[x] اغلاق
نسمات شفاعمرية
5/10/2012 13:49

 

نسمات شفاعمرية

بقلم زايد خنيفس

"المؤسسة الاولى" وسر الثمار وقطفها

قطف الثمار لا يكون صدفة وان كان بركة من الخالق لخلقه، والشجرة المثمرة في البساتين تكبر فروعها في الاتجاهات والى الاعلى شاكرة يد فلاحها الممتلئة بالشوك والشقوق الجافة، وعرقه المسكوب من تقاسيم جبينه في اتجاه الارض الطيبة. والشجرة المثمرة الوارفة اليانعة تعرف صاحبها كما تعرف تربتها وتضاريس الارض ومناخها، والمؤسسة الاولى في كل بلد وان سمينا الطفل باسمه لنقول بلدية او مجلسا محليا تقطف ثمارها عندما تعرف واجبها ويعرف المواطن واجبه.

 وقبل اسبوع زرت مدرسة الشاملة "الف" والتي شاءت الاقدار ان تحمل اسم "والدي"، والتقيت بمديرها العام المربي سلمان كامل ابو عبيد في قضية طالب والاطلاع على نتائج البجروت، وخلال جلستنا شاهدت عين المربي نحو كاميرات المراقبة احيانا ليلتفت لحديثي تارة اخرى، والهدوء في كل المسارب والقاعات والمداخل والصفوف، ولا تشعر للحظة بانك في مدرسة يفوق عددها الف طالب رسموا على صدورهم شارتها وحلم لا يغادر عيونهم نحو غد جديد، وقطف الثمار في نتائج البجروت التي وصلت الى ثمانين بالمئة استحقاقا لم تكن صدفة، بل لان مسؤول عرف حجم المسؤوليات ومساحاتها وعرف بان على كتفيه حمل ثقيل، والهدوء والتمعن في الكلمات في داخل الصفوف والزوايا والمختبرات والمكتبة والكتب، يحتاج لطواقم مهنية تعرف ما تريد من طلابها وتعرف ان الثمر لا يعلو في انحاء الاغصان الا بالشوك والطريق الصعب.

والمؤسسة الاولى في البلد لا ترتقي لمستوى حمل اسمها، الا اذا كان الموظف يبدأ صباحه بختم بطاقة الحضور واعداد برنامج عمل وتنظيمه وتنفيذه، والانسان والموظف المناسب لا يمكن نجاحه الا اذا كان في المكان المناسب لان ثماره لبلد يصبو ويتوق لتقدم والنجاح، والعامل والموظف ما دام يجد قوته وطعامه من مؤسسة احتضنته ومنحته بطاقة يحمل اسمها فلا ينسى لثواني بان الانسان ضمير والاخلاص احرف اولى في الانسانية، فلا تدخل الى فمك كسرة خبز بدون تعب وعرق من جبينك، ولا تدخل لحساباتك قرشا الا بمخافة الله، والمؤسسة الاولى لن تعرف الطريق الصحيح نحو بناء مجتمع منتصب القامة، الا اذا عرفت اهدافها وعرفت بان ترتيب الاقسام وتنظيمها رسالة في الاحرف الاولى، لمؤسسة ناجحة تقطف ثمارها الاحياء والاحياء في السفوح المنتشرة.    

"حراك" مجمد وعناوين فارغة

ان تقتل الفكرة في مهدها جريمة في حسابات الضمائر، وان تجمد "حراكا شعبيا" في مهده مأساة في الحسابات الانسانية، وبقاء الفكرة عنوانا فارغا ينطلق في الهواء وينشطر فوق الغابات ليكتشف الحقيقة بعد برهة.

كانت البشرى "حراكا شعبيا" لوضع النقاط على الحروف، وتنظيم مؤسساتنا التربوية والتعليمية من البوابة الرئيسية حتى اخر صف واخر جدار، وملفات حملت نتائج البجروت مطلبا شعبيا تلقفه اطفال السياسة في استثمار قضاياهم الشخصية وغضبهم على مسؤول في رتبه العليا، فاستعانوا بحراك من اجل تجميده في الفرصة الاولى لتبقى الكلمات بدون نقاط واسطر بدون علامات استفهام، والعنف سيتجدد ما دام وضع الخطط والبرامج مجمد في الجوارير وقضايانا المركزية باقية في سطحية الاشياء، والحراك الشعبي في قواميس البعض لعبة في ساحات الالعاب، والربيع الشعبي وان تحقق في شرقنا لان من ورائه امة امنت بمستقبلها، رغم مساحات القبور والدم المسكوب في الشوارع وعلى الارصفة الجدران، وعلاج العنف ورفع التحصيل والاجواء والمناخات التعليمية وتحقيق المشاريع التربوية، لا يتم بطفرة مسؤول تحرك عفويا بل منهجا ودراسة ومهنية، والحراك الشعبي ليس كومة من القش تحترق لبرهة وتنطفئ، بل انه الطريق نحو الفجر.