريركي الماروني في بكركي الذي حضره اكثر من 26000 شاب وصبية. وشكل حضور رئيس الوطن والجمهورية العماد ميشال سليمان الى بكركي مفاجأة لنا، وهذه علامة واضحة لمستقبل لبنان الواعد بكل موزاييك المجتمع".
اضاف:"في حديث البابا للشباب، شجع قداسته الشباب لمواجهة كل التحديات والصعوبات وتخطي العوائق وطرح الاشكالية الخاصة بالشباب واعطاهم اجوبة كثيرة، وبخاصة توجه البابا ايضا للشباب المسلمين وكل شباب الشرق لكي يبنوا معا مجتمعا متماسكا كاملا يحمي الوطن بكل جذوره. كما، توجه بطريقة مباشرة الى الشباب السوريين مشجعا.
وتابع: "بالنسبة لعدد الموجودين في الساحة لحضور القداس من المؤكد ان عددهم فاق الالاف وتجاوز ال 350000 شخص وهناك مصادر عن اعداد اكبر، وهذا ما يدعو للسرور، تقريبا كان هناك 350 كاهنا للمناولة، ولم يتمكن من تناول القربان المقدس سوى 100000 شخص لعدم توفر القربان لهذا العدد الكبير من المشاركين في القداس، وهذه قمة الزيارة البابوية وقمة رسالة الكنيسة".
واشار الى انه تم "تسليم رسمي للإرشاد الرسولي للبطاركة والأساقفة وألقى قداسته كلمة تمنى فيها ان ينعم الله على ابناء الشرق بالوحدة والشراكة ليكونوا شعبا متماسكا ومعا يصنعون السلام. والرسالة الكبرى كانت طرح إشكالية المنطقة، منطقة الشرق الأوسط والربيع المنتظر، ومن هذه الناحية نظر الى سيدة لبنان وهي محطة حج للمؤمنين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وهي لهم ملجأ ومرجع للحماية من العنف والحرب. كما ركز على كرامة الشخص البشري وعيشه الكريم، وهنا دعوة الى الدول العربية ليعيشوا كأخوة معا في منطقة توحدهم على طريق السلام ليعيشوه ويبشروا به. والرسالة الأخيرة للبنان وسوريا والشرق تتحدث عن أهمية سلام القلب وتوقيف العنف ومنع السلاح الخطير، الذي يولد الإحراج الأخلاقي والحرب الدموية".
وقال:" ان البابا سعيد جدا بنجاح هذه الزيارة، والاستقبال الحميم والحقيقي في بكركي، انه علامة فرح وسلام، وهو مرتاح لهذه الزيارة ونجاحها المميز، راجيا من الرب ان يكون هدفه لجهة العيش المشترك والاستمرارية والتواصل، قد تحقق".
واردف:"من الطبيعي ان رسائل البابا هي لكل المنطقة وليس فقط للبنان، وخصوصا الكنيسة في شموليتها الغنية، وهذا يبشر خيرا بحصد ثمار السلام في الزمن القريب. ووجود البطاركة الكاثوليك اليوم على المذبح المقدس هو قمة الشراكة والوحدة للكنيسة الكاثوليكية ولكل الكنائس الأخرى المشاركة".
على صعيد حوار الأديان قال:"هناك محطات مهمة للمسيحيين والمسلمين، وفي كل أحاديث البابا لعيش الغنى في الاختلاف والذهاب الى العمق والجذور التي تذكر بالسلام، وليس فقط بالحروب والنزاعات، والسلام رسالة نسمعها ونعمل بها".
اضاف: "الاصداء كانت ايجابية بشأن الإرشاد الذي رحبت به كل الطوائف، وليس فقط المسيحيون، وهو بمثابة علامة وحدة وترحيب، لقبول مضمون إرشاد كتب بحب لهذا الشرق، وغايته فقط السلام، ومن لبنان ينطلق هذا الإرشاد الى كل العالم المشرقي لنحصد بعد فترة وجيزة ثماره ".
وعن دور الكنيسة في الحد من هجرة الشباب قال:"هنا الإرشاد الرسولي  الذي يدعوهم الى التمسك بأرضهم والبقاء في أوطانهم، ولكن علينا أيضا واجب المساعدة ماديا واقتصاديا واجتماعيا وتوفير الدعم الضروري لهم قدر المستطاع".
قداسة البابا يوجه الشكر لأهالي لبنان أجمعين
وجه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر  تحية شكر، لجميع الأشخاص الذين عملوا على إنجاح زيارته الى لبنان التي ستبقى مطبوعة في ذهنه، وختم مؤكداً لشعوب الشرق الأوسط كلِّها أنه يستمر في رفع الصلوات من أجلها، وعبر عن محبته وعطفه تجاه سكان المنطقة.
وذكر البابا أنه خلال الزيارة تسنى له لقاء ممثلين عن مختلف الجماعات الكنسية في الشرق الأوسط بالإضافة إلى قادة الجماعات المسلمة. وقال إنه تكلم من صميم قلبه إزاء الأحداث المأساوية والمؤلمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، كما عبر عن تشجيعه بالصلاة كل التطلعات المشروعة نحو السلام المنشود.
هذا وعبر الأب الأقدس عن امتنانه الكبير للجماعات المسلمة التي عبر قادتها عن ترحيبهم الحار به، لافتاً إلى أنه اقترح على هؤلاء رسالة حوار وتعاون.
جاء ذلك أثناء لقاء قداسة البابا يوم الأربعاء مع وفود الحجاج والمؤمنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. أوكل البابا في تعليمه الأسبوعي ثمار زيارته الرسولية هذه إلى العذراء مريم، سائلاً إياها أن تلتفت بتطلعات جميع سكان منطقة الشرق الأوسط، وشكر جميع المؤمنين الذين رافقوه بالصلاة كي تتكلل الزيارة بالنجاح وتعطي ثمارها المرجوة.
استعرض قداسة البابا بندكتس السادس عشر في كلمته جميع محطات الزيارة الرسولية، وأكد أن الهدف الرئيس لها تمثل في تسليم الإرشاد الرسولي ما بعد سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط إلى ممثلي الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والمنطقة بأسرها.