[x] اغلاق
موفق خوري، وداعًا أيّها الرّجل
5/10/2012 13:50

 

موفق خوري، وداعًا أيّها الرّجل

   د. عاطف عبود

مروءة ووفاء، مقدرة ووداعة، وطنية صادقة وفراق قريب،هذه أحرف اسمك يا "أبو الرّفيق".

عرفتك يا أبا الرّفيق إنسانًا عصاميًّا دمث الأخلاق، حسن الطّويّة، صافي السّيرة وطيّب المعشر. تربطك بالمجتمع وشائج اجتماعيّة وإنسانيّة. كيف لا وانت سليل بيت عريق في الأصالة، من كلا الجدّين. لذا كنت مقدامًا أصيلا، متجذّرا بالكرم والإباء، حليما نبيلا صادقا أمينا، وفيّا شجاعا معطاء من غير حدود وصاحب رسالة، يا صاحب القلب الكبير والابتسامة العريضة. ذقت مرارة اليتم غضا، فتحديت الفاقة والعوز وكنت لإخوتك أبا وأما وأخا ومرشدا وسندا في كل حين. يافعا أقمت بالمحبة أسرة فنعم العائلتين.

كرّست حياتك لرفعة وإعلاء شأن الثقافة العربية، الأدباء والمبدعين من أبناء شعبنا. وأسهمت إسهاما نوعيّا في بناء مجتمع مثقّف وواعٍ، فكريّا وحضاريّا، للمحافظة على هويّته الوطنيّة من خلال أعمالك المتميّزة، كنائب للمدير العام في وزارة العلوم، الثّقافة والرّياضة ورئيسا لدائرة الثقافة العربية. لترقى به إلى مصاف الشّعوب المتحضّرة، مؤمنا أن للثّقافة دورا أساسيّا في بناء المجتمع. وقد تركت بصمات لا تمحى من أقصى الشّمال حتّى النّقب، ومع كلّ ذلك كنت متواضعا إلى أقصى الحدود.

ملآى السّنابل تنحني بتواضع              والفارغات رؤوسهنّ شوامخ  (جرجس بن العميد)

   أعطيت من ذاتك، بل أعطيت ذاتك لمجتمعك، ولمّا بدأت مشوارك لتعمل لبيتك، لم يمهلك القدر، واختطفتك يد المنون على حين غرّة من بيننا وأنت في أوج عطائك.

إلى جنّات الخلد يا أبا الرّفيق، وألـهم زوجتك وأنجالك وأهلك وذويك الصّبر والسّلوان.

ملاحظة: نص الكلمة التي ألقاها الكاتب في بيت المرحوم لدى تقديم واجحب العزاء في بيته، وكان من المفروض ان تنشر في الكتاب التذكاري للمرحوم موفق خوري.