[x] اغلاق
مراهقات حققن إنجازات!
15/10/2012 16:05

 

طالما أوصى خبراء التنشئة وعلماء النفس المعنيين بمراقبة سلوكيات المراهقين بأهمية ممارسة الرياضة، ليس فقط لتأثيراتها الإيجابية على الصحة وعلى النمو البدني،ولكن أيضا لما تمنحه للمراهقين من ثقة في الذات تنعكس بدورها على مدى إقبالهم على الحياة واهتمامهم بمتطلبات الدراسة. تشغل الرياضة ممارسيها من المراهقين عن الكثير من السلوكيات الضارة التي قد يكتسبونها خلال تلك المرحلة الحساسة في حياتهم والتي قد يصعب عليهم في المستقبل التخلص منها إذا ما أصبحت عادة دخلت ضمن روتين حياتهم اليومي. لن يقبل المراهق المحترف لإحدى الرياضات مثلا على التدخين أو الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو الدردشة لساعات عبر مواقع التواصل لما لتلك العادات من ضرر على صحته أو وقته أو كليهما.

في مشهد أشبه بالأسطوري، استطاعت المراهقة الأمريكية ميرندا فيرجسون أن تحقق رقما قياسيا أضيف إلى موسوعة جينيس العالمية،حيث تمكنت من القيام بخمس وثلاثين شقلبة خلفية في مساحة لا تتجاوز خمس عشرة ياردة وفي زمن قدره ثلاثين ثانية، لتصبح بذلك أسرع من أدى تمرينات الشقلبة الخلفية على مستوى العالم بأسره. كسرت ميرندا بالرقم الذي حققته الرقم العالمي السابق،وهو اثنتان وثلاثون مرة من الشقلبات،لتدخل موسوعة جينيس عن جدارة واستحقاق.

0

وتعريفا بحركة الشقلبة الخلفية فهي حركة أكروباتية يقوم الجسم خلالها بالاستدارة حول نفسه بالكامل، ويبدأ ممارس الحركة من وضع علوي يفرد خلاله ذراعيه إلى الأعلى ويأخذ في مدهما إلى الأرض حتى يقوم الجسم باستدارة كاملة إلى أن يعود إلى وضعه الأول. من الممكن القيام بحركة الشقلبة من الأمام بأسلوب لا يختلف عن المتبع في الشقلبة الخلفية، وفي الحالتين يحتاج ممارس الحركة إلى بعض التمهل كي يحفظ توازنه ولا يصاب بدوار أو فقدان للتركيز. يتطلب احتراف المراهقين لمثل تلك النوعية من الرياضات التمتع بدرجة عالية من الرشاقة واللياقة البدنية وخفة الحركة وليونة المفاصل،ما يستلزم مواصلة التدريب بشكل يومي ومراعاة النوعيات والكميات التي يتناولها من الأطعمة. الاستعانة بمدرب متخصص ومحترف لا غنى عنها لضمان أداء الحركات على النحو الصحيح ولتفادي التعرض لكسور أو لتمزق في الأربطة.

اجتهدت ميرندا فيرجسون ابنة السادسة عشرة والطالبة في المرحلة الثانوية في إحدى مدارس مدينة دالاس التابعة لولاية تكساس الأمريكية منذ العام الماضي من أجل كسر الرقم القياسي العالمي. حاولت ميرندا تخطي خيبة الأمل التي تعرضت لها العام الماضي بعد فشلها في كسر الرقم بأن تمكنت من القيام بحركة الشقلبة الخلفية لعشرين مرة فقط، ما دفعها لاحقا لمواصلة التدريب واتباع نصائح المدربين حتى استطاعت الوصول لحلمها الأسبوع الماضي.

بدأت ميرندا في القيام بالحركات وسط تشجيع زميلاتها من أعضاء فريقها الرياضي اللاتي حرصن على عد مرات التشقلب، وكلما أنجزت مرة زادت شفقة المشجعات وخشيتهن من فشل ميرندا في تحقيق هدفها. لم يختلف شعور ميرندا كثيرا عن شعور زميلاتها، فقد كانت على دراية تامة بصعوبة إتمام المهمة وبضرورة توخي الحذرعند كل شقلبة جديدة. تباطأ أداء ميرندا مع مواصلة التشقلب واقتراب وصولها للرقم القياسي، لكنها حافظت على توازنها وواصلت الأداء حتى وصلت لهدفها الذي سعت للوصول إليه لعام كامل. كانت إحدى زميلات ميرندا قد حضتها على مواصلة التمرن وبذل مزيد من الجهد عندما لم تتمكن من إنجاز أكثر من عشرين شقلبة العام الماضي،وهذا ما دفعها لمضاعفة الجهد المبذول في التمرن حتى تمكنت بالفعل من تحقيق هدفها هذا العام.

وبسؤالها عن شعورها عقب إتمام مهمتها، أعربت البطلة الرياضية التي تخطت حدود دولتها إلى العالمية عن سعادتها البالغة، خاصة وأنها لم تتوقع نجاح المحاولة. أشارت ميرندا إلى أنها تدربت على أداء ثلاث وثلاثين مرة كي تتجاوز الرقم القياسي العالمي بمرة واحدة،ولكنها فوجئت بنفسها تقوم بمرتين إضافيتين لضمان إتمام المهمة على خير وجه. تحملت ميرندا آلام الظهر والشعور ببعض الغثيان، فالغاية التي تمنت الوصول إليها كانت أغلى في عينيها من بعض الآلام الطفيفة،خصوصا أن فرحة الفوز كفيلة بالقضاء على أي ألم.