تصفية الكيان وجلد الذات

تعتبر النميمة والقيل والقال، من اسوأ الظواهر التي تميز مجتمعنا بالرغم من قناعتنا المطلقة اننا جميعا مستهدفون، اذ ان البنيان الاجتماعي لاي شخص "يشكو" من الهشاشة والضعف، مما قد يجعله فريسة سهلة امام مستهلكي هذه العادة ومروجيها، خاصة اذا كانت شخصية المستهدف ضعيفة مهزوزة.

هذا ويعاني الكثيرون منا النرجسية وحب الذات والعظمة، فنسخر قدراتنا المالية او العائلية او حتى الدينية، من اجل قهر الاخرين في حالة اشبه بالانتحار الجماعي، فننشر النميمة والشائعات الهادفة من اجل الحد من قدرات الاخرين وعرقلة طريق تقدمهم، "لنجني" ثمار شيطانية اهدافنا وارضاء اهوائنا وميولنا المقيتة ونرجسيتنا في حالة مرضية من الهيمان والمتعة.

هذا ويعاني مجتمعنا من تفشي هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تشكل خطورة كبيرة على العلاقات الاجتماعية بين افراده، وحالة خطيرة من  جلد الذات قد تؤدي الى تصفية الكيان، خاصة ظلم ذوي القربى ونفور افراد العائلة الواحدة من اخوة واخوات وغيرهم، وهتك اعراضهم من قبل اعز الناس في حالة هستيرية من النميمة والشتيمة التي تؤدي الى الكراهية العمياء والجفاء.

انا بطبيعتي لست حالما انما شرف التجربة يكفيني في العديد من التجارب والمعارك التي اخوضها في مكافحة ظواهر دخيلة على مجتمعنا، واليوم عزمت العزم على محاكاة عقولكم لتحكيم ضمائركم في تجربة فريدة من نوعها لمحاربة ظاهرة النميمة هذه، اذ ان "لسانك لا تذكر به عورة امرء فكلك عورات وللناس السن"، وانا على يقين انه حتى قراءة هذه الرائعة الصحفية، تكون قد اسرفت في الكلام من اللحظة الاولى من بزوغ شمس الصباح كغيرك من الناس، وانت على يقين انك قد تكون اسأت من خلال حديثك للكثيرين، وقد تكون في هذه اللحظات تحتسي فنجانا من القهوة ابحر من خلاله في طيبتك وعمق احلامك الوردية، وراجع ضميرك واصح على واقع جديد وابدأ بنفسك اولا، ومن ثم عمم قناعتك على مقربيك فيرتاح ضميرك ويبرأ المجتمع.